الأصل في مادة الجسد الجسم الظاهري المادي من كلّ ذي روح إذا صرف النظر عن روحه، ويكون النظر والتوجّه إلى جسمه من حيث هو.قال تعالى: {فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار} (طه88)، إشارةً إلى كون العجل جسداً بلا روح. وقال: {وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام} (الأنبياء8)، أي أجساداً بلا روح. وقال: {وألقينا على كرسيّه جسداً} (ص34)، أي بدناً بلا روح.
وأمّا الجسم فهو عبارة عن كلّ ما يستقرّ في مكانٍ أو حيّز ويكون محسوساً، وليس فيه نظر إلى كونه متخلّياً عن الروح أم لا كما في الجسد.قال تعالى: {وزاده بسطةً في العلم والجسم} (البقرة 247)، أي في البدن المحسوس. وقال: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} (المنافقون4)، أي ظواهر أبدانهم وبسطتها...
التحقيق في كلمات القرآن الكريم، للعلامة المصطفوي ج2، ص97