الجلسة الأولى: المحور التمهيدي/ مدير الجلسة: د. حسن ناظم
وبعد بيان الافتتاح الرسمي، بدأت جلسة المؤتمر الأولى التي حملت في محورها التمهيدي عنوان: "الهرمنيوطيقا في سياق منهج الفهم" حيث حاضر في "القواعد العامّة لفهم النص" أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب، وأستاذ بحث الخارج في الفقه والأصول في الحوزة العلميّة بقمّ المقدّسة، آية الله الشيخ الدكتور محسن الأراكي، حيث تناول في دراسته مبادئ الهرمنيوطيقا الفلسفيّة في فهم النصّ، وتبيين ركائزها الأساسيّة التي يستند إليها.
وحاضر في "تأمّلات منبت الهرمنيوطيقا الغربي واصطلاحها" الأستاذ في جامعة المصطفى (ص) العالميّة –لبنان-، ومدير لجنة التفسير وعلوم القرآن فيها، سماحة الشيخ محمّد زراقط، الذي تناول المصطلح مبيّناً جذره الغربي لاكتشافِ حدود دلالته، وتنوّع استخدامه، بغية تثبيت فرضيّة معادلته لمصطلح منهج التفسير في الفكر الإسلامي.
وفي "تحليل مباني الفهم عند شلاير ماخر" حاضر من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة عضو الهيئة العلميّة في مؤسّسة الإمام الخميني (قده) للتعليم والبحث، ورئيس المركز العالي للدراسات التقريبيّة التابع لمجمع التقريب، سماحة الشيخ الدكتور حسين مختاري، الذي تناول المباني التي اعتمدها "شلاير" بالدراسة والتحليل والتقويم.
ونظراً لعدم تمكّن الباحث الإسلامي المغربي الدكتور جميل حمداوي من الحضور إلى المؤتمر نتيجة بعض الظروف الطارئة، فقد قرأ سماحة الشيخ لبنان الزين مداخلة الدكتور بالنيابة، والتي كان قد تناول فيها سيميوطيقا التاويل عند الفيلسوف الفرنسي بول ريكور بالدرس والتحليل.
الجلسة الثانية: المحور الأوّل/ مدير الجلسة: سماحة الشيخ محمّد زراقط
وتحت عنوان: "الهرمنيوطيقا ومنهج الفقه الإسلامي" كانت الجلسة الثانية التي داخل فيها تحت عنوان "الهرمنيوطيقا بعين أصول الفقه" المستشار الثقافي لرئاسة الجمهوريّة العراقيّة، ومدير مركز فلسفة الدين، الباحث والمفكّر الإسلامي الشيخ الدكتور عبد الجبّار الرفاعي، حيث تدرّج في تبيان معنى "الهرمنيوطيقا" ومدلولها، مبيّناً دور مدرسة الأزهر الشريف مع الشيخ أمين الخولي وتلامذته في تدشين الهرمنيوطيقا لأوّل مرّة في النصف الأوّل من القرن الماضي، متناولاً بعدها بذور المنحى الهرمنيوطيقي في مدرسة النجف الأشرف مع السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر (قده).
وفي نفس السياق داخَل عن "الهرمنيوطيقا بعين أصول الفقه" مدير المؤتمر -الأستاذ في جامعة المصطفى (ص) العالميّة، ومعاون البحوث فيها، سماحة السيّد حسين إبراهيم الذي عالج في الدراسة إشكاليّة إمكانيّة استرفاد علم أصول الفقه في مجال فهم النصّ الديني من الدراسات اللغويّة والعقليّة الغربيّة.
وتحت عنوان "فهم المراد بين غادامر والشهيد الصدر" حاضر عضو الهيئة العلميّة للمؤتمر، الأستاذ في جامعة المصطفى (ص) العالميّة، ومدير لجنة الفلسفة والكلام سماحة السيّد علي الموسوي، حيث تناول مفردتي (الفهم) و(المراد) بوصفهما محور الاهتمام المشترك بين الهرمنيوطيقا وأصول الفقه، مبيّناً ضمن محاور أربعة مقوّمات الفهم الهرمنيوطيقي للنص عند غادامر، وفهم المراد في أصول الفقه، متحدّثاً عن مشكلة الانقطاع بين البيئة التي صدر عنها النص وبين تلك الموجودة عند القارئ، معرّجاً في الختام على فلسفة الفقه وارتباطه بالهرمنيوطيقا المعالجة لظاهرة الفهم والباحثة عن مكوّناته.
الجلسة الثالثة: المحور الثاني / مدير الجلسة: سماحة الشيخ حسن الهادي
وبعد استراحة أداء الصلاة وتناول طعام الغداء، استكمل المؤتمر أعماله بجلسته الثالثة التي تصدّرها عنوان: "الهرمنيوطيقا والتأويل" فكان الكلام لرئيس معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدينيّة والفلسفيّة، سماحة الشيخ شفيق جرادي، الذي تحدّث عن "فلسفة الهرمنيوطيقا وتأويليّة النص" معالجاً في دراسته مسار الطرح الهرمنيوطيقي في حاضنة الفكر الغربيّ وتأثيراته على العقل العربي والإسلامي عموماً، وإسقاط الفكرة على التأويل الإسلامي، داعياً إلى وجوب التمييز بين الهرمنيوطيقا والتأويل، والحذر من الخلط التعسّفي بينهما.
بعد ذلك تناول رئيس قسم الشريعة ورئيس وحدة بحث القرآن في جامعة الزيتونة (تونس) الدكتور محمّد الخضراوي، نظام البنية القرآنيّة بلحاظ اشتماله على جملةٍ من الآليّات التعبيريّة التي تكوّن مجاله الدّلالي، وتصنع جهازاً للتواصل بينه وبين مختلف المقامات الثقافيّة، ضمن دراسة أسماها: "جدليّة التفسير والتأويل -مدارات الفكر الهرمنيوطيقي المتمرّد-"
وضمن نفس هذا المحور، قدّم الدكتور حسن ناظم –الأكاديمي والمترجم، ومدير كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة- بحثاً حول "التأويليّة الفهم وجوداً"، سلّط من خلالها الضوء على بعض مشكلات الممارسة التأويليّة عبر "الفهم" الذي تشكّله الأحكام المسبقة، التي توجّه تأويل النصوص. كما تناول البحث الخطوة الأبعد والجوهريّة التي أضافها "هيدجر" على مفهوم "الفهم"، الفهم وجوداً.
الجلسة الرابعة: المحور الثالث / مدير الجلسة: سماحة الشيخ شفيق جرادي
وتحت عنوان: "الهرمنيوطيقا في سياق النصّ الديني" كانت الجلسة الرابعة التي حاضر فيها الباحث والمفكّر الإسلامي، والأستاذ في الحوزة العلميّة سماحة الشيخ الدكتور إبراهيم بدوي، الذي تناول في دراسته مفهوم القداسة والمقدّس تحت عنوان: "الهرمنيوطيقا وهاجس نزع القداسة عن النصّ الديني" مطبّقاً هذه القداسة على القرآن الكريم، متحدّثاً عن المراحل التي سلكها البعض -على امتداد التاريخ- بغية تصوير النقص، أو الاختلاف والتهافت في كتاب السماء.
وتحت عنوان "هرمنيوطيقا الكتاب المقدّس -سقوط وقيام-" كان الختام مع الباحث والمتخصّص في الكتاب المقدّس وتاريخ الأديان المونسنيور الدكتور بولس الفغالي، حيث طبّق في دراسته منهج الهرمنيوطيقيا على بعض نصوص الكتاب المقدّس، معتبراً أنّ الإطار سيغتني كلّما حاولنا أن نبدّله ونقرأه ونشرحه، ويصبح بالتالي ذلك النصّ حيّاً فاعلاً يغذّي المؤمنين ويحييهم.
وفي الختام تلا مدير المؤتمر سماحة السيّد حسين إبراهيم بيان المؤتمر الختامي، عارضاً أهمّ ما جاء، وأبرز ما سُجّل من نقاط، ليتمّ بعدها تقديم الهدايا والدروع الخاصّة بالمشاركين في المؤتمر.