تصافحه كأنّك تصافح تاريخاً مخزوناً ما زال ينبض! تراه في بستان كتبه غارقاً، بل عائِماً يرسم بريشته صور الحياة، وصور رجالات لا تموت...
تقديراً لمسيرته العلميّة الفذة وتثميناً لتضحياته وعطاءاته في خدمة رسالة الإسلام والحوزة العلميّة، أقامت جامعة المصطفى (ص) العالمية حفل تكريم العلامة الحجّة السيّد عبد الله شرف الدين، بقيّة الحجّة المقدّس العلامة السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي (قده)، وقد حضر الحفل –إلى جانب سماحته- حشدٌ كبيرٌ من العلماء، على رأسهم راعي الحفل، ممثّل الإمام الخامنائي (دام ظلّه)، ورئيس جامعة المصطفى (ص) العالميّة، آية الله الدكتور الشيخ علي رضا أعرافي، وسعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية الدكتور غضنفر ركن آبادي، وممثّل نائب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وممثّل المرجع الديني آية الله العظمى السيّد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف، كما وحضرت شخصيات وفاعليات دينيّة، واجتماعيّة، وبلديّة، ودبلوماسيّة، وإعلاميّة، وحزبيّة.
وبتقديمٍ وتعريف من الشاعر الشيخ عبّاس فتوني افتتح الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم، تلاه تقريرٌ مصوّر عن حياة العلامة المكرّم، تناول مختصر سيرته، وجهاده، وسفره وتحصيله، وتأليفه لجملة من الكتب الرائدة في مجال التحقيق والتدقيق.
كلمة تلامذة السيّد:
ثمّ كانت الكلمة باسم تلامذة العلّامة شرف الدين، ألقاها سماحة السيّد عمّار شرف الدين، الذي شكر المصطفى (ص) والجمهوريّة الإسلاميّة على هذه اللفتة المميّزة لتكريم شخصيّة أستاذه وعمّه العلَم، مبيّناً عظمة المكرّم وإخلاصه على دربِ خدمة الدين، واسماً ما كان عليه في تحقيقه العلمي وما يقتضيه من انزواء عن أضواء الشهرة والظهور باختصاص الإخلاص..
بيان آية الله العظمى سبحاني:
ثمّ كانت الكلمة للشيخ رضا مختاري الذي نقل للحضور بيان آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني، الذي شكر جهود الجامعة على ما تقوم به، ونوّه بعلم الحجّة المقدّس السيّد عبد الحسين شرف الدين ونجله السيّد عبد الله، وما كان له من دور على محطّات تقريب الأمّة وتوحيد الكلمة، معرّجاً على كتاب العلاّمة السيّد عبد الله، وما تضمّنه الأثر من رفيع المحتوى والبيان، ونفيس الجهد والكلام.
كلمة المفتي الجعفري الممتاز:
وحول مواقف السيّد عبد الله شرف الدين الرائدة في الإيمان والعمل، كانت الكلمة لممثّل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان، الذي اختزل ما وصلت إليه المقاومة من قدرة وقوّة إلى نتاج بعض رجال هذا المذهب وعلى رأسهم السيّد عبد الحسين شرف الدين، مناشداً لزوم الاحتكام إلى روح الدين، وعدم الاقتسام والتفرقة، والتوحّد بوجه جبابرة الزمان، صوناً للإنسان والأمّة والوطن.
كلمة صاحب الرعاية:
وكانت لراعي الاحتفال ممثل الإمام السيد علي الخامئني (دام ظلّه) ورئيس جامعة المصطفى (ص) آية الله الشيخ علي رضا أعرافي كلمة شكر فيها الحضور والقيّمين على الحفل، موصلاً سلامات القائد للجميع، متحدّثاً عن الجهود المباركة للسيّد شرف الدين، معرّجاً على بعض التحدّيات التي تواجهها الأمّة وعلى رأسها العصبيّات الطائفيّة.
وقد شدّد سماحته على تقوية الثقافة العلميّة، وعدم افتعال النعرات، داعياً علماء الأمّة والمراكز العلميّة إلى صنع الهويّة الإسلاميّة الواحدة وترسيخها، خصوصاً في الشباب وضمن المدارس والجامعات والمساجد.
وكان له في الختام دعاء وابتهال أن يطيل الله في عمر سماحة السيّد عبد الله شرف الدين، لما فيه من خير وبركة، شاكراً كلّ من ساهم في إنجاح هذا العمل المبارك.
كلمّة المكرّم (السيّد عبد الله شرف الدين العاملي):
في الختام كان المسك يرشح من جليل صوته، وعظيم مكانته، حيث ألقى سماحة العلامة شرف الدين كلمة مختصرة شكر فيها المكرِّمين والأخوة الحضور، معرباً عن سروره في التواجد بين ثلّة من الأخيار الّذين أخصّوه بهذه اللفتة، متشرّفاً بالسير على خطى أهل البيت عليهم السلام، متحدّثاً عن سنوات أمضاها في التنقّل بين معارفهم وأحاديثهم (عليهم السلام) مخصّصاً علم الرجال بكلامه، حيث أعتبره الممرّ الإلزامي للوصول إلى أحاديث النبي والعترة عليهم السلام. وقد شكر سماحته جامعة المصطفى (ص) العالميّة، ورئيسها على إنجاز طباعة مؤلّفه الأخير، كما شكر الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على مؤازرتها للشعب اللبناني، موجّهاً شكره الخاص للإمام القائد الخامنائي (دام ظلّه) خاصّة فيما يتعلّق برعاية الشؤون العلميّة المعرفيّة.
هذا وقد قدمت الهيئات المكرمة في ختام الحفل الهدايا والدروع التذكارية للعلامة شرف الدين.