لمناسبة ولادة الرسول الأمجدِ محمّد (ص) وولادة حفيده الإمام الصادق (ع)، أقامت جامعة المصطفى (ص) العالميّة -فرع لبنان- الحفل السنوي الرابع لإحياء ذكرى ولادة نبيّ الرحمة والهدى (ص)، وقد حضر الحفل كلّ من: ممثّل آية الله العظمى السيّد علي السيستاني الحاج حامد الخفّاف، ممثّل آية الله العظمى السيّد محمّد سعيد الحكيم سماحة السيّد حيدر الحكيم، ممثّل سعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية المستشار شريعتمدار، ممثّل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثّل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ علي دعموش، ممثّل جامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان سماحة الدكتور الشيخ علي رضا بي نياز، إضافة إلى حشدٍ من العلماء الأجلاء والشخصيّات والفاعليّات الدينيّة، والاجتماعيّة، إلى جانب أساتذة الجامعة وطلابها وطالباتها.
كلمة الافتتاح لممثّل جامعة المصطفى (ص) في لبنان
بتقديمٍ وتعريف من سماحة الشيخ خليل الشاوي، افتتح الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم، تلاه النشيد الوطني اللبناني، وأعقبه كلام ترحيبيّ لممثّل المصطفى (ص) في لبنان الدكتور بي نياز، الذي بارك للحضور ذكرى الولادة الميمونة لنبيّ الرحمة والهدى (ص) وحفيده أستاذ الأئمّة والفقهاء الإمام الصادق (ع) كما رحّب بالحضور الكريم، شاكراً اجتماعهم وحُسنَ تلبيتهم للدعوة، متطرّقاً خلال كلمته إلى جميل صفات النبي (ص) وأخلاقه وما بناه من عظيم الحضارة، حتّى نال تكريم السماء، وجليل الأسماء، الأمر الذي يدعونا للفخر ونحن نحمل اسمه ونتجمّل برسمه، معرجاً إلى قضية القدس، معتبراً أنّها العاصمة الأبديّة لفلسطين، مُديناً خلال كلمته كلّ من يطبّع ويلمّع صورة الكيان الغاصب، مع تشديده أنّ القدس هي القضيّة المركزيّة التي لن نتخلّى عنها مهما عظمت وغلت التضحيات، مُبدياً استعداد الجامعة لمدّ يدها لكلّ المؤسسات العلميّة والدينية في سبيل رفعة الإنسان وصون كرامته.
كلمة رئيس المجلس الإسلامي الشيعيّ الأعلى:
ألقاها سماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي تحدّث عن المبدأ القرآني (وما أرسلناك إلا رحمة) الذي يدعو إلى أن نهدم الباطل ونرفع الحق، ونواجه أولئك الذين يمارسون دور أبي جهل، فيأخذون الناس إلى أصنام الجهل والدولار. معتبراً أن التمثّل بمحمدٍ (ص) وعيسى (ع) يضعك أمام مهمّة رائدة في نصرة المظلومين، ورفض ألوهية ترامب! مشدّداً على لزوم اتّباع النهج الرصين على حساب العصبيّة والقبليّة، معتبراً أننا مع سلمان الفارسي حين يقترب من الله وعبادته، ولسنا مع أبي لهب عدوّ الله مع كونه عمّ النبي (ص)!، منوّهاً إلى أن ولادة المصطفى (ص) والمسيح (ع) هي ولادة الوعي والعدل والعزّة والمحبّة لمنع العبوديّة العقليّة، والدكتاتوديّة السياسيّة وفضح زيف النفاق.
كلمة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة:
ألقاها سماحة الشيخ بلال محمّد الملا، الذي تحدث عن الرّحمة المحمديّة والشريعة السامية في مختلف جوانب الحياة، وما تمليه علينا هذه الرسالة بحبلها المتين، من ضرورة الوقوف مع المظلومين، ونشر ثقافة الرّحمة بين الأمة، في زمن تصاعدت فيه حمّى الغضب والحقد والظلم، وابتعد بعضنا عن النور فأصبحت القلوب كالحجارة بل أشد قسوة! حتّى وقعت الآلام على الأمّة، الأمر الذي يدعونا اليوم للصحوة والعودة إلى تعاليم الرسالة العالميّة، عبر الخروج من شرنقة الطائفيّة والمذهبيّة، فنتحرّر ونحرّر الأرض.
كلمة البطريرك يوحنّا العاشر يازجي:
ألقاها سماحة الشيخ خليل الشاوي بعد طارئ منع غبطته عن الحضور، حيث أرسل صاحب الغبطة رسالة للمهرجان أكّد من خلالها على محوريّة القدس وقضيّتها، بما تشكّله من مهدٍ للحضارة، وأرضٍ للقيامة.
كلمة شيخ عقل الطائفة الدرزية:
ألقاها سماحة الشيخ سامي أبو المنى، الذي بارك للحضور الذكرى العطرة لولادة خاتم الأنبياء (ص)، مؤكّداً خلال كلمته على الوحدة الوطنيّة والتآخي انطلاقاً من عنوان الهداية التي أرادها الله تعالى من إرسال نبيّه (ص)، معتبراً أنّ ولادة المختار (ص) المقترنة بولادة النبي عيسى (ع) يجب أن تكون فرصة للتلاقي، والتحابب ونبذ الخلاف، لتكون الأمّة واحدة، تواجه كلّ التحدّيات الراهنة.
كلمة أمين عام حزب الله:
ألقاها نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش، حيث تحدّث عن النبي المصطفى (ص) الذي استطاع نقل الأمّة من الحضيض إلى الحضارة، وأحدث انقلاباَ شاملاً في عقلية الأمّة وأخلاقها، فأعطاها الحياة بعد موتها، بشخصيّته الصادقة الحكيّمة، رغم الآلام والصعاب التي مرّت ونزلت.
كذلك تحدّث سماحته عن القرار الأخير للرئيس الأميركي، معتبراً أنّ التهديد بفعل الحراك الشعبي بدأ يتحوّل إلى فرصة حقيقية لاسترجاع أرض فلسطين، إذ ظهر بعد أسبوع واحد رهان البعض الخاطىء على نسيان القدس، معتبراً أنّ طريق المفاوضات طريق فاشل، ولا يمكن الركون إليه، ليكون الخيار الوحيد المجدي هو خيار المقاومة واستراتيجيتها، وهو السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض.
في الختام تمّ تكريم العلامة السيّد عبّاس علي الموسوي على إصداراته العلميّة، كما تمّ إعلان نتائج جائزة الرسول الأكرم (ص) الفكرية والثقافيّة السنويّة، حيث كرّمت المصطفى عدداً من الطلاب والمشاركين فيها.