بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمّد المصطفى وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين إلى قيام يوم الدين.
الحمد الله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين (ع)
يسرّني أن أبدأ أولاً بالترحيب بالحضور الكريم، لا سيّما راعي الحفل الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان سماحة العلامة الشيخ محمّد يزبك الذي شرفنا بحضوره ورعايته.
كما أرحّب بحضور ومشاركة الحوزات العلميّة في لبنان، والحفل مشترك فهم أهل هذا الحفل وهم أهل الحفاوة وهم أهل المحبة والتقدير.
قال أمير المؤمنين وسيد الوصيين ومولى الموحّدين يصف أهل بيت النبوة والعترة الطاهرة: (ِإلَيْهِمْ يَفِيءُ الْغَالِي ، وبِهِمْ يُلْحَقُ التَّالِي . ولَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلَايَةِ ، وفِيهِمُ الْوَصِيَّةُ والْوِرَاثَةُ)
نعيش في هذه الأيام المباركة والميمونة والتي أطلق عليها أيام الولاية، ذكرى الغدير وتجديد العهد مع الأمير (ع) ومع أهل بيته الطيبين الطاهرين. نستذكر في سيرة المولى (عليه السلام) الوظيفة والدور والعزم والهمة ونحن أتباع مدرسته التي نفتخر بأنّنا نحمل لواءه وننادي باسمه ونسعى لنشر تعاليمه ومعارفه.
إنّ كلام الأمير (ع) هذا يؤكّد على محوريّة الولاية في حركة الأمّة، فالناس لا بد وأن تكون بين من يرجع إليهم فلا يتقدم ومن يلحق بهم فلا يتأخر، ولا يمكن أن تكون النجاة في الدنيا والفوز في الآخرة إلا من خلال الالتزام بهذه المحورية. إنّ من أهم وظائف الحوزات العلميّة هي الأخذ بيد الناس باتجاه محورية الولاية هذا، أي إن من المهام الملقاة على عاتق الحوزات العلميّة أن تعمل أولاً على تعميق مفهوم الولاية من خلال الدراسات والأبحاث والإثراء العلمي لهذا المفهوم، ثم العمل على نشره بين الناس وبثه على مسامعهم وترسيخه في نفوسهم، ثم مواجهة خصومه والمشككين به، ودفع الشبهات التي يثيرها المغرضون.
إننا نعيش في نعمة هذه الولاية، ومن حقّ هذه النعمة أن نشكر المنعم بها علينا، وشكره يتمثل بأداء حق هذه النعمة، وما أداء حقها الا بالالتزام بالوفاء بما عهدته إلينا، نحن ورثة هذه الولاية ونقف أمام الله -عز وجل- وقد أخذنا على أنفسنا أن نكون حملة علمه والمدافعين عن دينه وعن ولاية أوليائه. إننا ما نسعى اليه هو أن نكون من أفضل عباد الله الذين وصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ ، هُدِيَ وهَدَى ، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً ، وأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً . وإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ ، وإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ . وإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وضُلَّ بِهِ ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً ، وأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً).
يتميّز اجتماعنا هذا الذي يتفيء اليوم ظلال ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ويستنير بخط الولاية المستمر من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) إلى من جعلوه نائباً لهم في غيبتهم وولوه على الناس للذود عن حمى ولايتهم، يتميّز بهذا الاجتماع للحوزات العلميّة في لبنان الحبيب، ففي جغرافيا لبنان بلد العلم والعلماء تتوزع الحوزات العلمية التي تعمل على تنشئة حملة فكر الولاية وأصحاب نور البصيرة، ولا بد لهذه الحوزات أن تتلاقى على أهدافها المشتركة وأن تخطط بنحو جماعي، وأن تتكاتف في بذل طاقاتها من أجل الوصول إلى غاياتها.
لقد سعت جامعة المصطفى (ص) العالميّة وبتوصية خاصة من قبل الولي الفقيه الإمام الخامنئي حفظه المولى للتواصل مع الحوزات في كل انحاء العالم، وقد جعلت من مهمامها أن تقوم بدور في مجال هذا التلاقي لا سيّما وأن سماحة القائد أوكل إليها هذا، وجعلها مسؤولة عن هذا الأمر، فبادر فرع جامعة المصطفى (ص) في لبنان وقبل سنوات للتواصل مع الحوزات العلميّة في لبنان وبحمد الله ومننه توفقنا لأن نوقع اتفاقيات التعاون مع عشر حوزات علميّة، وليس لنا من غرض في ذلك إلا توحيد الجهود وفتح الفرص أمام طلاب العلم أينما كانوا وتيسير ما يمكّنهم من التحصيل العلمي ومن القيام بالدور الموكل إليهم.
في ظل ما أنجز للآن ـ ولا ننكر أننا نشعر بالكثير من التقصير أمام تلبية الحاجات الواسعة ـ رأينا ضرورة أن تشكل بداية العام الدراسي فرصة للاجتماع وأن يكون في هذا الاجتماع تكريم العلم بتكريم أهله، فجعلنا بركة هذا الحفل في تكريم المتفوقين والمتميّزين من الحوزات العلميّة المتعاونة، ليكون في ذلك باباً للتعارف والتكامل، وحثاً على الرقي وعملاً بالأمر الإلهي برفعة مكانة أهل العلم.
إننا نغتنم فرصة اليوم لنطلق مبادرتنا في فكرة جعل احتفال سنوي يتكرر في كل عام يعلن فيه عن انطلاق الدراسة في كل عام حوزوي جديد وفي كافة الحوزات العلميّة، وفي هذه الفكرة تظهير للعمل المشترك، وتلاق على الغايات المشتركة. كما نؤكّد على ما نسعى للعمل عليه من خلال التواصل مع الحوزات المتعاونة وبعض الشخصيات العلمية من عقد مؤتمر سنوي يتمّ التداول فيه بالقضايا المشتركة بين الحوزات، ليجمع هذا المؤتمر الدراسات والأبحاث المكتوبة والمدونة والخطط التي تؤول على معالجة المشكلات والرقي بالمستوى العلمي للحوزات، فالتلاقي على المناقشة بنحو خاص وداخلي ونقل التجارب بين الحوزات أمر في غاية الأهمية نجد الفرصة اليوم لنعلن عن انطلاقته ومتابعتنا له.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمّد المصطفى وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين إلى قيام يوم الدين.
الحمد الله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين (ع)
يسرّني أن أبدأ أولاً بالترحيب بالحضور الكريم، لا سيّما راعي الحفل الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان سماحة العلامة الشيخ محمّد يزبك الذي شرفنا بحضوره ورعايته.
كما أرحّب بحضور ومشاركة الحوزات العلميّة في لبنان، والحفل مشترك فهم أهل هذا الحفل وهم أهل الحفاوة وهم أهل المحبة والتقدير.
قال أمير المؤمنين وسيد الوصيين ومولى الموحّدين يصف أهل بيت النبوة والعترة الطاهرة: (ِإلَيْهِمْ يَفِيءُ الْغَالِي ، وبِهِمْ يُلْحَقُ التَّالِي . ولَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلَايَةِ ، وفِيهِمُ الْوَصِيَّةُ والْوِرَاثَةُ)
نعيش في هذه الأيام المباركة والميمونة والتي أطلق عليها أيام الولاية، ذكرى الغدير وتجديد العهد مع الأمير (ع) ومع أهل بيته الطيبين الطاهرين. نستذكر في سيرة المولى (عليه السلام) الوظيفة والدور والعزم والهمة ونحن أتباع مدرسته التي نفتخر بأنّنا نحمل لواءه وننادي باسمه ونسعى لنشر تعاليمه ومعارفه.
إنّ كلام الأمير (ع) هذا يؤكّد على محوريّة الولاية في حركة الأمّة، فالناس لا بد وأن تكون بين من يرجع إليهم فلا يتقدم ومن يلحق بهم فلا يتأخر، ولا يمكن أن تكون النجاة في الدنيا والفوز في الآخرة إلا من خلال الالتزام بهذه المحورية. إنّ من أهم وظائف الحوزات العلميّة هي الأخذ بيد الناس باتجاه محورية الولاية هذا، أي إن من المهام الملقاة على عاتق الحوزات العلميّة أن تعمل أولاً على تعميق مفهوم الولاية من خلال الدراسات والأبحاث والإثراء العلمي لهذا المفهوم، ثم العمل على نشره بين الناس وبثه على مسامعهم وترسيخه في نفوسهم، ثم مواجهة خصومه والمشككين به، ودفع الشبهات التي يثيرها المغرضون.
إننا نعيش في نعمة هذه الولاية، ومن حقّ هذه النعمة أن نشكر المنعم بها علينا، وشكره يتمثل بأداء حق هذه النعمة، وما أداء حقها الا بالالتزام بالوفاء بما عهدته إلينا، نحن ورثة هذه الولاية ونقف أمام الله -عز وجل- وقد أخذنا على أنفسنا أن نكون حملة علمه والمدافعين عن دينه وعن ولاية أوليائه. إننا ما نسعى اليه هو أن نكون من أفضل عباد الله الذين وصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ ، هُدِيَ وهَدَى ، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً ، وأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً . وإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ ، وإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ . وإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وضُلَّ بِهِ ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً ، وأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً).
يتميّز اجتماعنا هذا الذي يتفيء اليوم ظلال ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ويستنير بخط الولاية المستمر من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) إلى من جعلوه نائباً لهم في غيبتهم وولوه على الناس للذود عن حمى ولايتهم، يتميّز بهذا الاجتماع للحوزات العلميّة في لبنان الحبيب، ففي جغرافيا لبنان بلد العلم والعلماء تتوزع الحوزات العلمية التي تعمل على تنشئة حملة فكر الولاية وأصحاب نور البصيرة، ولا بد لهذه الحوزات أن تتلاقى على أهدافها المشتركة وأن تخطط بنحو جماعي، وأن تتكاتف في بذل طاقاتها من أجل الوصول إلى غاياتها.
لقد سعت جامعة المصطفى (ص) العالميّة وبتوصية خاصة من قبل الولي الفقيه الإمام الخامنئي حفظه المولى للتواصل مع الحوزات في كل انحاء العالم، وقد جعلت من مهمامها أن تقوم بدور في مجال هذا التلاقي لا سيّما وأن سماحة القائد أوكل إليها هذا، وجعلها مسؤولة عن هذا الأمر، فبادر فرع جامعة المصطفى (ص) في لبنان وقبل سنوات للتواصل مع الحوزات العلميّة في لبنان وبحمد الله ومننه توفقنا لأن نوقع اتفاقيات التعاون مع عشر حوزات علميّة، وليس لنا من غرض في ذلك إلا توحيد الجهود وفتح الفرص أمام طلاب العلم أينما كانوا وتيسير ما يمكّنهم من التحصيل العلمي ومن القيام بالدور الموكل إليهم.
في ظل ما أنجز للآن ـ ولا ننكر أننا نشعر بالكثير من التقصير أمام تلبية الحاجات الواسعة ـ رأينا ضرورة أن تشكل بداية العام الدراسي فرصة للاجتماع وأن يكون في هذا الاجتماع تكريم العلم بتكريم أهله، فجعلنا بركة هذا الحفل في تكريم المتفوقين والمتميّزين من الحوزات العلميّة المتعاونة، ليكون في ذلك باباً للتعارف والتكامل، وحثاً على الرقي وعملاً بالأمر الإلهي برفعة مكانة أهل العلم.
إننا نغتنم فرصة اليوم لنطلق مبادرتنا في فكرة جعل احتفال سنوي يتكرر في كل عام يعلن فيه عن انطلاق الدراسة في كل عام حوزوي جديد وفي كافة الحوزات العلميّة، وفي هذه الفكرة تظهير للعمل المشترك، وتلاق على الغايات المشتركة. كما نؤكّد على ما نسعى للعمل عليه من خلال التواصل مع الحوزات المتعاونة وبعض الشخصيات العلمية من عقد مؤتمر سنوي يتمّ التداول فيه بالقضايا المشتركة بين الحوزات، ليجمع هذا المؤتمر الدراسات والأبحاث المكتوبة والمدونة والخطط التي تؤول على معالجة المشكلات والرقي بالمستوى العلمي للحوزات، فالتلاقي على المناقشة بنحو خاص وداخلي ونقل التجارب بين الحوزات أمر في غاية الأهمية نجد الفرصة اليوم لنعلن عن انطلاقته ومتابعتنا له.