إحياءً لذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران، عقدت إدارة البحوث في جامعة المصطفى (ص) العالميّة –فرع لبنان، بتاريخ الأربعاء 15ـ 2- 2012 م ندوة تحت عنوان: (البعد المعنوي للثورة الإسلاميّة المباركة في إيران) وقد شارك فيها كل من:
- سعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان الدكتور غضنفر ركن آبادي.
- وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمّود.
وقد حضرها ممثّل الجامعة في لبنان سماحة الشيخ مصطفى جعفري، إلى جانب عدد من المفكّرين والأساتذة والطلاب.
فبعد أن افتتحت الندوة بآيات عطرة من كتاب الله العزيز، وبعد تقديم عريف الندوة السيّد علي مرتضى لنبذة ناظرة إلى المحور المطروح؛ ألقى سماحة الشيخ حمود كلمته، فأكّد فيها أنّ الإمام الخميني (قده)، وضع أولويّات إسلاميّة غير مذهبيّة، حيث لم يكن في طرحه الفكري الثوري أي سمة مذهبيّة تفريقيّة، وكانت شعاراته وحدويّة تجمع راية المسلمين، تحت القضايا المختلفة، وعلى رأسها فلسطين، فردّد: لا شرقية ولا غربية، وبدّد أطر الخلاف بين الأمّة..
كما أشار سماحته، إلى أنّ الإمام (قده) انطلق إلى التطبيق، فتعدّت حروفه الشعارات، وقد صرّح الشيخ حمّود قائلاً: (إنّ ثقتي بشخص الإمام والمجموعة القياديّة ثقة كبيرة،.. وقد علق بذهني حديث الإمام الكاظم (ع) حيث رأيته معلّقاً على حائط كبير في مركز جوّي إيراني.. نعم انطبع قوله (ع): (يخرج رجل من قم يدعو الناس إلى الحق , يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلزلهم الحوادث, ولا يملّون، ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين..")
وأكمل سماحته قائلاً: "أتصوّر -وأنا مقتنع بذلك-، أنّ المؤامرات المحاكة على إيران لن تؤثّر من عزيمتها، فالثورة الداعمة لخطّ المقاومة موجودة على حدود فلسطين، وبفضلها تمّ تحقيق انتصارين عزّ وجودهما في تاريخ الصراع".
وقد أشار الشيخ حمّود في كلمته، أنّه لو كانت العقول سليمة، لكان يكفي انتصار غزّة أن يحطّم نصف الحواجز المذهبيّة في العالم الإسلامي، لكنّ العقول لم تكن سليمة وحرّة، فاستطاعوا أن يشوّهوا الصورة ليقولوا أنّ غزّة جزء من المشروع الشيعي المزعوم!!.
وقد أسِف إمام مسجد صيدا أن لا تدخل الانتصارات العقول الصلدة لتكسر هذه الأفكار، ففي حين أنّ بيننا وبين القدس خطوة، وفي حين أنّ الكيان نفسه يؤمن بأّنّ مآله الزوال، فإنّنا نرى بعض المسلمين يشكّون بذلك!..
وفي ختام حديثه، أشار الشيخ إلى أنّ الوصول إلى فلسطين بحاجة إلى دين الله، إذا قصرنا أو ضعفنا، فإنّ الله سيهيء أناس غيرنا.. والاستبدال بعيد بوجود أيدٍ ثوريّة، ووجود ألوية مدّت يدها فنصرت لبنان وغزّة، فهي نفسها، سنراها تمدّ يدها حتى تلزم المسلمين أن يكونوا أمّة واحدة.. سنرى أنّها لن تتوقف، سيكون هناك ربيع إسلامي قريب، ليس فقط في إسقاط الطواغيت، بل في النص الديني الفقهي.
كلمة سعادة السفير:
بعد ذلك كانت الكلمة لسعادة السفير الذي تقدّم بداية بأحر التهاني والتبريكات وأصدق مشاعر الود والمحبة بمناسبة الذكرى الـ 33 لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران، مشيراً إلى أنّ تزامن الذكرى مع مناسبة ولادة سيد الأنبياء والأوصياء محمد (ص) تدعونا لتسليط الأضواء على أحد أهم اقانيم الثورة التي كرستها في أولوية فكرها وهمّها وأدائها، ألا وهي الوحدة الإسلاميّة بين أبناء الأمة.
ثم أكمل سعادته قائلاً: لم يتضرر الإستكبار العالمي والصهيونية من الثورة الإسلاميّة بقدر تضرّره من عطاءاتها العابرة للحدود ولا نشكّ في أن تفشي فكر المقاومة والممانعة في منطقتنا يشكّل اهم المنعطفات في سلسلة هذه العطاءات، فقد مني الغرب والكيان الصهيوني بهزائم ماحقة ولقيا ضربات ساحقة على أيدي المجاهدين المؤمنين الذين التزموا نهج المقاومة والكفاح في التصدي لقوى الإستكبار والإحتلال والتسلط طيلة العقود الثلاثة الماضية ولا يختلف أحد أنّ هذه المقاومات البطلة والنزيهة قد ولدت من رحم ثورتنا الإسلامية المباركة ونشأت بتأثر منها وإستلهام أساليبها وآلياتها الفكرية والروحية والعملانية.
وبالتالي فان أبناء هذه المقاومات هم خريجي مدرسة الإمام الخميني (قده) والثائرون على نهجه بقيادة خليفته المفدي الإمام الخامنئي فكانت ان حققت جملة إنتصارات غيرت وجه المنطقة سواء في لبنان وبعدها في فلسطين والعراق وأفغانستان.
كما وتحدّث الدكتور آبادي، أنّ الصحوة اليوم ما هي إلا إحدى التجليات المباركة لحركة الشعب الإيراني وثورته على نظام الشاه المقبور، ربيب الإستكبار العالمي في حينها وعصاها الغليظة المسلطة على رقاب أبناء الأمة، لذا نرى القيادة الإسلامية اليوم تسارع لإبداء موقفها الحاسم والمبدئي في دعم حق الشعوب في التحرر وإرادتها في تقرير مصيرها.
زختم سعادته قائلاً: اننا اليوم و بعد 33 عاماً من عمر ثورتنا الإسلامية الفتية إستطعنا تحقيق التقدم في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية إضافة إلى الملف النووي، لقد استعطنا بالإتكال على خبراتنا الذاتية وعقول شبابنا الفذ ان نصل إلى الإكتفاء الذاتي من آخر نقطة في البحار، إلى أعلى نقطة في الفضاء بما يجعل ايران نموذجاً للحكم الإسلامي الناجح في تقديم الديمقراطية وحقوق الإنسان والنجاح العلمي المضطرد.