الإمام علي عليه السلام: هؤلاء أنبياء الله وأصفياؤه تنزهوا عن الدنيا . . . ثم اقتص الصالحون آثارهم . . . وأنزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة التي لا يحل لأحد أن يشبع منها إلا في حال الضرورة إليها، وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس وأمسك الروح، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها، فكل من مر بها أمسك على فيه، فهم يتبلغون بأدنى البلاغ . . . إخواني، والله لهي في العاجلة والآجلة - لمن ناصح نفسه في النظر وأخلص لها الفكر - أنتن من الجيفة، وأكره من الميتة، غير أن الذي نشأ في دباغ الإهاب لا يجد نتنه ولا تؤذيه رائحته ما تؤذي المار به والجالس عنده.
الإمام الصادق عليه السلام: ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها.
الإمام علي عليه السلام: إنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها باذن المقت والإبغاض.
عنه عليه السلام: من أقل منها استكثر مما يؤمنه، ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه.
عنه عليه السلام: - وقد كتب إلى بعض أصحابه يعظه - : فإن من اتقى الله جل وعز قوى وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا . . . فقذر حرامها، وجانب شبهاتها، وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة يشد بها صلبه، وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه، ولم يكن له فيما لابد منه ثقة ولا رجاء.
عنه عليه السلام: الدنيا دار المنافقين وليست بدار المتقين، فلتكن حظك من الدنيا قوام صلبك، وإمساء نفسك، وتزود لمعادك.
رسول الله صلى الله عليه وآله: فروا من فضول الدنيا كما تفرون من الحرام، وهونوا على أنفسكم الدنيا كما تهونون الجيفة، وتوبوا إلى الله من فضول الدنيا وسيئات أعمالكم، تنجوا من شدة العذاب .
* ميزان الحكمة/العلامة الريشهري/ باب الدنيا.