أقامت حوزة الرسول الأكرم (ص) التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان يوم الأربعاء في 29/11/2023 ندوة علميّة بعنوان "الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات الفكريّة والثقافيّة"، حاضر فيها سماحة الشيخ الدكتور محمد حسن صادقي، ضمن محورين اثنين هما:
المحور الأوّل: تقنيات الذكاء الاصطناعي وأبرز تطبيقاته: حيث أجاب فيه عن مجموعة من الأسئلة التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ فبيّن المراد من الذكاء الاصطناعي ومقوّماته التقنية التي تعتمد على داتا معلومات ضخمة، ومعالج للمعلومات متطوّر وسريع، ونظام تخزين للمعلومات في أجهزة كوانتوميّة (كموميّة) مختلفة عن طريقة التخزين المعتمدة في أجهزة الكمبيوتر العاديّة؛ لجهة القدرة على استيعاب كم كبير جداً من المعلومات في حيّز صغير جدًا، ثمّ تعرّض لآلية عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال تحويل المعلومات الهائلة إلى رموز والقدرة الفائقة على قرائتها والربط بينها، والإجابة عن الأسئلة من دون أن تكون الآلة واعية بما تجيب عنه؛ فالإجابة بناءً على الربط وليس الفهم. وطبيعة المعلومات المخزّنة تتنوّع بين النصوص والصور وأطياف الألوان وغيرها... بحيث يجري تحويلها إلى رموز.
ومن التقنيات المستخدمة حالياً في الذكاء الاصطناعي تقنية (ERM) التي يستفاد منها في نسخ الأصوات وتركيب المعطيات وتستخدم في مجالات متعدّدة (منها المجال الأمني)، لكنّ هذه التقنية تبقى محدودة. في حين يجري العمل على تقنية جديدة وهي تقنية (EJM) هدفها اختراع آلة تفكّر كالإنسان وتنتج الأفكار مثله؛ بمعزل عن المعطيات والربط بين الرموز المعلوماتية، ولتحقيق هذه التقنية يجري العمل على الاستفادة من ستّة علوم معرفيّة؛ هي: علم الأعصاب المعرفي، علم النفس المعرفي، علم الاجتماع المعرفي، علم الأعصاب الطبي، علم الأنثروبولوجيا المعرفي، وعلم هندسة الذكاء المعرفي.
المحور الثاني: موقف الفقه الإسلامي من الذكاء الاصطناعي: طرح المُحاضِر سؤالين إشكاليّين يشكلان تحديًا في واقعنا المعاصر أمام ما نجده من تطوّر الذكاء الاصطناعي؛ وهما: هل يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الإسلاميّة؟ وما هي نظرة الإسلام وموقفه من الذكاء الاصطناعي؟ ودعا إلى تصدّي عدد من الفقهاء إلى دراسة الذكاء الاصطناعي وتحديد الموقف الفقهي منه.
ثمّ أثار مجموعة من التحدّيات الفقهيّة التي تحتاج إلى بيان رأي الشريعة الإسلاميّة فيها؛ منها:
- ما هو موقف الفقه الإسلاميّ عند وقوع خطأ وخلل في الذكاء الاصطناعي ينتج عنه ضرر أو قتل؟ ومن الذي يتحمّل مسؤولية وقوع الضرر أو القتل؟ فهل هو المُبرمِج، أم البرنامج، أم الجهة المستخدمة له؟
- ما هو الموقف الشرعي من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات القضاء والإفتاء؟ وكذلك في الذباحة؟
وختم المُحاضِر محاضرته بدعوة الحوزة العلميّة إلى الاهتمام بالبحث في الذكاء الاصطناعي وتقنياته وتطبيقاته وتحديد الموقف منه، ومواكبة التطوّرات الحاصلة على هذا المجال عالميًا.
وفي ختام الندوة طرح المشاركون مجموعة من المداخلات التي ترتبط بتأثير الذكاء الاصطناعي سلبًا على الإبداع البشري، وتأثيره على الإنسان بتنميط فكره وثقافته، وأجابهم عنها الأستاذ المُحاضِر.