زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وخصوصا في ذكرى الأربعين ما هي إلا مظهر من مظاهر الحب والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ومن هنا نشاهد هذا الحشد المليوني الذي يزحف في هذه الأيام إلى كربلاء.
وهذا المظهر ناشئ من الثواب العظيم الذي تحدّث عنه أهل البيت (عليهم السلام) لكلّ من زار الحسين (عليه السلام).
فقد جاءت الرّوايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) بذكر الفضل الكبير والأجر الجزيل لزائر الإمام الحسين (عليه السلام) مشياً.
فقد ذكر الشيخ جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي (رحمه الله)، في كتابه كامل الزيارات، مجموعة من الرّوايات في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ماشياً، وكذلك الشيخ الصدوق والشيخ الكليني والشيخ الطوسي.
وقام بجمع بعضها الشيخ الحرّ العامليّ في كتابه وسائل الشيعة، تحت عنوان:"باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين (عليه السلام)".
ونحن نورد هنا بعضاً من هذه الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام).
عن الحسين بن ثوير، قال أبو عبد الله (عليه السلام): "يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، إن كان ماشياً كتب الله بكل خطوة حسنة، ومحى عنه سيّئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتّى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتّى إذا أراد الانصراف أتاه ملك، فقال: إنّ رسول الله (ص) يقرؤك السلام، ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى".
عن بشير الدّهّان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه السلام)، فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه، ثمّ لم يزل يقدّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سَلْني أُعطِكَ، ادعُني أُجِبْكَ، اطلب منّي أُعطِكَ، سلني حاجةً أقضِها لك"، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): "وحقّ على الله أن يعطي ما بذل".
وعن أبي الصامت، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: "من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة، ورفع له ألف درجة. فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامشِ حافياً، وامش مشي العبد الذّليل، فإذا أتيت باب الحائر فكبّر أربعاً، ثمّ امشِ قليلاً ثم كبّر أربعاً، ثمّ ائتِ رأسه فقفْ عليه فكبّر أربعاً وصلّ عنده، واسأل الله حاجتك".
وعن عليّ بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: "يا عليّ، زُرِ الحسين ولا تدعه"، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثّواب، قال: "من أتاه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حسنة، ومحى عنه سيّئة، ورفع له درجة، فإذا أتاه وكّل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير، ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شرّ ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودّعوه وقالوا: يا وليّ الله مغفوراً لك، أنت من حزب الله ورسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النّار بعينك أبداً، ولا تراك ولا تطعمك أبداً".