ذكر العلامة المجلسي عن السيّد أمير علاّم قال: كنت في صحن الإمام أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في ساعة متأخرة من الليل، فرأيت رجلاً مقبلاً نحو الروضة، فاقتربت منه فاذا هو المقدّس الاردبيلي فأختفيت عنه، فجاء إلى باب الروضة وكان مغلقاً فانفتح له الباب ودخل الروضة، فسمعته يتكلّم كأنه يناجي أحداً، ثم خرج وأغلق الباب، فتوجّه نحو مسجد الكوفة وأنا خلفه اتبعه وهو لا يراني، فدخل المسجد وقصد نحو المحراب الذي استشهد فيه الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام ). ومكث هناك طويلاً، ثم رجع نحو النجف وكنت خلفه أيضاً، وفي أثناء الطريق غلبني السعال، فسعلت، فالتفت إليّ وقال: أنت أميرعلاّم؟ قلت: نعم. قال: ما تصنع هاهنا؟ قلت: كنت معك منذ دخولك الروضة وإلى الان، واقسم عليك بحق صاحب القبر ان تخبرني بما جرى عليك من البداية إلى النهاية؟ قال: اخبرك بشرط ان لا تخبر به احدا مادمت حيا فوافقت على الشرط. فقال: كنت أتفكر في بعض المسائل الفقهية الغامضة، فقررت ان احضر عند مرقد الإمام أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) لأسأله عنها، فلما وصلت إلى باب الروضة انفتح لي الباب بغير مفتاح، فدخلت الروضة وسألت الله تعالى أن يجيبني مولاي أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن تلك المسائل، فسمعت صوتاً من القبر: أن ائت مسجد الكوفة، وسل من القائم، فإنّه إمام زمانك.
بحار الانوار ج 52 / 175