لمناسبة ولادة الرسول الأمجدِ محمّد (ص) وولادة حفيده الإمام الصادق (ع)، أقامت جامعة المصطفى (ص) العالميّة -فرع لبنان- الحفل السنوي الأوّل لإحياء ذكرى ولادة نبيّ الرحمة والهدى (ص)، وقد حضر الحفل كلّ من: سعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية السيّد الدكتور محمّد فتح علي، ممثّل مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة سماحة الشيخ هشام خليفة، ممثّل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثّل الكاردينال بشارة الراعي الأب عبدو أبو الكسم، ممثّل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى، ممثّل آية الله العظمى السيّد علي السيستاني الحاج حامد الخفّاف، ممثّل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ الدكتور أكرم بركات، أمين عام اتّحاد علماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمّود، ممثّل جامعة المصطفى (ص) في لبنان سماحة الدكتور الشيخ علي رضا بنياز، إضافة إلى حشدٍ كبيرٍ من العلماء الأجلاء والشخصيّات والفاعليّات الدينيّة، والاجتماعيّة، والبلديّة، والدبلوماسيّة، والإعلاميّة، والحزبيّة، إلى جانب أساتذة الجامعة وطلابها وطالباتها.
وبتقديمٍ وتعريف من الشاعر الشيخ عبّاس فتوني افتتح الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم، تلاه كلمة لممثّل المصطفى (ص) في لبنان الدكتور بنياز، الذي رحّب بالحضور، شاكراً لهم تلبية الدعوة، مشدّداً في كلمته على لزوم الوحدة وتوحيد الكلمة، وإحياء اسم محمّد بالعمل الدؤوب والجهد الدائم، وذلك في سبيل حماية الأمّة والإنسان.
بعده كانت الكلمة لممثّل مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة سماحة الشيخ هشام خليفة، الذي شدّد في كلامه على خطورة المرحلة، ولزوم الوقوف صفّاً واحداً في قِبال الهجمة الشرسة المنظّمة على الدين، مؤكّداً وجوب الاحتكام إلى السلم والسلام، ووحدة ما أرساه لنا نبيّ الإسلام، كي تبقى أمّة الخير بخير، وتضيع فرص المغرضين الحاقدين، والتكفيريّين الذين بعدت عنهم مفاهيم الرحمة التي جاء بها الرسول الأعظم (ص).
بعد ذلك كانت الكلمة لسماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي قارب معاني التوحيد بنبيّ الرحمة (ص)، وما رشحت عنه محمّدية وجوده، وما أرساه من معاني الجمال والكمال، مستنكراً أفعال كثيرٍ من دول النفط سوء احتكامهم لذلك العظيم، وبعدهم عن سماحة نهجه، وتضليلهم لحقيقة عظمته، وهو ما انعكس سلباً على الأمّة الإسلاميّة ككل.
وفي كلمة له عن التطرّف والإلحاد، تحدّث ممثّل الكاردينال بشارة الراعي الأب عبدو أبو الكسم عن شوائب من يحمل ضباب الفكر، ووجوب الوقوف بيدٍ واحدة لحماية الإنسان، وصون كرامته، ورفض الإساءة لدين الإسلام، الذي جاء بالرحمة، فانصهر بالمحبّة التي أتى بها المسيح، كما أكّد على ضرورة عقد العزم لمواجهة هذا الفكر الضال، والموجود تارة في التطرّف الإسلامي، وأخرى في المسيحيّة الصهيونيّة.
بعدها اعتلى المنبر ممثّل شيخ عقل الطائفة الدرزيّة الشيخ سامي أبو المنى، الذي نوّه لجملة نقاط وحدويّة، مؤكّداً لزوم العمل على تفتيت صخور الجهل والتكفير، وضرورة الالتحام على دربِ الهدى والوحدة والمعرفة الموصلة إلى برّ النجاة والخلاص.
أمّا الكلمة السادسة فكانت لأمين عام اتّحاد علماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمّود الذي أكّد في خطبته على بوصلة الحق، ومعلم الحقيقة، تلك التي نشرها نبي الرحمة (ص) فكانت لله ومن الله، وجاءت -كما كلّ الأديان- لتوصل هذا الإنسان إلى العلى، وتسمو به ناحية السماء، مشدّداً في كلمته على ضرورة الوقوف مع المقاومة، لأنّها تمثّل ذلك النبي (ص) وتحمل قيمه، بجهدها وجهادها، ومواقفها وعطائها، وفي الجهة الأخرى فإنّ دعاة الحرية اليوم باستهزائهم أبعد من أن ينالوا من عظمة حبيب الله، وأضعف من أن يطفِئوا نور الإسلام، لأنّ الله تكفّل به وعصمه مع وجود ثلّة مخلصة تعمل على توحيد الأمّة ونبذ الخلافات ومواجهة فتنة التكفير والضلال.
أما الكلمة الأخيرة فكانت لممثّل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ الدكتور أكرم بركات الذي طرح عدّة صفات وحكايا من سيرة النبيّ محمّد (ص)، الذي كان يحمل معاني الرحمة للعالمين، وللإنسان دون حصرها بخصوص أهل الإسلام، وهو الأمر الذي لا ينسجم اليوم مع من انتسب زوراً لهذا النبيّ، وخرج بفعله عن اسمه ورسمه ومنهجه وفكره، فتخبّط في ظلمات الجهل وأزقّة الضلال.
وفي الختام كان الشكر من جميع الحضور لجامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان على تنظيمها لهذا الحفل ورعايتها لقضيّة الوحدة، ودعوتها الكريمة لهم في سبيل الخير والرحمة والإنسان.