أساتذة المصطفى الأجلّاء والموقّرين -زيد عزّهم-
بعد التحيّة والسلام، والدعاء لكم بقبول الطاعات واستجابة الدعوات في شهر رمضان المبارك، ومع الشكر الجزيل لجهادكم المخلص في هذه الظروف الخاصّة والصعبة الناتجة عن الجائحة العالميّة، أعرض في ما يلي النقاط التالية:
إنّ شجرة "جامعة المصطفى" الطيّبة، وبصفتها مؤسّسة علميّة عالميّة، هي إحدى الثمرات المباركة للثورة الإسلاميّة المقدّسة، وقد استطاعت أن تجمع عددًا كبيرًا من التائقين للعلم والفضيلة من مختلف أنحاء العالم، وتُنشئهم حول محور خطاب العقلانيّة، العدالة، والروحانيّة، مسجّلةً دورًا مؤثّرًا في نشر العلم والأخلاق في المجتمعات.
وفي الوقت نفسه الذي تحافظ فيه هذه المؤسّسة على الخصائص الحوزويّة وسننها الحسنة؛ من قبيل الإخلاص في طلب العلم والمواءمة بين التعليم والتربية والتهذيب؛ فقد استطاعت، ضمن الاختصاصات والاتّجاهات المتعدّدة التي يحتاج إليها العالم المعاصر؛ استطاعت أن تطرح نفسها جامعةً عالميّةً معتبرةً وناجحة. ومن العلامات البارزة على هذا النجاح ما ينصبّ عليها بشكلٍ مباشر من غضب الاستكبار العالمي وسخطه؛ وهو ما يكشف عن تأثير هذه المؤسّسة وعن حركتها الصحيحة في طريق الأهداف الإلهيّة السامية.
ولا شكّ في أنّ أحد أهمّ عوامل هذا النجاح: ما تحظى به هذه المؤسّسة من أساتذة أفاضل، غيورين وملتزمين، يتفانون في بذل تمام جهودهم وهممهم في سبيل تربية الطلّاب والباحثين، وتعليم المعارف والقيم الدينيّة.
في الذكرى السنوية لشهادة المعلّم القدير العلامة الشهيد مطهّري، أرى لزاماً عليّ أن أُعرب عن شكري وتقديري الكبيرين لكم أيّها الأعزّاء فردًا فردًا. إنّ اختيار الذكرى السنويّة لشهادة الشهيد مطهّري لتكون يومًا للمعلّم إنّما يعبّر عن أنّ عمليّة التعليم والتربية تمتدّ في منطقنا إلى حدّ التضحية بالروح، وأنّ المعلّم لا يكتفي باللسان في سبيل تربية المتعلّمين؛ بل يتقدّم في ميدان العمل إلى درجة بذل روحه في هذا المجال، وهذا الأمر الهامّ هو أحد العوامل الأساس لبقاء المدرسة والثقافة الإسلاميّة.
سائلًا الله تعالى لكم أيّها الأساتذة الأعزّاء دوام التوفيق في اجتياز هذا الطريق.
علي عبّاسي
1-5-2021م