يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما يكون حقّاً وصدقاً، كما في التعبير عن رؤيا إبراهيم × بذبح ولده (الصّافات102)، وفي رؤيا يوسف × التي تحقّقت بسجود والديه وإخوته له، وكما في رؤيا رسول الله ‘ المذكورة في قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح27).
وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال: { إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ . قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ} (يوسف43).
هذا في حين يستعمل الحلم للتعبير عمّا كان وهمًا باطلًا، كما في الآية الأخيرة على لسان الملأ، ما يقطع بأنّ المقصود من الحلم الهواجس المختلطة والصّور المشوّشة التي لا تصدق، لما اعتقده هؤلاء بأنّ رؤيا الملك كذلك.
التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج2، ص318