لقد نصّ رسول الله صلى الله عليه وآله على إمامة اثني عشر إماماً من أهل بيته الأطهار، وعيّنَهم بذكر أسمائهم وأوصافهم، كما هو المعروف من حديث الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري وغيره عند العامّة والخاصّة.
كما نصّ كلّ إمام معصوم على الإمام الذي يليه قبل استشهاده في مواطن عديدة بما يتناسب مع ظروف عصره، وقد كان النصّ يكتب ويودع عند أحد سرّاً، ويجعل طلبه دليلاً على الاستحقاق، ونلاحظ تكرّر هذه الظاهرة في حياة أبي عبدالله الحسين عليه السلام بالنسبة لابنه زين العابدين عليه السلام تارة في المدينة واُخرى في كربلاء قبيل استشهاده.
وممّا روي من النصّ على إمامة ولده عليه السلام ما رواه الطوسي، عن أبي جعفر الباقرعليه السلام: أنّ الحسين لمّا خرج الى العراق دفع الى اُمّ سلمة زوجة النبىّ صلى الله عليه وآله الوصيّة والكتب وغير ذلك وقال لها: "إذا أتاك أكبر وُلدي فادفعي إليه ما قد دفعتُ إليك". فلما قُتل الحسين عليه السلام أتى عليّ بن الحسين عليه السلام أُمّ سلمة فدفعت إليه كلّ شيء أعطاها الحسين عليه السلام.
وفي نصٍّ آخر: أنّه عليه السلام جعل طلبها منها علامة على إمامة الطالب لها من الأنام فَطلبها زين العابدين عليه السلام.
وروى الكليني عن أبي الجارود عن الإمام الباقرعليه السلام: أنّ الحسين عليه السلام لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبرى فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة، وكان عليّ بن الحسين عليه السلام مريضاً لا يرون أنّه يبقى بعده، فلمّا قُتل الحسين عليه السلام ورجع أهل بيته الى المدينة دفعت فاطمة الكتاب الى عليّ بن الحسين عليه السلام.
وقال عليه السلام لعمّه محمد بن الحنفيّة: "إنّ أبي صلوات الله عليه أوصى إلّ قبل أن يتوجّه الى العراق وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة".
* أعلام الهداية ج 6 ص 150_152.