بمشاركة وفدٍ من ممثّليّة المصطفى في لبنان، زار رئيس جامعة المصطفى (ص) العالميّة آية الله الشيخ الدكتور علي رضا الأعرافي تجمع العلماء المسلمين، حيث التقى مع أعضاء المجلس المركزي فيه. ورحّب رئيس الهيئة الإداريّة في التجمّع سماحة الشيخ د. حسان عبد الله بالضيف الكريم وألقى الكلمة التالية:
تأتي إلينا وسط ديجور التكفير الذي يريد أن يغطي شمسَ الإسلام المحمدي الأصيل بسوادِهِ وحقدِهِ لنُعلنَ وإياكَ أننا قومٌ نريدُ ما أراده الإمام الحسين في أيامٍ كهذه.. نريدُ "الإصلاح في أمة جدِّ الحسين(ع)".. إصلاح ما أفسَدهُ الدواعشُ ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل وحُكّامٌ عروشُهم اهترأت لكثرةِ ما حاكوا فوقها من فتنٍ ومؤامرات.. نعم.. الإصلاح.. وهذا معدِنُ فُقهنا.. وديدنُ فعلنا.. لن نتركَ هذه الأمةَ نهبَ احتضارٍ وإلا فكيف سنقابلُ رحمة الله؟.. وأيَّ الدّروبِ سنسلُكُ إن تعدّدتِ السُّبُلُ المفضيةُ إلى الضلال؟.. هذي جامعةُ المصطفى على الأُفْقِ تَزْهُو.. تَفُور بأعيننا حُلْماً خَلوبا راودنا ذاتَ ليل.. ونحنُ نعلمُ أنَّ التّشتُّتَ سرابٌ كَذوبُ.. وهذي الدمى الكاذبةُ كما الفطرياتُ تتنامى على أضلعِ الصّدرِ.. تَعْلُو.. وتَعْلُو.. فيغتالُنا التشتُّتُ والضياعُ.. كما تعلمون هناك اتفاقية موقعة بين تجمع العلماء المسلمين والحوزة العلمية والحمد لله إلى الآن التجربة جد ناجحة، أتى إلينا عدد كبير من العلماء استفدنا منهم واستفادوا أيضاً من الإطلاع على الواقع اللبناني وكنا نقوم بإعداد برنامج مهم لهم هنا على كل الصعد السياسية وزيارات المؤسسات الدينية وزيارة المؤسسات الجامعية والثقافية والفكرية، وكان أيضاً بعض العلماء منا يذهبون من خلال الحوزة خاصة إخواننا من أهل السنة إلى مناطق في إيران مناطق تواجد أهل السنة وكان لهذا الأمر كبير الأثر على علمائنا خاصة في الصورة التي رأوها ونقلوها أيضاً إلى داخل المجتمع اللبناني وبالأخص مجتمع أهل السنة والجماعة لأنكم تعرفون أن الميديا والبروبوغندا الإعلامية أن السنة في إيران مظلومون وأنهم يتعرضون للضغط ويتعرضون للتهميش ويتعرضون لكثير من الأمور، ما شاهده هؤلاء الإخوة بأعينهم مخالف تماماً لهذا الموضوع وشاهدوا ما تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأهل السنة الذين هم شعب إيران وليسوا شعباً آخر أو فئة أخرى داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بل هم شعب إيران.
شرَّفتنا يا خيرَ النّازلينَ، في دارةِ التجمُّعِ.. فأيُّ الكلماتِ يوافِقُ مزاجَ الترحيبِ بحضوركم الجليل.. هذي المفرداتُ تَنْسلُّ خَلْسةً.. يغادِرْنَ القلبَ كلاماً يعجزُ عن الوصول إلى سقف ما نريد.. فعذراً أيها الشيخُ الجليلُ عن هذا الكلامِ.. ويطيب لنا أن نقدِّمَ درعَ التجمُّع إليكم ونحن نعلمُ تماماً أن الألقاب والدروع ليست سوى وسامٍ يُعطى وذكرى قد تُنسى.. لكنّ العلماء بمواقفهم الشجاعة ونصرتهم للدينِ الحنيفِ ليسوا بحاجة لغير اسمهم..
وبعد أن قدم آية الله الأعرافي درع جامعة المصطفى (ص) للتجمع ألقى كلمة قال فيها:قبل أن أشير إلى بعض النقاط الموجزة أقدم لكم أحر التعازي بمناسبة أيام ذكرى الإمام الحسين ( عليه السلام). ويسعدني جداُ أن أتشرف بهذه الوجوه الطيبة والنيرة ولي شرف وفخر أن أكون بخدمتكم وأتشرف بكم، وطبعاً أنا وكثير في إيران الإسلام نتابع ويتابعون أحداث هذا البلد، بلد المقاومة والصمود والبلد الثقافي والحضاري، وأيضاً نحن نتابع دائماً أنباء وأخبار هذه المجموعة وهذا التجمع المبارك، وهذا التجمع نموذج من الوحدة الإسلامية والانسجام الإسلامي والتقريب بين المذاهب، وطبعاً أنا شخصياً وباسم جامعة المصطفى وباسم الحوزة ككل أشكر الإخوة والسادة والأساتذة والعلماء الأعضاء في هذا التجمع المبارك، ونفتخر بجهودكم ونشاطاتكم ونبتهل إلى المولى أن يوفقنا ويوفقكم لتوحيد صفوف الأمة وإحياء الحضارة الإسلامية في العالم الإسلامي إن شاء الله. وفي مسألة التقريب والانسجام الإسلامي هناك نظريات، وإنما النظرية الصحيحة أن المذاهب مختلفة، لكلٍ عقائد وأحكام ومبادئ، ولكن هناك في كل مذهب، وفي جميع المذاهب هناك مبادئ وأصول ممكن أن نتفق عليها ونوحد صفوفنا على أساس وحدة المذاهب وتحمل الاختلافات والمميزات، هذه هي النظرية الصحيحة، ولكن نحن في جامعة المصطفى وإن شاء الله في الحوزة في قم المقدسة وفي الحوزات العلمية نؤكد على أسس ومبادئ نشير إليها بصورة موجزة:
أولاً: نؤكد على خطاب الحضارة الإسلامية، نحن نذعن ونعتقد بأن للإسلام ثقافة وحضارة وجربنا هذه الحضارة في التاريخ المسلف، وهناك أصول ومبادئ في الإسلام يهدينا إلى صنع حضارة إلهية متجاوبة مع حضارة العصر، مواكبة لحاجات المجتمع، فأولاً نؤكد على خطاب الحضارة الإسلامية وإحياء الحضارة الإسلامية.
وثانياً: نؤكد على القراءة الصحيحة عن الإسلام مواكبة لحاجات المجتمع لصنع حضارة إسلامية، فهناك قراءات ثلاثة عن الإسلام اليوم في العالم الإسلامي، قراءة ليبرالية وقراءة متطرفة، وقراءة جامعة ومنطبقة على المبادئ الأصيلة عن الإسلام، الثورة الإسلامية ونحن في جامعة المصطفى والحوزة نؤكد على هذه القراءة الثالثة لا القراءة الليبرالية ولا القراءة المتطرفة عن الإسلام، وإذاً قضية التقريب والوحدة الإسلامية بحاجة إلى تأسيس فلسفة التقريب وإلى فقه التقريب وإلى أخلاق التقريب هذه ثلاثة شعب، هناك بعض النظريات والمقالات وبعض الكتب المدونة في هذه المجالات ولكن أظن أن هذه المجالات بحاجة إلى التوسع أكثر، نحن بحاجة إلى فلسفة التقريب بصورة واضحة وعميقة ومقنعة للعالم الإسلامي وثانية بحاجة، نحن بحاجة إلى فقه التقريب وإذاً أخلاق التقريب والانسجام الإسلامي ومضافاً إلى هذه الشعب الثلاثة التي لها علاقة بقضية التقريب علينا أن نؤكد على خطاب الوحدة والمقارنة في جميع البحوث والدراسات الإسلامية.
وختاما أشكركم على جهودكم، جهود هذا التجمع جهود مباركة، ولهذا التجمع دور بارز ونبتهل إلى المولى أن يوفقنا ويوفقكم لتوحيد صفوف الأمة والتخلص من أرجاس هذا التمزق والتطرف وللتغلب على العدو الصهيوني إن شاء الله.