بيان رئيس جامعة المصطفى (ص) العالميّة آية الله أعرافي لمناسبة حلول العام الدراسي الجديد
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحوزات العلميّة والمدارس الإسلاميّة مَعْلم بارز من معالم التراث التعليميّ والتربويّ العريق المرتكز على مبادئ فلسفة التربيّة الإسلاميّة والحوزويّة، والذي يُتوخّى منه تخريج ثلّةٍ من العلماء العاملين المتّقين، ومن المنظّرين العارفين بآلام المجتمع وآماله، والقادرين على حلّ معضلاته؛ مَثَلهم في ذلك مَثَل الطبيب الحاذق البصير، ومن أولئك الذين بلغوا قمَم المعارف، ونالوا ذروة الجهاد، فأخذوا بأيدي العباد نحو سُبل الهداية والنجاة.
تتحلّى الحوزات العلميّة في مناهجها ومضامينها بموروث عريق على الصعد التعليميّة والبحثيّة والإداريّة والمعيشيّة وعلى الأخص في الميادين الأخلاقيّة والتربويّة، الأمر الذي يميزها عن باقي المراكز العلميّة حول العالم. وإنّ صيانة هذا الموروث والسهَر على حمايته وتحصينه - مع تضمين الإفادة من التجارب الحديثة - يعدّ من الواجبات والضرورات التي لا يختلف عليها اثنان. إنّ من الحري بكم اليوم - أيها الطلبة والباحثون في العلوم الإسلاميّة وأنتم على أعتاب بداية فصل جديد من حياتكم - أن تخطوا بخطوات كبيرة على درب التعليم المقرون بالتزكية، معتمدين على وعي عميق بالأسس والأصول العريقة للحوزات العلميّة، وعلى تاريخ مفعَم بالعلم والجهاد والاجتهاد المنبثق من الفكر العقليّ القرآنيّ، ومن السُنّة المطهّرة للرسول الأعظم وأهل بيته الأطيبين (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين) وأن ترفعوا شعار "أوّل العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض الأمر إليه" فتبلغوا بمصيركم ومصير الآخرين إلى السعادة والفلاح على هدي التعاليم الوحيانيّة التي جاء بها القرآن الكريم، وتنجوا من الخيبة والخسارة الأبديّة، وتصلوا في مسير القرب الإلهي إلى القمّة والذروة. وما من شكّ في أنّ قطع هذا الطريق السامي والمتعالي أمر ممكن ومتاح؛ فمن الواجب - إذن - على جميع الأساتذة والطلبة والباحثين في الحوزات العلمية والمدارس والجامعات الإسلاميّة أن يمضوا على هذا الدرب القرآنيّ، وأن يوغلوا في تبيينه وشرحه، وأن يمهّدوا كل ّالأرضيات اللازمة لتحققه.
إنّني إذ أقدّم لكلّ الطلبة والأساتذة تهنئتي بمناسبة انطلاق السنة الدراسيّة الجديدة، أودّ أن أنبّه على نقاط:
إنّني إذ أقدّم لكلّ الطلبة والأساتذة تهنئتي بمناسبة انطلاق السنة الدراسيّة الجديدة، أودّ أن أنبّه على نقاط:
أولاً: تقتضي المكانة العلميّة والدور المعرفي والمرجعيّة الفكريّة التي تتحلى بها جامعة المصطفى أن يساهم جميع الطلبة والفضلاء والمحصّلين والأساتذة والباحثين والمختصّين والمسؤولين في هذا الصرح العلمي الكبير بتخطيطهم وجهادهم في النهوض بمستوى الجودة وإتقان العمل، وفي التمهيد لإنتاج فكر إسلاميّ نقيّ، والترويج للخطاب المنبثق من المعارف الإلهيّة بما يتلاءم مع العالم المعاصر، وهو طريق يستوجب من سالكه - علاوةً على تحصيل العلم والمعرفة - أن يتسلّح بسلاح البصيرة والمثابرة والجهاد.
ثانياً: إنّنا إذ نستبشر بانهيار حصون الإرهاب والتكفير، نؤكّد على تقديم حلول جذريّة ناجعة لجميع الاضطرابات والانتكاسات التي يعاني منها العالم الإسلاميّ من خلال صياغة النظريّات والمفاهيم الإسلاميّة الأصيلة الأخّاذة، وعرضها بأساليب محبّبة، تستخدم فيها شتّى وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت، لنقدّم بذلك أنموذجاً للحوزة العلميّة المسؤولة والرشيدة والثوريّة.
ثالثاً: تعتزّ جامعة المصطفى (ص) بوضعها حجر الأساس لنظام جديد ونمط حديث وأنموذج عصري في شبكة أنظمتها؛ لا سيّما في مجال النظام التعليمي المرتكز على مبادئ الحوزة العلميّة وبالإفادة من التجارب الجديدة المواكبة لاحتياجات العصر المتنوّعة والمتعدّدة، وهي الآن على وشك الفراغ من تكميل أطروحة حديثة لتطوير الجانب التعليميّ، تمهيداً لتنفيذه قريباً، الأمر الذي يستدعي من جميع الأساتذة والطلبة والمحصّلين مساهمتهم على مستوى النقد والتكميل والتنفيذ الدقيق.
رابعاً: يتوقّع من جميع الطلبة والأساتذة والمسؤولين والعاملين بذل قصار الجهد في ميدان القضايا الأخلاقيّة والتربويّة الرامية إلى رقيّ الروح، وعلوّ الشخصيّة الفرديّة والعائليّة والاجتماعيّة، وأن يجعلوا من هذا الموضوع محوراً لفعّاليّاتهم، وألا يألوا أيّ جهد أو اهتمام في سبيل الحفاظ على جامعة المصطفى (ص) من جميع الأخطار.
خامساً: نؤكّد على الاهتمام بكافّة الفصول والعناوين والآفاق التخطيطيّة الخماسيّة الثانية لجامعة المصطفى، وكذلك الاهتمام بتنفيذ رؤية النموّ والرقيّ والتنمية الخاصّة بهذه الجامعة، ومن الضروري أن تكون السنة الدراسيّة الجديدة مفعمةً بالأمل والهمّة واستشراف المستقبل، وأن تنتهي إلى منجزات مرسومة مسبقاً. وهنا يتوجّب علينا أن نمدّ يد الاستعانة والاستغاثة إلى المولى -عز وجل-، وأن نتوكّل عليه، موطنين أنفسنا لتحمّل شتّى الصعاب والنوائب؛ دون أن نخاف أو نرتاب من أيّ عَقَبة أو معضلة.
سادساً: يتحتّم على جميع المراكز والمؤسّسات والمدارس والحوزات العلميّة الناشطة في جميع أنحاء العالم أن تخطو بخطوات أساسيّة وجديدة نحو الرقيّ والاستقلال والتنمية، ويتوجّب على الخرّيجين الأفاضل أن يزيدوا من نشاطهم وبرامجهم الفعّالة بعزم وثبات.
إنّني في طليعة هذه السنة الدراسيّة للحوزات العلميّة والمدارس والجامعات التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالميّة، إذ أهنّئكم بحلول فصل تتفتّح فيه براعم الإيمان والعلم والعمل والتزكية، وأباركه لجميع الطلبة والأساتذة والمسؤولين والمعنيّين، أبتهل إلى الله -عزّ وجل- أن يمنّ علينا بالتوفيق والنجاح، وأن يلهمنا نفاذ البصيرة والإلمام بالظروف المحيطة؛ إنّه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
علي رضا الأعرافي
محرّم الحرام 1438هـ
ثانياً: إنّنا إذ نستبشر بانهيار حصون الإرهاب والتكفير، نؤكّد على تقديم حلول جذريّة ناجعة لجميع الاضطرابات والانتكاسات التي يعاني منها العالم الإسلاميّ من خلال صياغة النظريّات والمفاهيم الإسلاميّة الأصيلة الأخّاذة، وعرضها بأساليب محبّبة، تستخدم فيها شتّى وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت، لنقدّم بذلك أنموذجاً للحوزة العلميّة المسؤولة والرشيدة والثوريّة.
ثالثاً: تعتزّ جامعة المصطفى (ص) بوضعها حجر الأساس لنظام جديد ونمط حديث وأنموذج عصري في شبكة أنظمتها؛ لا سيّما في مجال النظام التعليمي المرتكز على مبادئ الحوزة العلميّة وبالإفادة من التجارب الجديدة المواكبة لاحتياجات العصر المتنوّعة والمتعدّدة، وهي الآن على وشك الفراغ من تكميل أطروحة حديثة لتطوير الجانب التعليميّ، تمهيداً لتنفيذه قريباً، الأمر الذي يستدعي من جميع الأساتذة والطلبة والمحصّلين مساهمتهم على مستوى النقد والتكميل والتنفيذ الدقيق.
رابعاً: يتوقّع من جميع الطلبة والأساتذة والمسؤولين والعاملين بذل قصار الجهد في ميدان القضايا الأخلاقيّة والتربويّة الرامية إلى رقيّ الروح، وعلوّ الشخصيّة الفرديّة والعائليّة والاجتماعيّة، وأن يجعلوا من هذا الموضوع محوراً لفعّاليّاتهم، وألا يألوا أيّ جهد أو اهتمام في سبيل الحفاظ على جامعة المصطفى (ص) من جميع الأخطار.
خامساً: نؤكّد على الاهتمام بكافّة الفصول والعناوين والآفاق التخطيطيّة الخماسيّة الثانية لجامعة المصطفى، وكذلك الاهتمام بتنفيذ رؤية النموّ والرقيّ والتنمية الخاصّة بهذه الجامعة، ومن الضروري أن تكون السنة الدراسيّة الجديدة مفعمةً بالأمل والهمّة واستشراف المستقبل، وأن تنتهي إلى منجزات مرسومة مسبقاً. وهنا يتوجّب علينا أن نمدّ يد الاستعانة والاستغاثة إلى المولى -عز وجل-، وأن نتوكّل عليه، موطنين أنفسنا لتحمّل شتّى الصعاب والنوائب؛ دون أن نخاف أو نرتاب من أيّ عَقَبة أو معضلة.
سادساً: يتحتّم على جميع المراكز والمؤسّسات والمدارس والحوزات العلميّة الناشطة في جميع أنحاء العالم أن تخطو بخطوات أساسيّة وجديدة نحو الرقيّ والاستقلال والتنمية، ويتوجّب على الخرّيجين الأفاضل أن يزيدوا من نشاطهم وبرامجهم الفعّالة بعزم وثبات.
إنّني في طليعة هذه السنة الدراسيّة للحوزات العلميّة والمدارس والجامعات التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالميّة، إذ أهنّئكم بحلول فصل تتفتّح فيه براعم الإيمان والعلم والعمل والتزكية، وأباركه لجميع الطلبة والأساتذة والمسؤولين والمعنيّين، أبتهل إلى الله -عزّ وجل- أن يمنّ علينا بالتوفيق والنجاح، وأن يلهمنا نفاذ البصيرة والإلمام بالظروف المحيطة؛ إنّه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
علي رضا الأعرافي
محرّم الحرام 1438هـ