ولما استقر الصلح بين الحسن عليه السلام وبين معاوية على .. خرج الحسن عليه السلام إلى المدينة فأقام بها كاظماً غيظه، لازماً بيته، منتظراً لأمر ربّه عزوجل إلى أن تمّ لمعاوية عشر سنين من امارته وعزم على البيعة لابنه يزيد فدسّ إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس - وكانت زوجة الحسن عليه السلام - من حملها على سمه، وضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد، فأرسل إليها مئة ألف درهم فسقته جعدة السم فبقى أربعين يوماً مريضاً، ومضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمانية وأربعون سنة وكانت خلافته عشر سنين، وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه السلام غسله وتكفينه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضى الله عنها بالبقيع(1) .
وقال أيضاً:
فمن الأخبار التي جاءت في سبب وفاة الحسن عليه السلام وما ذكرناه من سم معاوية له وقصة دفنه و ماجرى من الخوض في ذلك والخطاب: مارواه عيسى بن مهران قال: حدثنا عبيد الله بن الصباح، قال: حدثنا جرير عن مغيرة، قال: أرسل معاوية إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس: إنّي مزوجك ابني يزيد على أن تسمّي الحسن وبعث إليها مائة ألف درهم، ففعلت وسمّت الحسن عليه السلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها وكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيّروهم وقالوا: يا بني مسمّة الأزواج.
وروى عن عمر بن إسحاق قال: كنت مع الحسن والحسين عليهما السلام في الدار، فدخل الحسن عليه السلام المخرج، ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي فقال له الحسين عليه السلام: ومن سقاكه؟ فقال: وما تريد منه؟ أتريد قتله؟ إن يكن هو هو فالله أشدّ نقمة منك، وان لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء (2) .
قال الشيخ عباس القمي في كتابه (منتهى الآمال):
إعلم أنّ هناك إختلافا في يوم وفاة الإمام المظلوم ، فالبعض يقول : توفي في السابع من صفر سنة خمسين للهجرة ، وقيل : في الثامن والعشرين من صفر (3) .
1- الإرشاد – للشيخ المفيد / ص278 .
2- الإرشاد – للشيخ المفيد / ص279 .
3- منتهى الآمال – للشيخ عباس القمي / ج1 / 325 .