محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد[1] عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبدالله (ع) في حديث طويل قال:"إنّ الله فرض الإيمان على جوارح بن آدم وقسّمه عليها وفرّقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلّا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها، الى أن قال:" فأما ما فرض على القلب من الايمان فالإقرار والمعرفة والعقل والرضا والتسليم بأنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمد عبده ورسوله(ص)والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزّ وجلّ :" إِلاَ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" (النحل 106). وقال:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب". وقال :"الذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم" وهو رأس الايمان[2].
أقول:الرواية مروية عن الكليني ورجال الحديث كلّهم ثقاة إلّا ابن عمرو الزبيري الذي هو مجهول، ولكن مضمون الحديث جيد وممتاز، فلعلّه يدلّ على صحتها. ومن الرواية يستفاد أن الايمان ليس من سنخ العلم فقط بل هو من سنخ العمل وإن كان ممزوجاً بنحو ما مع العلم والمعرفة، فالإيمان من سنخ العمل الصالح وعطفه في قوله في سورة العصر :"إلّا الذين آمنوا" على العمل الصالح ، لعله من عطف العام على الخاص .
والمراد من القلب ليس هذا العضو الصنوبري الموجود في الصدر من الجسد في الجانب الأيسر غالباً، بل المراد منه هو الفؤاد وهو غير العقل وغيرالقوة المدركة، بل هو حقيقة الانسان وروحه وماهيته التي يشار إليها بأنا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] . في المصدر القاسم بن بريد
[2] . نفس المصدر / الباب الثاني/ح1.