الإثنين 07 تشرين الأول 2024 الموافق لـ 27 ربيع الاول 1446هـ

» إضـــــاءات قــــرآنــية

مدارج الهداية الإلهية

‏ ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلی‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾([1]).

إشارات:
‏- للهداية مدارج ومراحل: المرحلة الأولی منها هي الهداية العامة لجميع البشر، سواء اهتدوا أم لم يهتدوا، والهداية الأخری هي هداية خاصة لأولئک الذين دخلوا في الهداية العامة.
‏- تبيّن الآية الکريمة النوع الثاني من الهداية.
‏- السلام هو أحد أسماء الله الحسنی «السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ...»، ومن أسماء الجنّة "دار السّلام". إذن، سبل السلام تعني السبيل المؤدّي إلی الله وإلی الجنّة وهي نفسها الصراط المستقيم. و"سُبل السّلام"، تشمل سبل سلامة الإنسان والمجتمع والأسرة والجيل والفکر والروح والشرف ...إلخ ([2])([3]).
‏- التجسيد الحيّ لأتباع رضوان الله تعالی في الآية الکريمة «مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ»، هم السائرون علی نهج غدير خم، ذلک أنّ الآية الکريمة «ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا» نزلت بعد تنصيب الإمام علي عليه السلام خليفة لرسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم علی المسلمين([4]).  

‏التعاليم:
‏١- الهداية تليق بمن يسعی إلی کسب رضا الله تعالی، لا بمن يسعی وراء المال والشهرة وأهواء النفس والانتقام، «يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ«.
‏٢- الإنسان هو من يمهّد لهداية نفسه، «يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ«.
‏٣- الهداية إلی طريق السلامة والسعادة رهن بکسب رضا الله تعالی، ومن سعی إلی إرضاء غيره فهو منحرف، «يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ«.
‏٤- طريق الحقّ واحد، وطرق الباطل والشرک والکفر والنفاق والفُرقة کثيرة ومتعدّدة، تأمّل کلمة «النُّورِ» جاءت في صيغة المفرد؛ بينما تجد «الظُّلُمَاتِ» في صيغة الجمع، نعم، المحاسن والخيرات والطهارات ومضات من نور التوحيد، وکلّها وحدة واحدة ومنسجمة، بينما الظلمة کانت وما زالت باعثاً علی تفرّق الصفوف وتشتّتها.
‏٥- لا شکّ في أنّ الهدف هو واحد لکنّ السبل المؤدّية إليه متشعبة، «سُبُلَ السَّلَامِ«.
‏٦- في ظلّ مدرسة الوحي تتحقّق السلامة والسعادة للفرد والمجتمع وللروح والجسم، «سُبُلَ السَّلَامِ«.
‏٧- سينعم البشر بالتعايش وبحياة آمنة ومستقرّة في ظلّ القرآن الکريم، «سُبُلَ السَّلَامِ«.
‏٨- تنتهي «سُبُلَ السَّلَامِ» إلی "الصراط المستقيم"، وکل من يؤدّي تکاليفه المختلفة وفي شتی الظروف سعياً وراء کسب رضا الله، کلّهم سيصلون إلی الصراط المستقيم، «يَهْدِي... سُبُلَ السَّلَامِ... ويَهْدِيهِمْ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ«.
‏٩- لا يکفي التمسّک بالنبي والکتاب فقط للوصول إلی الصراط، بل يلزم أن يقترن ذلک باللطف والإرادة الإلهية، «بِإِذْنِهِ«.
‏١٠- لا جبر ولا تفويض، بل منزلة بين المنزلتين، فالإنسان مخيّر؛ «اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ»، ولکنّ السير نحو الهدف بمعزل عن إرادة الله أمر مستحيل، «بِإِذْنِهِ«.
‏١١- القرآن هو الدواء الناجع لکلّ الظلمات، فهو يحيل ظلمات الجهل والشرک والفُرقة والهمجية والشبهات والشهوات والخرافات والجرائم والاضطرابات إلی نور العلم والتوحيد والوحدة والتحضّر واليقين والصفاء والأمن والاستقرار، «ويُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ«.

‏تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي

([1]) المائدة: 16
([2]) سورة الحشر، الآية ٢٣.
([3]) سورة الأنعام، الآية ١٢٧.
([4]) تفسير أطيب البيان.

3468 مشاهدة | 10-06-2021
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة