«إنّ جميع حركات الإنسان وسَكَنَاته الإختيارية منشأُها عزمُه وإرادته، وحبُّه وبغضُه، واستشعارُه السعادة والشقاوة، وبالجملة؛ جميع حركات الأعضاء وسكناتها ناشئة من أثر أحوال القلب وصفاته. وأحوال القلب أيضاً منشأُها إمّا ما يؤثّر فيه من الظّاهر من أعمال الجوارح لا سيّما الحواسّ، أو من الباطن، كالخيال، والشهوة، والغضب، والأخلاق المركّبة من مزاج الإنسان، فإنّه إذا أدرك بحواسّه شيئاً حصل منه أثرٌ في القلب، إنْ خيراً فَنورٌ وصفاء، وإنْ شرّاً فظلمة وكدَر، وكذا إذا هاجت الشهوة مثلاً بكثرة الأكل وبقوّة المزاج، فإنّ لها أثراً في القلب، وهذه الآثار تبقى وتؤثّر في انتقال الخيال من شيء إلى شيء، وبحسب انتقالها ينتقل القلب من حالٍ إلى حال، والقلب دائماً في التغيّر والتأثّر ممّا يرِد عليه من آثار الأسباب المذكورة».
من وصيّة السيّد جواد الملكي التبريزي (قده)