أقامت حوزة الرسول الأكرم (ص) التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان مساء الأربعاء في ١٤/٢/٢٠٢٤ ندوة علميّة في كتاب "الله والكون برواية الفيزياء الحديثة - العلم يرد على هوكينغ-"، حاضر فيها كاتبه ومؤلفه الأستاذ الدكتور عبدالله زيعور، وقد بين فيها أسباب الإلحاد ودوافعه؛ وهي:
- محاربة الكنيسة للعلم وردّة فعل النّاس بوجه الكنيسة نصرةً للنهضة العلميّة.
- كتابة معادلات فيزيائية؛ ككتابة قوانين نيوتن، وقوانين كبلر وغيرهما.
- أحداث ١١ أيلول ٢٠٠٣م التي أعقبت ظهور مجموعة من الملحدين عرفوا بالملحدين الجدد؛ أبرزهم: ريتشارد دوكنز، وسام هاريس، وكرستوفر هيتشنز، ودانييل دنيت. وقاموا بإحداث إلحاد جديد مع دعمهم في ذلك مادياً وإعلاميّاً. وقد ارتكزوا على أمرين:
- نظرية داروين (والدروانية الحديثة)
- أفكار ستيفن هوكينغ (تعدد الأكوان) لينظّروا لفكرة عدم الحاجة إلى الدين!
ثم رد المحاضر على هذه الإشكالية؛ فسأل: هل إذا عرفنا حركة الكون يعني أننا يلزم أن نستغني عن الله؟! فمعرفة تفاصيل المحرّك المصنوع لا يعني الاستغناء عن صانعه وكذلك معرفة الكون والوظائف لا يعني إلغاء الصانع! ومن ثم ناقش المرتكز الثاني (لستيفن هوكينغ) الذي ألّف كتاباً في العام ٢٠١٠م عنوانه (التصميم العظيم) بمعونة ومساعده الباحث روبرت مالدينو، وقد تناول في الكتاب أسس لا معادلة لها، بل نسج خيال! حتى أنّه كان يطمح بالجائزة الثالثة في الفيزياء من نوبل، ولكن رُفض كتابه؛ لأنه نسج خيال، ولا يمت إلى الفيزياء بصلة، وقد تحدّث بعنجهيّة بدعوى أن الدين يقف بوجه العلم وهذا ادّعاء باطل فالقرآن والسنة يحثان على العلم والتعقل والتعلم! وأشار المحاضر إلى بعض نظرياته؛ وهي:
- قانون الجاذبية هو الذي خلق الكون
- هذا الكون أوجد نفسه بنفسه
- افتراض وجود أكوان أخرى
وقد رفضت دعواه ولم تُقبَل علمياً. وثم رد المحاضر نظرية هوكينغ؛ بقوله: إذا قلت (أ) خلقت (ب)؛ فهذا يعني أنّ (أ) علة ل (ب) ، و (أ) هي من (ب) فكيف هذا؟! يستحيل لمعدوم أن يُوجد نفسه! وقد أثبتت الدراسات أن الكون عمره ١٣.٨ مليار سنة وبداية الحياة عليها من ٣.٥ مليار سنة وهذ الأمر كان نكسة كبيرة على الملحدين والماديين! هذا مع كون افتراض تعدد الأكوان لا يلغي الكون المسدد الذي يسير ضمن نظام دقيق قائم بصانع مبدع. وبيّن المحاضر أن هوكينغ نفسه تناول في كتاب له في الفيزياء ونشأة الكون سنة ١٩٨٤م وقال فيه إنّ الكون لا بد له من مصمم وخالق؛ لما فيه من مزايا ودقّة وإتقان! كما أكد المحاضر في ردّه على هوكينغ أنّ الضرورة العقلية المنطقيّة تثبت وجود علة تنتهي إليها جميع العلل والمعلولات! بما يُبطل نظريته! وفي الختام أشار المحاضر إلى أنّ عالم الفيزياء يُحترم قوله في الفيزياء ولكن في غيره من العلوم يناقش ويناقض ولا يحق له الكلام فيه إلا عن معرفة، فالفيزياء تتناول سؤال كيف وُجد العالم؟ لا مَن أوجد العالم؟ وما الغاية منه؟ وغيرهما من الأسئلة الخارجة عن نطاق الفيزياء! كما أنّ المرتكزات التي يعتمدها الفيزيائي لا بد أن تكون ضمن معادلات لا نظريات غير علمية هي من نسج الخيال!
