بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ نوري الهمداني (دامت بركاته)
سعادة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان
سعادة المستشار الثقافي....مكاتب مراجع العظام.. العلماء الأعلام.. الأساتذة الأكارم
الأخوة الأعزاء.. الأخوات الكريمات.. أيها الحفل الكريم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
وبعد
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ نوري الهمداني (دامت بركاته)
سعادة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان
سعادة المستشار الثقافي....مكاتب مراجع العظام.. العلماء الأعلام.. الأساتذة الأكارم
الأخوة الأعزاء.. الأخوات الكريمات.. أيها الحفل الكريم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
وبعد
في أجواء عيد الله الأكبر الذي لا زلنا نستظلّ بأفياء شجرة ولايته الإلهيّة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، يُشرّفني بهذه المناسبة أن أتقدّم بأزكى التهاني وأسمى التبريكات من مقام مولانا صاحب العصر والزمان (عج) ومراجعنا العظام ولا سيّما سماحة وليّ أمر المسلمين الإمام القائد عليّ الخامنئيّ (دام ظلّه) والأمّة الإسلاميّة جمعاء وموالي أهل البيت في كلّ مكان وإليكم أيها الحضور الكريم، سائلين الله عزّ وجلّ أن يجعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) والأئمّة المعصومين، وثبّتنا الله على ذلك أبداً.
من توفيق الله عزّ وجلّ بنا في هذا الصرج المبارك؛ جامعة المصطفى العالميّة- فرع لبنان، أن تقام مراسم افتتاح العام الدراسيّ الجديد في ظلال عيد الغدير المبارك وفي يوم ما طلع الشمس بأفضل منه وهو يوم الجمعة الذي وصفه رسول الله (ص) بسيّد الأيّام يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات ويستجيب فيه الدعوات ويكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام... ومن تمام توفيقه تعالى أن شرّفَنا مشكوراً بحضوره المبارك سماحة المرجع الدينيّ آية الله العظمى الشيخ نوري الهمدانيّ (حفظه الباري) مؤذِناً بكلماته النورانيّة ببدء موسم الجدّ والاجتهاد والعلم والعمل... فباسمي وباسم جامعة المصطفى في لبنان معاونين، مدراء،أساتذة وطلّاباً أرحّب بسماحتكم أجمل ترحيب واللّسان عاجز عن التعبير عمّا يجيش في الصدر من أحاسيسَ ومشاعر السعادة والحبور للحضور بين يدي عَلَمٍ من أعلام الأمة في جمعنا هذا من أهل العلم والفضل: فحيّاكم الله وبيّاكم وأهلاً وسهلاً بكم والوفدَ المرافقَ... والشكر موصول لكم أيّها الحضور الكريم ولا سيّما سعادة سفير الجمهورية الاسلامية وممثّلي المراجع العظام والعلماء الأعلام ومسؤولي المؤسسات الثقافية والاجتماعية الايرانية واللبنانية والضيوف الكرام ممّن تجشّم عناء السفر تلبية لدعوة الجامعة، فجزاكم الله خير الجزاء...
في مثل هذه المواقف؛ حين يكون الحديث عن العلم وفضله، وفي حضور حمَلَته وأهله، قد يعجز عن إيفاء المناسبة حقَّها من كان ابنَ بَجْدتِها وفارسَ حلبتها بياناً وفصاحةً، فكيف بي وأنا الذي لم أخضْ غمارِها كغيري إلا قليلاً! هذا وكلمتي ترحيبيّة محكومة بوقت محدود لا تحتمل الإيجاز المخلّ ولا الإطناب المملّ، فلم أجد مخرجاً ممّا أنا فيه سوى اللّجوء لسيّد البلغاء والمتكلّمين وباب مدينة علم رسول ربّ العالمين الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في فضل العلم؛ حيث قال: " تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومُدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وهو عند الله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمة يُقتدى بهم، تُرمَق أعمالهم وتُقتبس آثارهم" (أمالي الشيخ الصدوق)، وكفى بهذه الكلمات شعاراً نطبّقه عمليّاً في مسيرتنا ومع بدء العام الدراسيّ الجديد حتى نضاعف جهودنا في السير على هذا الطريق حتى ننال خير الدنيا وسعادة الآخرة.
وأجدها فرصة أغتنمها في هذه العجالة لأُنَوّهَ بجهود القائمين على هذه الجامعة والعاملين فيها والمتعاونين معها بمختلف الكوادر العملية والعلمية وحتى الطلبة؛ إذ لولا إخلاصهم وتفانيهم وجهودهم وصبرهم وتحمّلهم خلال السنوات الماضية في ظلّ الظروف الصعبة التي مررنا بها لما استطعنا تنفيذ البرامج ومتابعة المشاريع وتطوير الخطط والتوسّع في المخطّطات، وهذه الروح الجهاديّة ليست بغريبة على من يحملون رسالة الأنبياء والأولياء ويسيرون على نهج الربّانيّين والعلماء الذين وصفهم الإمام الصادق (ع): "علماء شیعتنا مرابطون فی الثّغر الذی یلی ابلیس و عفاریته، یمنعونهم عن الخروج علی شیعتنا و عن أن یتسلّط علیهم ابلیس و شیعته"... ولن نتوانى في أداء المهامّ التي أُنيطَت بنا لتحقيق رسالة جامعة المصطفى العالميّة وبلوغ أهدافها العليا مستفيدين من التجارب لتعزيز نقاط القوّة ومعالجة مواطن الخلَلِ حتى يكون هذا الصرح نموذجاً يحتذى معنويّاً وروحيّاً وعلميّاً وعمليّاً ومحطّ عنايات وألطاف صاحب العصر والزمان (عج)، وكما وَجَّهَ سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) منسوبي الحوزة قائلاً: " شمّروا عن سواعد الجدّ والهمّة لأداء مسؤوليّتكم كرجال دين؛ تلك الوظيفة التي لا يمكن لأيّ تخصّص آخر أن يحلّ محلّها... كما لا ينبغي لها أن تتحوّل إلى منصّة لاصطياد المناصب وتلقّفِ المراكز... بل اجعلوا جُلّ همّكم دائماً وأبداً كسب رضى الله وإمام العصر (عج)"
في الختام، أكرّر باسمكم جميعاً شكري وترحيبي لضيفنا الكبير سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ نوري الهمدانيّ (حفظه الباري) والوفد المرافق، والشكر لكم أيّها الحضور الكريم، سائلاً الله العليّ القدير أن يكون العام الدراسيّ محطّة مضيئة أخرى بالإخلاص والعلم والعمل والخدمة، إنّه وليّ التوفيق...
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله
والسلام عليكم ورحمة الله
ممثّل جامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان
الشيخ . د . علي رضا بي نياز