لا تكن أيّها العزيز قانعاً بالاصطلاحات الباردة، والتخيّلات، التي ربما تكون باطلة وعاطلة؛ بل عليك صرف عمرك الشّريف في حمده القلبيّ واللّسانيّ والحاليّ والفعليّ، فتكون بحسب القلب حامداً إيّاه، وراضياً بما يصنعه، ومسلّماً لأمره، محبّاً لمعروفه، مبغضاً لمنكره، فتجاهد الجهاد الأكبر، فتكون شهيداً، أو في حكم الشهيد، ثواباً، فتشملك الرّوايات الواردة في ثواب الشّهداء.
فإذا كنت هكذا، وصرت من أهل الحال، استحققت المواهب الإلهيّة، والواردات القلبيّة، وورثت الجنّة الّتي يرثها عباده الصالحون، بسبب العمل الصّالح، وتزكية القلوب القاسية، وعلامة ذلك الشّوق إلى الإنابة والتّوبة، فإنّها أوّل قدم العبد في الدّخول إلى دار الرّبّ، والوصول إلى حلاوة القرب.
الشّهيد السّيّد مصطفى الخمينيّ، تفسير القرآن الكريم، ج 1، ص 239
الشّهيد السّيّد مصطفى الخمينيّ، تفسير القرآن الكريم، ج 1، ص 239