تضامناً مع الشعب اليمني الأبي وانطلاقاً من المسؤوليّة الدينيّة والأخلاقيّة ورفضاً للحصار والعدوان الغاشم الذي ينتهك حرمة الإنسان وحضارة التاريخ والبنيان، نظّمت الحوزات العلميّة في لبنان بمشاركة فاعلة من جامعة المصطفى (ص) العالميّة مهرجاناً تضامني مع الشعب اليمني برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، ورئيس تجمّع علماء المقاومة وإمام مسجد القدس في صيدا سماحة الشيخ ماهر حمّود، وممثّل المصطفى في لبنان سماحة الشيخ الدكتور علي رضا بي نياز، إلى جانب عددٍ من العلماء ومدراء الحوزات، والطلاب والطالبات.
كلمة الطلاب اليمنيّين في بيروت
وبتعريف وتقريظٍ أدبي من الشاعر الشيخ عبّاس فتوني، ابتدأ الحفل بآياتٍ بيّنات من كتاب الله العزيز بصوتِ القارئ الشيخ مهدي شمعوني، أعقبه كلمة باسم الطلاب الجامعيّين في بيروت تلاها الأخ الشيخ ماجد الوشلي، حيث تطرّق فيها إلى عظمة النبي (ص) ورحمته، وغطرسة قريش وظلمها، رابطاً مشهديّة الأمس بصورة الحاضر، متحدّثاً عن الظلم الذي ترتكبه السعوديّة بحقّ الشعب اليمني الأبي، مؤكّداً أنّ الاجتماع كان لإرسال رسائل واضحة لمن انتهك حرمة الإنسان وطغى في ظلمه وغيّه، وشابه الجاهليّة الجهلاء في فعله. كما أكّد الوشلي على ضرورة الرفع الفوري للعدوان، مبيّناً أنّ الأصوات تبقى أعلى من الجرائم، شاكراً الحوزات العلميّة وقفتها التضامنيّة المعبّرة عن الوفاء لأهل الوفاء.
كلمة رئيس تجمّع علماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمّود
وبكلمات الألم والتألّم للحملة التي يشنّها نظام آل سعود على الشعب اليمني العظيم، صَدّر إمَام مَسجد القدس في صيدا ورئيس تجمّع علماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمّود كلامه، معتبراً أنّ الألم الأعظم هو في غيبوبة الأمّة، التي كانت ضعيفة بحقّ حتّى تلقّت المؤامرة، وسارت بها، بل عظم خطبها بالعلماء الّذين انخرطوا في سلكِ المؤامرات الدنيئة. من جهة أخرى أشار سماحته إلى العدالة الساقطة عند بعض أتباع هذا النظام في لبنان، الّذين يتبجّحون بالعدالة ثمّ يسقطونها من قواميس الأحداث، ويناقضون بأفعالهم معانيها ومفاهيمها، ليشابهوا في عدوانهم وفي وقفتهم المنكرة للمملكة جاهليّة الزمن، تلك التي جاء النبيّ المكرّم (ص) ليخرجنا منها. هذا وقد أكّد سماحته على حتميّة انتصار الحق، بفضل صمود أهل اليمن، وإخلاص شعارهم.
كلمة نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم
كان المنبر بعد ذلك لنائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، الذي أكّد أنّ السعوديّة فقدت السيطرة على اليمن فقامت بالاعتداء عليه، ولم تطق أن تراه واقفاً صلباً أبيّاً بل أرادته تحت سيطرتها وعباءتها، كما لم تتوقّعه عصيّاً قادراً على إدارة شعبه، فكان العدوان من أجل تطويع اليمن ليكون جزءاً من المشروع الصهيوني الأميركي القاعدي.
وفي معرض حديثه عن المخطّط المرسوم اعتبر سماحته أنّ الأهداف المعلنة فشلت، موصّفاً العدوان بجريمة الإبادة، معتبراً أنّ السيطرة السعوديّة ممتنعة، لأنّ الشعب اليمني أثبت أنّه شعب الحريّة والإباء والمواجهة.
هذا وقد أكد سماحته أنّ الأيّام ستكشف تداعيات الجريمة على الواقع والنظام السعودي، ولا حلّ في اليمن إلا بإرادة أبناءه، كما اعتبر سماحته أنّ اليمن أسقَطَ المجتمع الدولي وأرانا صورته الوحشية، معتبراً أنّ حزب الله الذي كان ضدّ المشروع الأميركي الصهيوني، وضد المشروع التكفيري القاعدي، هو اليوم ضدّ المشروع السعودي، لأنّه يتماهى في حرمان الشعوب من حقوقها، ويسعى للسيطرة على مقدّرات الشعوب الحرة. وقد أكّد في الختام أنّ الصراخ إلى جانب اليمن واجب لأنّ الواجب مناصرة الحقّ لنكون معه، معتبراً أنّ حزب الله مع اليمن وشعبه، ومع قراره الحرّ المستقل ولمن لا يعجبه هذا فله الحائط، يمكنه ضرب رأسه به، يتشقّق إن شاء الله...
البيان الختامي باسم الحوزات العلميّة في لبنان
وفي الختام تلا سماحة الشيخ حسين شمص البيان الختامي باسم الحوزات العلميّة في لبنان وجاء النص كالآتي:
بسم الله الرّحمن الرّحيم {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إنّه الوعد الإلهي الذي يستشرفه أهل اليمن الأعزّاء، وهم بصمودهم يسطّرون أروع ملامح الصبر والثبات، وطائرات العدوان السعودي ــــ الأمريكي تنفّذ عدوانها الإجرامي عليهم كل صباح ومساء. لقد أثبتت الأيام الماضية ثبات ومضي هذا الشعب المقاوم في مواجهة أيّ اعتداء، وكما يشهد تاريخه فإنّه سوف يجعل من هذا العدوان مهزلة تسجّل في تاريخ المعتدين، ووصمة عارٍ على جبينهم. إنّ عاقبة هؤلاء سوف تكون وخيمة وسيمرّغ أنفهم في التراب، فتراب اليمن أعز من أن يداس من قبل أي معتد، فكيف بمن يستعين ويستنصر أهل الكفر على أهل الإيمان؟. كما سوف تسجّل الإمكانات المتواضعة للشعب اليمني العزيز مظهراً من مظاهر انتصار الإرادات القويّة والعزيزة على كل القوى الماديّة الجبانة، ومصير كلّ من يستعين بأسلوب القتل الهمجي أن ينكفئ مهزوما ًوقد وصِم بعار قتل الأطفال والأبرياء. إنّ صمود أهل اليمن هو ما نفخر به ونحسبه مفتاح النصر الموعود، ونعلن عن دعمنا التام لهم في مواجهتهم هذه، ونؤكّد على ضرورة احترام خياراتهم الداخليّة وحرياتهم في بناء مستقبلهم السياسي. نرفع أسمى آيات العزاء لأهل اليمن ولشعبه بالشهداء الذين يسقطون في كل يوم من خلال استقواء هؤلاء الظَلَمة على شعب أبيّ، ونرى النصر -وكما وعد بذلك الله عز وجل- قريباً ومحتوماً إن شاء الله تعالى.
