بيان استنكار
للاعتداء على قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي (رض)
تستنكر ممثلية جامعة المصطفى العالمية في لبنان وحوزتا الرسول الأكرم(ص) والسيدة الزهراء(ع) للفقه والدراسات الإسلامية العدوان على قبر الصحابي الجليل حجر بن عَدِيّ الكندي ومقامه الشريف. وترى أن هذا الفعل قد جمع جهات القبح والفظاعة؛ فهو من جهةٍ نبشٌ للقبور، وفعلٌ تنفر منه الفطرة الإنسانية والطبع السويّ، ما يكشف شناعة فاعليه واحترافهم العدوان والعصيان واختراق الحرمات. وهم فاقوا في ذلك غيرهم من القتلة الذين قال قائلهم قديماً: { أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}، ثم انطلقوا فرحين بعدما هتكوا الستر، ونبشوا القبر، يفاخرون بذلك مفاخرة المتقرب إلى الله – تعالى- ، وهم الأخسرون أعمالاً { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.
ثم إن فظاعتهم تشكّل – من جهة أخرى- اعتداءً على حرمة الدين وحرمة الإسلام الذي يمثّله هذا العبد الصالح، الذي كان في حياته آيةً تُقتدى في السلوك إلى الله – تعالى-، وما زال مقامه محجّة ومناراً، ومقصداً ومزاراً، لكل عابد موحدٍ يأبى أن يُشرك بعبادة ربّه طاعةً الظالمين.
ثم إن شناعتهم اعتداءٌ على هذا الشخص المبارك بالاعتداء على ضريحه، وقليلٌ مثلُ حجرٍ في الإيمان والعبادة، والصلاح والجهاد والزهادة، أليس راهب أصحاب محمد؟، أليس القوّام الصوّام، المشارك في فتح العراق والشام؟ أليس فاتح مرج عذراء التي أكرمه الله -سبحانه- لاحقاً بالشهادة فيها.
ويلهم كيف يحكمون؟ (أم أرادوا قتل حجر ثانيهْ).