السبت 23 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 13 جمادى الاولى 1446هـ

» أخبار الجـــامعة

تكريم أساتذة المصطفى


تكريماً للجهود المبذولة والعطايا التي قدّمها الأساتذة الأجلاء خلال العام الدراسي المنصرم، نظّمت المصطفى لقاءً خاصّاً بأساتذة الجامعة تدوالت فيه معهم جملة من القضايا التعليميّة والبحثيّة، وبيّنت من خلالها آخر المستجدّات الإداريّة بما يخص أعمال اللجان وترتيبات الشؤون التعليميّة مع دعوتهم في ختام اللقاء لتناول طعام الغداء.

وكان لسماحة المدير العام كلمة في المناسبة تحدّث فيها عن شأن المدرّس وماهيّة التدريس، وفيما يلي كلمة سماحته:

كلمة المدير العام:

-ما هو التدريس؟ ومن المدرّس؟ وما هو الفارق بين التدريس في الحوزة وغيرها؟ هل يُنظر الى التدريس كشغلٍ ومهنة وممرّ للمعاش أم عشق ومحبة ورسالة؟
من الأمور التي لا تخفى علينا بعد دراسة تاريخ الحوزة وما وصل الينا من سيرة السلف الصالح أن التدريس في الحوزة يختلف تماماً عن التدريس في سائر الجامعات والمؤسسات التعليمية.
فهلمّوا الى أن نتشاور ونفكّر حول موقع وكرسي التدريس في كل المؤسسات ومنها الحوزة وما هي مشتركاتها وما هي متيزاتها؟

أما المشتركات بحسب الماهوي فيمكن أن تُبيَّن في الأمور التالية :
-أولاً: لا شكّ أن التدريس في كل مجال وفي كل مؤسسة وكل فرع من الفروع يحتاج الى علم ولكن ليس التدريس هو العلم فقط، بل يحتاج الى قوّة بيان وأسلوب خاص.
فالتدريس ممزوج ومختلط من أمرين علم ومهارة وخبروية، فبإمكاننا أن ننظر إلى التدريس كفنّ من الفنون.
وعلى هذا، فلا يمكن لكل واحد- ولو درس في فرع ونال التخصّص فيه- أن يدّعي أنه مدرّس ويستتطيع أن يدرّس في هذا المجال، بل العلم شرط لازم وليس بشرط كافٍ على حسب مصطلح الفلاسفة وأهل المنطق.
فالتدريس يحتاج –مضافاً الى العلم- الى إسلوب وفنّ ومهارة وتجربة خاصّة.
نعم هذه الأساليب المهارات كقوّة البيان وأداء المضمون بعضها ذاتي وفطري وبعضها كسبي وبالتجربة وكسب المهارة يمكن أن يصل إليه الإنسان.عبر درورات تأهيلية أحياناً تقام للوصول الى هذا.
بعبارة أخرى: إن عملية التدريس ليس من جانب المدرّس فقط  بإسلوب الخطابة حتى يلقي المحاضرة ويُعجبَ المخاطَب، بل عملية من جانب الإستاذ والطالب. فلو لم تكن هناك مشاركة من الجانبين لا تتحقق عملية التدريس.

-ثانياً: مع ذلك كلّه التدريس ليس فقط أمراً بسيطاً مشكّلاً من العلم والفن كما ذكرنا، نعم لعلّ في قديم الزمان كان المتوقع من المدرّس أن يكون واجداً لهذين الشرطين العلم والفن، وقوّة البيان.
 ولكن اليوم أمر التدريس قد صار صعبا وغامضاً جداً وتحول من أمر ساذج بسيط ذي وجه واحد إلى أمر مركب ذي وجوه مختلفة.

فإنه إضافةً إلى العلم والبيان وعدم الاستغناء عن أساليب التدريس الحديثة فإنه يحتاج إلى التجربة والخبروية في مجال الاستفادة من التقنيات والآلات والوسائل الحديثة.
فاليوم مع وجود القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية والسهولة الموجودة في تبادل الآراء، لا يستطيع المدرّس أن يكتفي بعلومه الكسبية سابقاً، بل يحتاج دائما إلى تطوّر وتفعيل نفسي وذاتي، لأن يكون متواكباً مع تطورات العصر وأن يكون مقدّما على طلابه حتى يتمكن من الإجابة عن أسئلتهم وشبهاتهم، فمن ناحية يجب عليه أن يتمكن من الاستفادة من التقنيات الجديدة لأخذ الآراء والأفكار، ومن ناحية أخرى عليه أن يستفيد في مسيرته التعليمية من الآلات الحديثة لطلابه حتى يكون تدريسه تدريساً ناجحاً.

-ثالثا: لعلّ في سابق الزمان ماكان المتوقّع من المدرس أن يكون شخصية بحثية من أهل القلم والكتابة والتأليف والبحث. وقد كان  بعض العلماء والمراجع ممّن لا يستطيع أن يكتب اسمه أو أن يوقّع على ورقة.
ولكن اليوم الأمر يختلف مئة بالمئة، فالمتوقع من الأستاذ والمدرس أن يكون عنده قوة بحثية، يشجع طلابه في سبيل البحث والتحقيق ويقدم إليهم التكاليف ويطلب منهم أن يبحثوا ويكتبوا في موضوع من الموضوعات البحثية المرتبطة بمادته الدراسية التي يدرسها.
 فالمعلم إضافة إلى العلم والبيان ومهارة التدريس وأسلوبه يحتاج إلى الاستطاعة والقوة البحثية.
هذه الأمور التي ذكرناها يمكن أن نقول إن التدريس في كل مؤسسة تعليمية يحتاج إليها، ولا غنى عنها في أيّ مجال وأيّ فرع واختصاص.

أما المميزات:
التدريس في الحوزة له ميزاته الخاصة التي تختلف عن التدريس في سائر الساحات، ونشير إلى أهمها:
-أولاً: التوجه إلى البعد التربوي والأخلاقي وهو من الامور الأساسية للتدريس في الحوزة، فإن أستاذ الحوزة ليس بمدرّس فقط، بل هو أسوة في الأخلاق والأدب والاحترام، كل تصرفات الأستاذ في الصف وخارجه حتى في الشارع هو تحت نظر تلميذه ومؤثّر في أخلاقه وتربيته، الأستاذ المراعي للأنظمة والوقت يربي الطلاب على الالتزام بالأنظمة ومعرفة أهمية الوقت.

حتى أن الطالب من حيث لا يشعر يتأثر بكيفية لباس الأستاذ وحتى في لباس العباءة، بل ينظر الى الأستاذ حتى في حال المشي يأخذ بطرفيها أم يرسلها، فالطالب ينظر إلى كل هذه الأمور ويجعل الأستاذ أسوة وقدوة في مسيرته في حياته. فمن مرآة الطالب يمكن أن يرى الصورة الحقيقية للأستاذ، وعلى أي طالب أن يأخذ بلون استاذه
-الأستاذ إذا كان من أهل صلاة الجماعة والحضور في المساجد وإذا كان من أهل المشاركة الحارة في المناسبات والجلسات المختلفة فيصبح طلابه أيضاً هكذا، وإخلاص الأستاذ، صدقه وصفاؤه وتوجّهه إلى ذات الربوبية والتوسل إلى ساحة الأئمة الأطهار عليهم السلام وصاحب الزمان (عج)كلّ هذه الأمور لها دور كبير في تحقّقها عند الطالب .

-من الأمور المهمة بين الحوزة والجامعة والأستاذ، وتعتبر من المميزات الأساسية أن لا يُنظر إلى التدريس في الحوزة كشغل ومحل كسب ، فإن سنة السلف الصالح كانوا ينظرون إلى التدريس كوظيفة وتكليف شرعي للأستاذ، فكان يأتي الى الحوزة برحابة الصدر وكمال الشوق والمحبة وكأنه يذهب الى الجنّة. فحينئذٍ يحسّ أن التدريس واجب عليه وأنه أخذ العلم من السابقين والآن يجب عليه أن يؤدي زكاته لأن زكاة العلم نشره.

لا يكون عدد الأساتذة الذين يدرسون في الحوزات الكبيرة كقمّ والنّجف وغيرهما بلا أخذ بدل مالي ليس بقليل بل أعدادهم كثيرة متوفرة واقعاً.
نعم، ليس البحث في الأخذ وعدم الأخذ، ولا نتكلم حول تكاليف الحوزة وليس الغرض أن لا نأخذ مبلغاً، بل المهم في هذا الخطاب الرؤية والتوجه إلى كرسي التدريس وأنه هل هو محل كسب؟ أو لا هي نعمة وفرصة إلهية لا بديل لها في العالم منحها الله تبارك وتعالى للمدرس لخدمة الدين ونصرة سبيل الله.
فالمتوقع من أستاذ الحوزة أن لا يكون ناسياً لهذه الجهة، فإنّ هذا الوجه هو أحد الوجوه التي تختص به الحوزة وتمتاز به عن الجامعة.
فالواجب على الأستاذ أن يعرف ويتذكّر أنه في نفس الوقت الذي هو مدرس ومعلم، هو أيضاً مربٍ ومؤدِّبٍ فيجب أن يبتدئ بتأديب نفسه قبل تأديب غيره، وأن يكون مهتماً بتأديب طلابه كالوالد الشفيق ولو بذكر موعظة ورواية أخلاقية قصيرة يومياً في دقيقة أو دقيقتين..

أحكي لكم حكاية في هذا المجال:
جامعة المصطفى(ص) العالمية حينما بدأت بتأسيس الّلجان العلمية، فإنه وإن اقتبست هذا المشروع من الجامعات ولكن في الجامعات تسمى هذه الّلجان بالّلجان العلمية فقط.
وأما المصطفى‘ قدمت لهذه الّلجان تعريفاً جديداً وبيّنت لها ماهية مختلفة عن سائر المراكز والمؤسسات التعليمية، وهي أن المصطفى‘ سمت هذه الّلجان بالّلجان العلمية، التربوية، البحثية، لتشير إلى ثلاثة وجوه من مهام الأستاذ وإن المدرس كما أنه دخيل في أمر التعليم، كذلك له دور كبير في مهمة التربية ومن الناحية البحثية.
وفي الختام يجب أن نلفت النظر إلى شيء آخر مهم يُعدّ كخيط أساسي لكل ما ذكرناه في هذه الكلمة لأنه يوجب تنظيم كلّ ما ذكرناه وغيرها مما يرتبط بها في إطار واحد، وهو التوجه إلى الجانب الإداري لمهنة التدريس وأن الوصول إلى هذه الأهداف المرسومة للتدريس في الحوزة يحتاج إلى تخطيط معين ودراسة دائمة للمشروع.
ليس شأن استاذ الحوزة أن يدخل إلى الصف مباشرة وأن يخرج منه بلا دخالة ودور في البرامج، في التربية والأدب، في المواد الدراسية، في المتون، في الثقافة وفي البحث والتحقيق وغيرها.

فإنّ الوصول إلى الأهداف يحتاج إلى خط حارّ بين شريحة التعليمية والإحساس بالمسؤولية بهذا الجانب وبين الإدارة بتمام هيكيتها العلاقة الوثيقة مع الإدارات التعليمة والبحثية والتربوية والإدارة العامة، والّلجان العلمية والتواصل معها وإبداء الآراء من المسؤليات المهمة أمام المدرّس. انا أسأل: هل بإمكاننا أن ندرس فقط في الحوزة ونكون غائبين عن سائر الساحات.
 بالنهاية، يجب أن نشكر الكل والشكر الخاص لمن يكون له خط حارّ في هذا المجال يلبّي الدعوات ويشارك في المناسبات والمحاضرات المختلفة، ولكن المتوقع من كل أستاذ ومدرّس أن يكون في هذا المجال ملبياً شديداً، يعرف أن الحوزة حوزته. وكلنا مسؤولون أمام أيتام آل محمد ‘ لكفالتهم.
2257 مشاهدة | 09-07-2013
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة