المسألة الأولى: أين ينزل عيسى عليه السلام ؟
لم يحدد أي حديث عن أهل البيت عليهم السلام مكان نزول عيسى عليه السلام وهذا يصحح احتمال نزوله في الغرب في إحدى عواصم أتباعه وعابديه كما نرجح!
أما مصادر أتباع الخلافة فروت أنه ينزل في دمشق، وأقدم نص في ذلك رواه ابن حماد:2/567 ، عن كعب الأحبار قال: يهبط المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي إلى طرف الشجرة) .
وروى مسلم في صحيحه:4/2250 ، عن نواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل.. الى أن قال: ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ! فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قَطَرَ ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات). انتهى. والعبارة الأخيرة ضعيفة ، تحير فيها شراح مسلم ، ومعناها أن الكافر إذا شم ريح نَفَس المسيح عليها السلام مات !
والرواية الثالثة عن أويس الثقفي قال النبي: صلى الله عليه وآله ويكون نزوله على المنارة البيضاء التي بشرق جامع دمشق ). وقد تقدمت مصادرها .
والرابعة: في سنن الداني/143 ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهدي فيقال له تقدم يا نبي الله فصل لنا ، فيقول: إن هذه الأمة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عز وجل)ولا يمكن الإعتماد على مثل هذه الروايات ، ولا مجال لبسط البحث في أسانيدها ومتونها .
المسألة الثانية: محاولة بعضهم إنكار اقتدائه بالمهدي عليهما السلام !
وقد عرفت حديثه النبوي الصحيح عند الجميع ، لكنه حديثٌ ثقيل على قلب المخالفين لأهل البيت عليهم السلام ويغصون به ، لأنه يجعل إماماً منهم أفضل من رسول من أولي العزم عليهم السلام ! لكن ما نصنع لهم إذا كان هذا رواية صحاحهم ؟!
فنص رواية بخاري:4/205: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم . ومثله مسلم:1/136، و137 ، ومسند أبي عوانة:1/106، وملاحم ابن المنادي/57 ، وابن حبان:8/283 284 ، والبيهقي في الأسماء والصفات/535 ، ومصابيح البغوي:3/516 ، من صحاحه . الى آخر المصادر . ونص مسلم:1/137 أو:1/95، و:3/1524، وأحمد:3/345 ،عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا ، فيقول: لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، ليكرم الله هذه الأمة ) ، وسنن البيهقي:9/39و180، وأبو يعلى:4/59 ، وفيه: أمر أكرم الله به هذه الأمة ، ومسند أبي عوانة:1/106 ،وابن حبان:8/289 ، والداني/143،والمحلى:1/9 و:7/391، وعمدة القاري:16/40 ، ومسند أبي يعلى:4/59 ، ومنتقى ابن الجارود/257 ، وابن حبان:15/231 ، وتاريخ دمشق:14/302 و:29/362، و47/501 ، وسبل الهدى:10/375 ، وينابيع المودة:3/260، والإيمان لبن منده:1/517 ، ومسند أبي عوانة:1/106، والفردوس بمأثور الخطاب:5/103، وخصائص السيوطي:2/372، وعقد الدرر/106، وعقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر ، للشيخ العباد الوهابي/8 عن بخاري ، ومسلم. الى آخر المصادر .
لكن مع صراحة روايتي بخاري ومسلم وغيرهما ، فقد استعظم بعض أئمتهم كالتفتازاني أن يصلي عيسى خلف المهدي عليهما السلام لأنه يعني أن المهدي أفضل من رسول من أولي العزم عليهم السلام فحاول إنكاره !
كما اتجه عدد من شُّرَّاح بخاري ومسلم الى تأويله وتهوينه بأن عيسى يصلي خلف المهدي عليهما السلام مرة واحدة فقط ، ثم يصلي عيسى إماماً ، وأن ذلك تكريم للأمة وليس تفضيلاً للمهدي عليه السلام ! وقلَّ فيهم من كان صريحاً وتجرأ وقال إن عيسى يقتدي بالإمام المهدي عليهما السلام ولا ضير في ذلك !
قال الشافعي في البيان/496: هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه كما سقناه ، وإن كان الحديث المتقدم قد أُوِّلَ(حديث بخاري) فهذا لا يمكن تأويله لأنه صريح فإن عيسى يقدم أمير المسلمين وهو يومئذ المهدي ، فعلى هذا بطل تأويل من قال: معنى قوله وإمامكم منكم ، أي يؤمكم بكتابكم ) !
فترى هذا العالم.. يكافح لإثبات أصل صلاة عيسى خلف المهدي عليهما السلام ، ورد تأويلهم الحديث النبوي وتمييعه لإبطاله ، وهذا من بؤس البحث العلمي...!
وشبيه بقول الشافعي قول المناوي في فيض القدير:6/17، قال: ( فإنه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة فيحس به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه ! فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الأمة ، ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار من أن عيسى هو الإمام بالمهدي ، وجزم به السعد التفتازاني وعلله بأفضليته ، لإمكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه ، ثم بعدُ يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل).
وقال السلمي في عقد الدرر في أخبار المنتظر/106: (الباب العاشر في أن عيسى بن مريم عليه السلام يصلي خلفه ويبايعه وينزل في نصرته) ثم أورد تسعة أحاديث وأثرين: وهي ما تقدم عن بخاري ومسلم ، وحديث أبي نعيم عن حذيفة ، وحديث ابن حماد عن عبدالله بن عمرو ، وحديث جابر من سنن الداني ، وحديث هشام بن محمد من ابن حماد ، وحديث أبي أمامة من الحلية وابن حماد ، وحديث حذيفة من سنن الداني ، وحديث جابر من مسند أحمد بن حنبل ، وقول كعب الأحبار ، وقول السدي من ابن حماد . وقد تقدمت كلها .
ونختم بما قاله السيد الميلاني في المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي/141، بعد أن أورد عدداً من أحاديث القوم: ( وبعد ، فلا حاجة للإطالة في إيراد الأحاديث الأخرى الكثيرة المبينة بأن المراد بالإمام في حديث الصحيحين هو الإمام المهدي عليه السلام . وقد جمع معظم هذه الأحاديث السيوطي في رسالته (العرف الوردي في أخبار المهدي) المطبوعة في كتابه الحاوي للفتاوى ، أخرجها من كتاب الأربعين للحافظ أبي نعيم وزاد عليها ما فات منها على أبي نعيم كالأحاديث التي ذكرها نعيم بن حماد الذي قال عنه السيوطي ، وهو أحد الأئمة الحفاظ وأحد شيوخ البخاري) . أقول: ومن راجع شروح صحيح بخاري يعلم بأنهم متفقون على تفسير لفظة (الإمام) الواردة في حديث بخاري بالإمام المهدي . فقد جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري التصريح بتواتر أحاديث المهدي أثناء شرحه لحديث البخاري المتقدم حتى قال: وفي صلاة عيسى عليه السلام خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال: إن الأرض لاتخلو من قائم لله بحجة . كما فسره في إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري بالمهدي مصرحاً باقتداء عيسى بالإمام المهدي عليهما السلام في الصلاة . كما نجد هذا في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري . وأما في فيض الباري فقد أورد عن ابن ماجة القزويني حديثاً مفسراً لحديث البخاري ثم قال: فهذا صريح في أن مصداق الإمام في الأحاديث هو الإمام المهدي.. إلى أن قال: وبأي حديث بعده يؤمنون؟! وأما في حاشية البدر الساري إلى فيض الباري فقد أطال في شرح الحديث المذكور مبيناً ضرورة رجوع شارح الأحاديث إلى أحاديث الصحابة الآخرين في كتب الحديث ذات الصلة بالحديث الذي يراد شرحه ، وقد جمع من تلك الأحاديث المبينة لحديث البخاري ما حمله على التصريح بأن المراد بالإمام هو الإمام المهدي عليه السلام قال: وقد بين هذا المعنى حديث ابن ماجة مفصلاً ، وإسناده قوي).
وقال في هامشه: فتح الباري شرح صحيح البخاري:6/383 . إرشاد الساري:5/419 . عمدة القاري بشرح صحيح البخاري:16/39 من المجلد الثامن . فيض الباري على صحيح البخاري:4/44 . حاشية البدر الساري إلى فيض الباري:4/44 . صحيح مسلم بشرح النووي:18/38 . انتهى.
وقد بحث السيد الميلاني هذا الموضوع أيضاً في كتابه الإمامة في أهم الكتب الكلامية/281، وكتابه تفضيل الأئمة على الأنبياء عليهم السلام /29 ، وقال: (ومن الأدلة على أفضلية الأئمة عليهم السلام من الأنبياء السابقين قضية صلاة عيسى خلف المهدي ، وهذا أيضاً مما ناقش فيه بعضهم كالسعد التفتازاني من حيث أن عيسى نبي ، وكيف يمكن أن يقتدي بمن ليس بنبي ، وعليه فإن هذه الأحاديث باطلة ! لاحظوا عبارته يقول: فما يقال إن عيسى يقتدي بالمهدي شئ لا مستند له فلا ينبغي أن يعول عليه ، نعم هو وإن كان حينئذ من أتباع النبي فليس منعزلاً عن النبوة فلا محالة يكون أفضل من الإمام ، إذ غاية علماء الأمة الشبه بأنبياء بني إسرائيل) . هذه عبارة سعد الدين التفتازاني ، ونحن نكتفي في جوابه بما ذكره الحافظ السيوطي فإنه أدرى بالأحاديث من السعد التفتازاني، يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي: هذا من أعجب العجب ! فإن صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله وهو الصادق المصدق الذي لايخلف خبره.
وفي الصواعق لابن حجر دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهدي سلام الله عليه . إذن ، أثبتنا أفضلية أئمتنا من الأنبياء السابقين بأربعة وجوه ، على ضوء الكتاب والسنة المقبولة عند الفريقين). وقال في هامشه: شرح المقاصد:5/313 . الحاوي للفتاوي 2/167 . الصواعق المحرقة/99 . انتهى.
أقول: نحن نقدر حجم المشكلة التي يشعر بها أئمة أتباع الخلافة ، فقد بنوا كل مشروعية خلافة زعماء قريش على حديث رووه ورددناه ، هو أن النبي صلى الله عليه وآله في مرض وفاته أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، فاستدلوا بذلك على أنه أفضل من علي عليه السلام وأحق منه بالخلافة . فلو اعترفوا بأن نبي الله عيسى يصلي خلف الإمام المهدي حفيد علي عليهما السلام ، لكان معناه أن فرع علي أفضل من رسول من أولي العزم عليهم السلام ، فكيف بعلي عليه السلام !...
لكن مشكلتهم هذه لاحل لها ! بل يوجد مشكلة أصعب منها عليهم ، وهي ما رووه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله جعل محبي علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام معه في درجته في الجنة ! فهو يدل عن مكانة العترة كما يدل على أن الدرجة في الجنة تتسع لملايين ! روى أحمد:1/77 ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين رضي الله عنهما فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة). ورواه من مصادرنا: كامل الزيارة/117، وأمالي الصدوق/299 و374 ، وغيرهما . ومن مصادرهم الترمذي:5/305 ، وحسنه، والطبراني في المعجم الكبير:3/50 ، والصغير:2/70 ، والخطيب في الإكمال للخطيب/173، وقال: والحديث صحيح بشواهده . وتاريخ دمشق:13/196، وأسد الغابة:4/29 ، وتهذيب الكمال:29/360 ، وقال: قال عبد الله بن أحمد: لما حدث نصر بن علي بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط ! فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة ولم يزل به حتى تركه ! والذهبي في تاريخ الإسلام:18/508 ، وزاد على ما في تهذيب الكمال: قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضياً فلما علم أنه من أهل السنة تركه . وقال ابن أبي دؤاد: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء فدعاه عبد الملك أمير البصرة فأمره بذلك ، فقال: أرجع فأستخير الله عز وجل ، فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فآقبضني إليك . فنام فأنبهوه فإذا هو ميت… وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام رحمه الله ) .انتهى.
وجاء الذهبي في القرن الثامن وأراد أن يحل مشكلتهم بالصراخ ! قال: إسناده ضعيف والمتن منكر ! (سيره:3/254) وساعده الألباني في القرن العشرين فضعف الحديث(ضعيف سنن الترمذي/504). لكنهما متأخران قروناً عمن صححه ، ولاحجة لهما في تضعيف سنده إلا التعصب والتحكم ، ولا في تضعيف متنه إلا رد فضيلة للنبي وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم ومن أحبهم ، لكن ينبغي أن نشكرهما لأنهما لم يحكما بجلد راويه ألف عصا ، كما فعل إمامهم المتوكل !
المسألة الثالثة: تأثير عيسى عليه السلام في الشعوب المسيحية
ودوره في تعميم الإسلام في العالم ، فلا بد أنه سيكون له عليه السلام تأثير أساسي في توعية الشعوب الغربية وتغيير الأوضاع السياسية ، وقد ورد أنه عليه السلام يحتج على الروم بالمهدي عليهما السلام والآيات التي تظهر على يديه ، ففي النعماني/146 ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن كعب الأحبار قال في حديث طويل: ومن نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم على نصارى الروم والصين). وعنه البحار:52/226 . ومعناه أن الآيات التي سيظهرها الله تعالى على يد المهدي عليه السلام ستكون بمستوى أن يحتج بها الأنبياء أولوا العزم عليهم السلام .
المسألة الرابعة: في مدة بقاء عيسى عليه السلام في الأرض
وردت في ذلك روايات تقدم عدد منها ، في بعضها أنها يبقى ثلاثون سنة ، وفي بعضها أربعون ويموت في حياة الإمام المهدي عليه السلام وشذت رواية مرسلة نقلها في إلزام الناصب أن الإمام المهدي يموت في حياة عيسى عليهما السلام ، ولعلها تصحيف . قال في:2/182 ، في نسخة مرسلة من خطبة البيان: ( بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله صلى الله عليه وآله يقبض الملك روحه من الحرمين وكذلك يموت عيسى ويموت أبو محمد الخضر ويموت جميع أنصار المهدي ووزراؤه وتبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات والضلالات وترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبدأ الله بخراب المدن والبلدان ). ويظهر أنه نص متأثر بروايات كعب الأحبار . كما ورد أن المسلمين يقاتلون مع عيسى اليهود والروم والدجال , وأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام ، ويتزوج ويولد له ، ثم يتوفاه الله تعالى ويدفنه المسلمون . وكنت رأيت أن الإمام المهدي عليه السلام يتولى مراسم دفنه على أعين الناس حتى لايقول فيه النصارى ما قالوه فيه أولاً ، وأنه يكفنه بثوب من غزل أمه الصديقة مريم عليها السلام ويدفنه في القدس في قبرها . ثم لم أعثر على المصدر .
الكتاب: المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام |