يفيد التحقيق أنّ الأصل الواحد في مادة "قَسَط" هو إيصال الشيء إلى مورده وإيفاء الحقّ إلى محلّه. ومن مصاديقه: إيصال النفقة وتفريقها على العيال، وتقسيم الحصص، وتقسيم الأموال بين الشركاء...
وهذه الموارد إذا كانت عدلاً وحقاً يعبّر عنها بـ"العدل"، وإلا فيعبّر عنها بـ"الجور والانحراف عن الحق والعدول عنه".
ولذا جاء القسط في الآيات الكريمة: {قُلْ أَمَرَ رَبّي بِالقِسْط}، {كُونُوا قَوّامينَ بِالقِسْط}، {ادْعُوهُم لِآبائِهِم هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله}، {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقْتَتَلُوا... فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِين}، بمعنى إيفاء الحقّ إلى صاحبه أو الحكم بالعدل.
وأمّا التقسيط في سورة الجنّ: {وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوا رَشَدَاً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً}، فلمّا ذُكر التقسيط هنا في قبال التسليم، فيستفاد منه مفهوم الانحراف والعدول عن الحقّ والاعوجاج والجور.
وأمّا المُقْسِطُ من أسماء الله الحسنى فإنّ الله -عزّ وجلّ- بعلمه وقدرته وعدله يُقسِط الأرزاق وما يحتاج إليه كلّ موجودٍ عليها، حيث يوفَى كلّ شيءٍ بحقّه، ولا يُحرَم شيءٌ عن حقّه.
التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج9، ص288
وأمّا المُقْسِطُ من أسماء الله الحسنى فإنّ الله -عزّ وجلّ- بعلمه وقدرته وعدله يُقسِط الأرزاق وما يحتاج إليه كلّ موجودٍ عليها، حيث يوفَى كلّ شيءٍ بحقّه، ولا يُحرَم شيءٌ عن حقّه.
التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج9، ص288