ثمر النخل
جريا على العادة، خرج الإمام علي عليه السلام يوماً إلى خارج المدينة يبتغي الفلاحة في بستانه وكان يحمل وسقا- كيساً من نوى- فصادف في طريقه رجلاً.
فقال له الرجل: ما هذا الذي تحمله يا أبا الحسن؟
- مائه ألف عذق نخلة إن شاء الله.
ذهب الإمام عليه السلام وغرس جميع ما كان يحمله في الكيس من النوى وبعد أن تعهدها مدة من الزمن أصبحت نخلاً يانعاً1.
ثمرة العمل
مرّ علي بن أبي حمزة البطائني على الإمام الكاظم عليه السلام وهو يعمل في أرضه ويعدها للزراعة بكل جد ونشاط بحيث كان يتصبب عرقاً، مما دعا علي ابن أبي حمزة إلى سؤاله: جعلت فداك، أين الرجال؟ لماذا لا تفوّض هذا العمل إلى الآخرين؟
- ولم أفوضه إلى غيري؟ يا علي إن أنا عملت بيدي فقد عمل بيده من هو خير مني ومن أبي.
- من هو؟
- رسول الله وأمير المؤمنين، وآبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، والعمل هو حرفة كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين2.
العامل والشمس
زار أبو عمر الشيباني الإمام الصادق عليه السلام ذات يوم فوجده يعمل بجد في بستان له والعرق يتصبب منه لكثرة العمل والإجهاد، وكانت بيد الإمام مسحاة عليه إزار غليظ، فتعجب أبو عمر من حالة الإمام وظن أنه لم يعثر على عامل يقوم بأعماله فاضطر إلى العمل بنفسه فبادره بالقول: جعلت فداك، أعطني المسحاة فأنا أكفيك.
فأجابه الإمام عليه السلام: إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة3.
*قصص الأبرار، الشيخ مرتضى مطهري، التعارف، ص81-82 و97.
1- وسائل الشيعة ج2 ص531.
2- وسائل الشيعة ج2 ص531.
3- بحار الأنوار ج11 ص120.