أنّ الإلجاء يكون فيما لا يجد الإنسان منه بدّاً من أفعال نفسه مثل:
أكل الميتة عند شدة الجوع، ومثل الركض على الشوك عند مخافة السبع، فيقال إنّه مُلجأ إلى ذلك، وقد يُقال إنّه مضطر إليه أيضاً.
فأمّا الفعل الذي يُفعل في الانسان وهو يَقصد الامتناع منه مثل: حركة المرتعش، فإنّه يقال هو مُضطر إليه، ولا يقال مُلجأ إليه، وإذا لم يَقصد الامتناع منه لم يُسمّ اضطراراً كتحريك الطفل يد الرجل القوي، ونحو هذا قول عليّ بن عيسى:
- إنّ الإلجاء هو أن يُحمل الإنسان على أن يفعل،
- والضرورة أن يُفعل فيه ما لا يمكنه الانصراف عنه من الضرّ، والضرّ ما فيه ألم قال، والاضطرار خلاف الاكتساب ألا ترى أنّه يُقال له باضطرار عرفت هذا أم باكتساب؟ ولا يقع الإلجاء هذا الموقع.
وقيل هذا الاصطلاح من المتكلّمين فأمّا أهل اللغة فإنّ الإلجاء والاضطرار عندهم سواء، وليس كذلك لأنّ كلّ واحد منهما على صيغة ومن أصل وإذا اختلفت الصيغ والأصول اختلفت المعاني لا محالة، والإجبار يُستعمل في الاكراه، والإلجاء يستعمل في فعل العبد على وجه لا يمكنه أن ينفك منه، والمكره من فعل ما ليس له إليه داعٍ وإنما يفعله خوف الضرر، والإلجاء ما تشتدّ دواعي الانسان إليه على وجه لا يجوز أن يقع مع حصول تلك الدواعي.
* الفروقات اللغوية لابن هلال العسكري