إنّ أصحاب الفكر الواعي والمطالعة الباصرة، هم أهل النشاط الذهنيّ ـ القلبيّ المُثمِر عن أُطروحاتٍ علميّة لها دلائلها وشواهدها، كذلك لها معانيها ومقاصدها ومؤشّراتها. وقد انبثقت عن جهود المخلصين والغيارى على دين الإسلام وحقائقه ابتكارات ظريفة ونافعة في الوقت ذاته، تضمّنت خصائص النبيّ وفضائله صلوات الله عليه وآله، وكذلك خصائص أهل بيته وفضائلهم صلوات الله عليه وعليهم.. جُمِعَت في حقولٍ مؤطّرةٍ بعناوين جاذبة، فكانت لافتةً للأفهام والقلوب.
وكان من تلك الابتكارات الجميلة ما قدّمته مؤسسة جليل للتحقيقات الفكريّة، ومؤسّسة صائب للنشر الفكريّ، في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، تحت عنوان: أربعون حديثاً في فضائل فاطمة عليها السلام من لسان عائشة. أصابَ هذا المشروع ـ على صغر كتابه ـ عدداً من الامتيازات الفاخرة،
منها: تحقيقُ الشرف الذي بَشَّر به النبيُّ صلّى الله عليه وآله بقوله: « مَن حَفِظ مِن أمّتي أربعين حديثاً كنتُ له شفيعاً يومَ القيامة ».
ومنها: بيان فضائلَ سامقة لمولاتنا الصدّيقة الزهراء فاطمة عليها السلام.
ومنها: عرض الإقرار ببعض أفضليّات سيّدتنا فاطمة سلام الله عليها على لسان مخالفيها، وفي أسانيدهم ومؤلّفاتهم، وصحاحهم ومُسلمّاتهم.
الروايات الأربعون
الرواية الأولى ـ قالت عائشة: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا قَدِم مِن سفرٍ قَبّلَ نحرَ فاطمةَ وقال: « منها أشمُّ رائحة الجنّة ». ( ينابيع المودة لذوي القُربى للشيخ سليمان القندوزي الحنفيّ 60:2 / ح 46 و ص 322 / ح 934 ).
الثانية ـ قالت: كان النبيُّ كثيراً ما يقبّل عُرْفَ فاطمة. ( الجامع الصغير للحافظ السيوطي الشافعي 294:2، الفتح الكبير للنبهاني 368:2. والعُرف: أعلى الرأس ).
الثالثة ـ رُوي عن عائشة أنّ فاطمة إذا دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله قام إليها مِن مجلسه، وقبّل رأسها، وأجلَسَها مجلسه. وإذا جاء إليها لَقِيتْه، وقبّلَ كلٌّ الآخَر، وجلسا معاً. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 113:3 ).
الرابعة ـ وروت عائشة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لها: « يا عائشة، إنّي لَمّا أُسرِيَ بي إلى السماء أدخَلَني جبرئيلُ الجنّة، فناولني منها تُفّاحةً فأكلتُها فصارت نطفةً في صُلْبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة.. ففاطمةُ مِن تلك النطفة، وهي حَوراءُ إنسيّة، كلّما اشتَقتُ إلى الجنّة قَبّلتُها ». ( تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ 87:5 ).
الخامسة ـ كذا روت أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أجابَها على اعتراضها على تقبيله ابنتَه فاطمة عليها السلام، فكان من ذلك قوله: « فتناولتُ ثمرةً من ثمرتها ( أي مِن ثمار الجنّة في ليلة الإسراء )، فأكلتُها فصارت نطفةً في صلبي، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجةَ فحمَلَتْ بفاطمة، فإذا اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة فاطمة. يا حُمَيراء! إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميّين، ولا تعتلّ كما يَعتَلِلْن ». ( مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ الحنفي 63:1 ـ 64 ).
السادسة ـ عن ابن عبّاس قال: دخلتْ عائشة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يُقبّل فاطمة، فقالت له: أتُحِبُّها يا رسول الله ؟ ( فأجابها.. فكان في آخر كلامه معها ): « فأدخلَني ( أي جَبرئيل ) الجنّة، فإذا أنا بشجرةٍ مِن نور.. فقلت: حبيبي جبرئيل، لِمَن هذه الشجرة ؟ فقال: هذه لأخيك عليِّ بنِ أبي طالب.. ثمّ تقدّمتُ أمامي فإذا أنا برُطَبٍ ألينَ مِن الزَّبَد وأطيبَ رائحةً من المِسك وأحلى من العسل، فأخذتُ رطبةً فأكلتُها، فتحوّلت الرطبةُ نطفةً في صُلبي، فلمّا أن هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجةَ فحملَتْ بفاطمة، ففاطمةُ حوراءُ إنسيّة، فإذا اشتقتُ إلى الجنّة شممتُ رائحة فاطمة ». ( علل الشرائع للشيخ الصدوق:184 / ح 2 ـ الباب 147 ).
السابعة ـ عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبَلَت فاطمةُ تمشي كأنّ مِشْيتَها مِشيةُ رسول الله صلّى الله عليه وآله. ( صحيح مسلم 1905:4 / ح 99 ).
الثامنة ـ وقالت عائشة مرّةً: « إذا أقبَلَت فاطمة كانت مِشْيتُها مِشيةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله.. ». ( أخبار الدول وآثار الأُول للقرماني:87 ).
التاسعة ـ عن مسروق: قالت عائشة: أقبلت فاطمةُ تمشي ـ لا واللهِ الذي لا إله إلاّ هو ـ ما مِشْيتُها تخرم مِن مِشيةِ رسول الله، فلمّا رآها قال: « مرحباً بابنتي » ـ مرّتين. قالت فاطمة فقال لي: « أما تَرضَينَ أن تأتي يومَ القيامة سيّدةَ نساءِ المؤمنين ـ أو سيدة نساء هذه الأمّة ؟! ». ( أمالي الطوسي:496 / ح 9 ـ الباب 12، عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 23:43 / ح 19 ).
العاشرة ـ قريبة من الرواية، إلاّ أنّ في آخِرِها إخبارَ النبيّ صلّى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام بقوله: « إنّكِ أوّلُ أهلِ بيتي لُحوقاً بي، ونِعمَ السَّلَفُ أنا لكِ ». قالت عائشة: فبَكِيَت لذلك، فقال لها: « ألا تَرضينَ أن تكوني سيّدةَ نساء هذه الأُمّة ـ أو سيدةَ نساء المؤمنين ؟! » ( مسند أحمد بن حنبل 282:6 ).
الحادية عشرة ـ عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيتُ أحداً كان أشبَهَ كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله، وكانت إذا دخَلَت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها، وأجلَسَها في مجلسه ». ( المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ الشافعي 154:3 ).
الثانية عشرة ـ عن المنهال بن عمرو، عن عائشة في حديث طويل أوّله: قالت: ما رأيتُ أحداً أشبَهَ سَمتاً ودَلاًّ وهَدْياً برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله.. ». ( الجامع الصحيح للترمذي 700:5 / ح 3872 ).
الثالثة عشرة ـ قريبة منه، هكذا قالت: ما رأيتُ من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله من فاطمة،.. ». ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمد ابن علي الطبري الإمامي:311 ).
الرابعة عشرة ـ عن صفيّة بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله ذات غداةٍ وعليه مِرْطٌ مُرجَّل من شَعرٍ أسود، فجاءه الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمّ قال: إنَّما يُريد اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيراً . ( صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة. ورواه: الحاكم في المستدرك 147:3 وقال: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في السنن الكبرى 149:2، وابن جرير الطبري في جامع البيان 5:22، والسيوطي الشافعي في الدرّ المنثور، والزمخشري في الكشّاف ).
الخامسة عشرة ـ روت عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « يا فاطمةُ أبْشِري؛ فإنّ الله اصطفاكِ على نساء العالمين، وعلى نساء الإسلام وهو خيرُ دِين ». ( مناقب آل أبي طالب 104:3 ـ 105، عنه: بحار الأنوار 36:43 / ح 39 ).
السادسة عشرة ـ وعن عائشة أيضاً أنّها قالت لفاطمة عليها السلام: « ألا أُبشّرُكِ ؟! إنّي سمعتُ رسولَ الله يقول: « سيّداتُ نساء أهل الجنّة أربع: مريمُ بنتُ عِمران، وفاطمةُ بنت رسول الله، وخديجة بنت خُوَيلد، وآسية ». ( البداية والنهاية لابن كثير 61:2، الدرّ المنثور 23:2، كشف الغمّة للإربلّي 45:1 ).
السابعة عشرة ـ سأل مُعاذُ بن جبل عائشة: كيف وجدتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله عند وجعه ووفاته ؟ فأجابته: يا مُعاذ، ما شَهِدتُه عند وفاته، ولكنْ دونَك فاطمةَ ابنتَه فاسألْها. ( الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني الشافعي 360:4 ).
الثامنة عشرة ـ وعنها كذلك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا فاطمةَ ابنتَه فسارَّها فبكت، ثمّ سارَّها فضحكت. قالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارَّكِ به رسولُ الله فبكيتِ، ثمّ سارّكِ فضَحِكتِ ؟ قالت: « سارّني فأخبرني بموته فبكيت، ثمّ سارّني فأخبرني أنّي أوّلُ مَن يَتبعُه من أهله فضحكت » ( صحيح مسلم 1904:4 / ح 97 ).
التاسعة عشر ـ رواية قريبة منها ولكنّها أكثر تفصيلاً، وهي عن عائشة حدَّثَت بها فاطمة بنت الحسين عليه السلام. ( دلائل النبوّة للبيهقي 165:7 ـ 166 ).
العشرون ـ روى البزّار في ( مسنده ) من طريق عائشة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في فاطمة عليها السلام: « هيَ خيرُ بناتي؛ لأنّها أُصِيبَتْ فِيّ ». ( الروض الأنف للسهيلي 280:1 ).
الحادية والعشرون ـ عن عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: « إنّ جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأةٌ مِن نساءِ المسلمين أعظمَ رزيّةً منكِ » ( فتح الباري للعسقلاني 111:8 ).
الثانية والعشرون ـ وعنها قالت: ما رأيتُ قطُّ أحداً أفضلَ مِن فاطمةَ غيرَ أبيها. ( الإصابة 378:4، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي الشافعي 201:9، السيرة النبويّة لابن هشام 107:2 ).
الثالثة والعشرون ـ عن عمرو بن دينار قال: قالت عائشة: ما رأيتُ أحداً قطُّ أصدقَ مِن فاطمةَ غيرَ أبيها. ( حلية الأولياء لأبي نُعَيم الأصفهاني 41:2 ).
الرابعة والعشرون ـ عن يحيى بن عبادة عن أبيه، عن عائشة: ما رأيتُ أحداً كان أصدقَ لهجةً من فاطمة، إلاّ أن يكون الذي وَلَدها ( أي أنجَبَها، وهو أبوها صلّى الله عليه وآله ). ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ليوسف بن عبدالله المعروف بابن عبدالبَرّ 377:4 من حاشية كتاب الإصابة ).
الخامسة والعشرون ـ بهذا النصّ، قالت: ما رأيتُ أحداً قطُّ أصدقَ من فاطمة غير أبيها. ( مناقب آل أبي طالب 119:3 ).
السادسة والعشرون ـ عن جَميع بن عُمَير أنّ عائشة تضجّرت من عمّته لمّا سألَتْها: للهِ أنتِ مسيرُك إلى عليٍّ ما كان ؟ ( أي يوم الجمل )، فأجابتها: دَعِينا منكِ، إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول الله من عليّ، ولا مِن النساء أحبّ إليه من فاطمة. ( أمالي الطوسي:383 / ح 31 ـ الباب التاسع ).
السابعة والعشرون ـ ورواية أخرى بهذا النصّ: ما رأيتُ رجلاً كان أحبَّ إلى رسول الله منه ( أي مِن عليٍّ عليه السلام )، ولا امرأةً أحبَّ إلى رسول الله من امرأته ( أي من امرأة عليٍّ عليه السلام ). ( تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الدمشقي الشافعي 164:2 ).
الثامنة والعشرون ـ بهذه الفقرة: سُئلت عائشة: أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقالت: فاطمة، فقيل لها: مِن الرجال ؟ قالت: زوجُها، إن كان ما علمتُ صَوّاماً قَوّاماً. ( الاستيعاب 751:2، الصواعق المحرقة لابن حجر المكّي الشافعي:72 ).
التاسعة والعشرون ـ قالت عائشة: كنتُ عند رسول الله فذكرتُ عليّاً، فقال: « يا عائشة، لم يكن قطُّ في الدنيا أحبُّ إلى الله منه ومِن زوجتِه فاطمةَ ابنتي، ومِن ولَدَيه الحسنِ والحسين. تعلمين يا عائشة أيَّ شيءٍ رأيتُ لابنتي فاطمة ولبعلها ؟ » قالت: قلتُ: فأخبِرْني يا رسول الله، قال: « يا عائشة! إنّ ابنتي سيّدةُ نساء أهل الجنّة، وإنّ بعلها لا يُقاس بأحدٍ من الناس، وإنّ وَلَدَيه الحسنَ والحسين هما ريحانتاي في الدنيا والآخرة.
يا عائشة! أنا وفاطمةُ والحسن والحسين، وابنُ عمّي عليّ، في غُرفةٍ بيضاءَ أساسُها رحمةُ الله تعالى، وأطرافُها رِضوانُ الله، وهي تحت عرش الله.. ». ( الفضائل لابن شاذان:169، الكافي للكليني 156:8 ).
الثلاثون ـ عن عائشة وأُمّ سلمة قالتا: أمَرَنا رسول الله صلّى الله عليه وآله أن نجّهز فاطمةَ حتّى نُدخِلَها على عليّ... فما رأينا عُرساً أحسن مِن عرس فاطمة. ( سنن ابن ماجة 616:1 / ح 1911 ).
الحادية والثلاثون ـ ذكر ابن شهرآشوب في ( مناقب آل أبي طالب 130:3 ) أنّ عائشة قالت أبياتاً في ليلة عُرس فاطمة عليها السلام.
الثانية والثلاثون ـ قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « فاطمة بَضعةٌ منّي، مَن آذاها فقد آذاني! ». ( مودّة القربى للهمداني:103 ).
الثالثة والثلاثون ـ عن عائشة أنّ فاطمة بنت النبيّ أرسلت إلى أبي بكرٍ تسأله ميراثَها من رسول الله ممّا أفاء اللهُ عليه بالمدينة وفدك، وما بقيَ مِن خُمس خيبر.. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجَدَتْ ( أي تأذّت وغَضِبت ) على أبي بكر في ذلك، فهجرَتْه فلم تكلّمه حتّى تُوفّيت، فلمّا تُوفّيت دفَنَها زوجها عليٌّ ليلاً ولم يُؤْذِن بها ( أي لم يُخبر ) أبا بكر. ( صحيح البخاري 177:5 ).
الرابعة والثلاثون ـ عن عروة، عن عائشة، أنّ فاطمة والعبّاس أتَيا أبا بكرٍ يطلبانِ ميراثَهما من رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهما حينئذٍ يطلبانِ أرضَه مِن فدك وسهمه من خيبر.. ( إلى أن كان في الخبر ) فهجَرتْه فاطمةُ فلم تكلّمه حتّى ماتت، فدفَنَها عليٌّ ليلاً ولم يُؤذِن بها أبا بكر. ( تاريخ الطبري 208:3، السنن الكبرى للبيهقي 300:6، الشافي للسيّد المرتضى 131:3 ).
الخامسة والثلاثون ـ عن عروة، عن عائشة في خبرٍ قريبٍ من سابقه، وفيه الخطبة الفدكيّة للزهراء فاطمة عليها السلام. ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 252:6، 249، 210 ).
السادسة والثلاثون ـ عن عائشة، أنّ عليّاً دفن فاطمة ليلاً ولم يُؤذِن بها أبا بكر. ( المصنَّف للصنعاني 251:3 ـ ط بيروت ).
السابعة والثلاثون ـ قالت: عاشت فاطمة بعد رسول الله ستّة أشهر، فلمّا تُوفّيت دَفَنها عليٌّ وصلّى عليها. ( مناقب آل أبي طالب 137:3 ).
الثامنة والثلاثون ـ عنها كذلك: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: يا معاشرَ الخلائق، طأطِئوا رؤوسَكم حتّى تجوزَ فاطمة بنت محمّد » صلّى الله عليه وآله. ( مسند فاطمة عليها السلام للحافظ السيوطي الشافعي:51 / ح 109 ).
التاسعة والثلاثون ـ قالت عائشة: قال رسول الله: « إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ مِن بِطْنان العرش: أيُّها الناس، غُضُّوا أبصارَكم حتّى تَجوزَ فاطمةُ إلى الجنّة » ( مسند فاطمة عليها السلام:48 / ح 91 ).
الرواية الأربعون ـ عن عثمان بن بشير قال: استأذن أبو بكرٍ على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فسَمِع صوتَ عائشة عالياً وهي تقول: واللهِ لقد عَرَفتُ أنّ عليّاً وفاطمةَ أحَبُّ إليك مِن أبي ومنّي! ـ مرّتينِ أو ثلاثاً.
فاستأذن أبو بكر ( وكأنّه أُحرِج من أخلاق ابنته مع رسول الله صلّى الله عليه وآله )، فدخل فأهوى إلى عائشة قائلاً: يا بنتَ فُلانة! ألاّ أَسمعُكِ ترفعين صوتَكِ على رسول الله. ( خصائص أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام للنَّسائي:108 ).
المستفاد
من هذه الروايات: أنّ الله سبحانه وتعالى أبى إلاّ أن يُظهر فضائل أهل البيت النبويّ الشريف سلام الله عليهم، حتّى على لسان مخالفيهم، حُجّةً بالغة لله جَلّ وعلا عليهم وعلى الآخرين قاطعةً أنّهم أفضلُ الخَلْق، وأنّهم المظلومون، وأنّ كراماتِهم ومعالي شؤونهم تبقى تعلو، فتبتهج لها قلوب الموالين المحبّين، وتنغض لها رؤوس المبغضين الكارهين.. وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنُّاسِ ولا يَعْقِلُها إلاّ العالِمُون [ العنكبوت:43 ].