صحيحة حمزة بن حمران رواها الكليني عن محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد (بن عيسى الأشعري) عن علي بن النعمان (الأعلم) عن حمزة بن حمران(بن الحسين) قال : سمعت أبا عبدالله(ع) يقول: إنّ ممّا حفظ من خطب رسول الله(ص) أنه قال: أيّها الناس إن لكم معالم فانتهوا الى معالمكم وإنّ لكم نهاية فانتهوا الى نهايتكم، ألا أن المؤمن يعمل بين مخافتين، بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه؟ وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه ؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلّا الجنّة والنار. [1]
أقول : قوله المعالم جمع المعلم وهو الأثر الذي يستدل به على الطريق. وقوله: ما بعد الدنيا من مستعتب أي ليس بعد الدنيا من استرضاء، لأن الأعمال قد انقضى زمانها وما بعد الدنيا دار جزاء لا دار عمل، قال تعالى:"وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين" معناه أن أقالهم الله تعالى وردّهم الى الدنيا لم يعملوا بطاعة الله.[2]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] . نفس المصدر/ باب14/ ح1
[2] . راجع لسان العرب/ مادة عتب