وصايا الإمام الخميني (قده) في عاشوراء
يوصي الإمام الخميني قدس سره خطباء المنبر الحسينيّ ـ أيّدهم الله تعالى ـ بعدّة وصايا من شأنها المحافظة على استمراريّة حرارة كربلاء متدفِّقة في صدور المؤمنين ومن جملة هذه الوصايا:
التذكير بالمصائب والمظالم الّتي يرتكبها الظلمة عندما يقول قدس سره: "يجب التذكير بالمصائب والمظالم الّتي يرتكبها الظالمون في كلِّ عصر ومصر... وفي هذا العصر الّذي هو عصر مظلوميّة العالَم الإسلاميّ على يد أمريكا..."1.
اهتمام الخطباء بتذكير الناس وتوجيههم إلى القضايا الإسلاميّة، السياسيّة منها والاجتماعيّة لتبقى في ذاكرتهم وليتابعوا الحكّام ويُحاسبوهم فيما لو تصرّفوا بشكل يُسيء للإسلام والأمّة، يقول الإمام قدس سره: "ليهتمّ خطباء المنابر ـ أيّدهم الله ـ ويسعوا إلى دفع الناس إلى القضايا الإسلامية وإعطائهم التوجيهات اللازمة في الشؤون السياسيّة والاجتماعيّة... فنحن أحياء بهذه المراثي"2.
التأكيد على قرّاء العزّاء بعدم الاختصار في قراءة المراثي الحسينيّة يقول الإمام قدس سره "إنّ على الخطباء أن يقرأوا المراثي حتّى آخر الخطبة ولا يختصروها بكلمتين.. بل ليتحدَّثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت... كي يُصبح الناس على أهبة الاستعداد، وليكونوا حاضرين في ميادين الأحداث، وليعلموا بأنّ أئمّتنا قد أنفقوا كلّ أعمارهم لنشر الإسلام وترويجه"3.
المحافظة على استمراريّة تلاوة المراثي كما هي وكما كانت تُتلى في السابق مع الالتفات والتنبيه إلى الممارسات المنحرفة والخاطئة والّتي تُعطي صورة غير صحيحة عن هذه الشعائر العظيمة ويُشير الإمام إلى ذلك عندما يقول قدس سره: "على الخطباء أن يتلوا المراثي كما كانوا يفعلون في السابق... ينبغي أن تعلموا إذا أردتم الحفاظ على نهضتكم فيجب أن تُحافظوا على هذه الشعائر والسنن، وطبعاً فإنّه إذا كانت هناك أعمال وممارسات منحرفة وخاطئة يرتكبها أشخاص غير مطّلعين على المسائل الإسلامية فيجب أن تتمّ تصفيتها، لكن المآتم ينبغي أن تبقى على قوّتها"4.
كما يوصي جموع المعزِّين:
1- "أحيوا عاشوراء فبإحيائها يُصان بلدكم من كلّ سوء".
2- "إنّ البكاء عليه (الإمام الحسين عليه السلام) هو الّذي حفظنا".
3- "عليكم أن لا تنخدعوا بمزاعم وأحابيل الشياطين الّذين يُريدون أن يُجرِّدوكم من هذا السلاح.. ليحذر شبابنا من الانخداع بذلك، فهذه الشعائر الحسينيّة هي الّتي حفظتنا وصانت البلد".
4- "علينا أن نعرف رمز بقاء الشيعة طوال الزمن الماضي، منذ عصر أمير المؤمنين عليه السلام وحتّى الآن...".
5- "لقد أُقيمت هذه المجالس على مرِّ التأريخ بأمر الأئمّة عليهم السلام فلا يُظنّن بعض هؤلاء الشبّان بأنّ المجالس الحسينيّة ليست إلّا مجالس للبكاء! وأنّ علينا الآن أن نكفّ عن البكاء فهذا خطأ فادح يقعون فيه".
6- "ليعلم شعبنا قيمة وأهمّيّة هذه المجالس، فهي الّتي أبقت الشعوب حيّة، وينبغي أن تزداد هذه المجالس في أيّام عاشوراء، وتنمو وتنتشر، بل إنّها ينبغي أن تُكثّف حتّى في باقي أيّام السنة".
7- "عليكم أن تُدركوا بأنّه لو لم تكن هذه المواكب موجودة ولو لم تكن هذه المجالس والمراثي مقامة فإنّ انتفاضة 15خرداد (5حزيران1963م) ما كان يُمكن لها أن تحصل".
8- "لا تدعوا التظاهرات والمسيرات تحلّ محلّ مواكب العزاء والمآتم، لا تسمحوا لهم أن يسلبوكم العزاء الحسينيّ، أقيموا المواكب الحسينيّة، ثمّ سيروا في تظاهرات حسينيّة واعقدوا التجمُّعات للمآتم".
وممّا تقدّم فإنّ أهمّ الوصايا الّتي وجّهها الإمام المقدّس لجموع المعزِّين بسيّد الشهداء عليه السلام هي:
أوّلاً: التأكيد على إحياء عاشوراء والمشاركة الفعّالة بهذه المجالس.
ثانياً: التأكيد على البكاء وأنّه بسببه حُفظ التشيُّع وعدم الكفّ عن ذلك.
ثالثاً: الاستماع والإنصات جيّداً لما يُتحدّث عنه في هذه المجالس.
رابعاً: إنّ هذه المجالس أُقيمت بأمر الأئمّةعليهم السلام فيجب أن تُفعّل وتزداد وتنتشر حتّى في غير أيّام محرّم.
خامساً: المشاركة بمواكب العزاء واللطم على الصدور وأهمّيّة ذلك أكثر من التظاهرات.
سادساً: إنّ حضور هذه المجالس تُبقي حرارة التواصل مع أهل البيت عليهم السلام.
والحمد لله ربِّ العالمين
هوامش
1- نهضة عاشوراء، ص 109.
2- نهضة عاشوراء، ص 109ـ 110.
3- م. ن، ص 110.
4- م. ن، ص 111- 112.
2445 مشاهدة | 29-09-2016