لمناسبة ولادة الرسول الأمجدِ محمّد (ص) وولادة حفيده الإمام الصادق (ع)، أقامت جامعة المصطفى (ص) العالميّة -فرع لبنان- الحفل السنوي الثالث لإحياء ذكرى ولادة نبيّ الرحمة والهدى (ص)، وقد حضر الحفل كلّ من: سعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية السيّد الدكتور محمّد فتح علي، ممثّل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثّل غبطة بطريرك الروم الكاثوليك الأب جورج نجّار، ممثّل آية الله العظمى السيّد علي السيستاني الحاج حامد الخفّاف، ممثّل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق، ممثّل جامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان سماحة الدكتور الشيخ علي رضا بي نياز، إضافة إلى حشدٍ من العلماء الأجلاء والشخصيّات والفاعليّات الدينيّة، والاجتماعيّة، إلى جانب أساتذة الجامعة وطلابها وطالباتها.
وبتقديمٍ وتعريف من سماحة الشيخ إبراهيم بريدة، افتتح الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم، تلاه النشيد الوطني اللبناني، وأعقبه كلام ترحيبيّ لممثّل المصطفى (ص) في لبنان الدكتور بي نياز، الذي بارك للحضور ذكرى الولادة الميمونة لنبيّ الرحمة والهدى (ص) وحفيده أستاذ الأئمّة والفقهاء الإمام الصادق (ع) كما رحّب بالحضور الكريم، شاكراً اجتماعهم وحُسنَ تلبيتهم للدعوة، متطرّقاً خلال كلمته إلى التحديات الراهنة، التي تستلزم ضرورة رفعِ شعارات الوحدة بمفاهيم الرحمة والحب، ورأب الصدع وتوحيد الكلمة والصفوف، مشدّداً على أنّ توحيد المواقف، ومواجهة الظلام يحتاج عملاً مثابراً دائماً، في سبيل محاربة التطرّف والاستكبار.
بعد ذلك كانت الكلمة لسماحة المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي تحدّث عن سماحة المبعوث رحمة، ورائدية الإسلام في سمو مفاهيمه، وجميل معانيه، إذ أتى بالتكريم وليس التنكيل، وبالوصل وليس القطع! الأمر الذي يدعونا إلى رفع شعارات العيش المشترك، عبر تعظيم الإنسان وتكريمه، بما ورد في الدين، معتبراً أنّه لو طبّقت تعاليم المسيح (ع) ومحمّد (ص) لأصبح الوطن جنّة، لولا تفرقة السياسة وبعض أهلها.
وفي كلمة له عن التراحم والسماحة، تحدّث ممثّل غبطة بطريرك الروم الكاثوليك الأب جورج نجّار عن نظرة الكنيسة للمسلمين، منوّهاً إلى جملة من الخصائص والمشتركات، داعياً إلى صيانة العدالة الاجتماعّية والسلام والحريّة، معرّجاً إلى التحدّيات المشتركة، في سبيل المواجهة الفاعلة، والعمل لأجل مستقبلٍ مشرق للأجيال كافّة.
بعدها كانت الكلمة لنائب رئيس جامعة المصطفى (ص) العالمية سماحة الشيخ محمّد حسن مهدوي مهر، الذي هنّأ للحضور المناسبات المباركة والمجيدة، مبلّغاً تحيات رئيس الجامعة آية الله أعرافي، متطرّقاً خلال حديثه إلى الصراعات التي أثارها الاستكبار العالمي، والصهيوني، وصولاً إلى التكفيريّ، مركّزاً على الوحدة الإسلامّية، ولزوم التضامن مع الأديان لما فيه من صلاح ورفعة لبنيان القوة والنجاح والنّصر.
أما الكلمة الأخيرة فكانت لممثّل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق الذي بيّن مواجع المرحلة، في الزمن الذي يشوّه فيه الدين الإسلامي والمسيحي، الأمر الذي يوجب التأكيد إلى أن الإرهاب التكفيري ونهجه يشكّل وباءً قاتلاً يهدّد الإنسانيّة جمعاء، معتبراً أنّ نيران التكفير وصلت إلى كلّ بلد ما عدا إسرائيل!! إذ نراه يستنزف ويحارب الجيوش، لكنه ينام عن فلسطين وجرحها! الأمر الذي يدعونا للاعتصام بوحدة الموقف، كي لا يقدّم الإسلام ديناً للتوحّش فلا يبقى من البلدان إلا مشهد الخراب، وضياع القدس والمقدسات.
وفي الختام تمّ تكريم العلامة الحجّة السيّد محمّد حسن ترحيني على إصداراته العلميّة القيّمة، كما تمّ إعلان نتائج جائزة الرسول الأكرم (ص) الفكرية والثقافيّة السنويّة، حيث كرّمت المصطفى عدداً من الطلاب والمشاركين فيها.