مقابلة جريدة اللواء مع سماحة مدير المصطفى (ص) - فرع لبنان
على هامش اللقاء التكريمي للعلاّمة المجتهد الشيخ حسن طراد العاملي الذي اقامته جامعة المصطفى (ص) العالميّة، «اللــــــواء الإسلامي» التقى ممثّل جامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان سماحة الشيخ مصطفى جعفري الذي حدّثنا عن دور الجامعة والاختصاصات التي تدرّسها بالإضافة إلى الغاية من تكريم العلاّمة الشيخ حسن طراد العاملي فكان هذا اللقاء..
نبذة تاريخية
بداية ًجانب سماحة الشيخ جعفري بصفتكم ممثل لجامعة المصطفى (ص) التي كرّمت العلاّمة الشيخ حسن طراد هل يُمكن تقديم نبذة عن الجامعة؟
- أنشأت جامعة المصطفى (ص) على أساس أنّها حوزة، مع إدخال المناهج الجديدة التي تشتمل على الوحدات الدراسيّة. وتاريخ الحوزة قديم جداً يعود لأكثر من 1000 سنة منذ عهد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مروراً بزمن الشيخ الطوسي الذي أسس الحوزة العلميّة في النجف الأشرف.
وعبر كل تاريخ هذه الحوزات الموجودة في بلاد العالم الإسلامي المختلفة في النجف الأشرف والحلّة في العراق إلى جبل عامل في لبنان إلى حلب في سوريا إلى قمْ المقدّسة في إيران، تطوّرت هذه المؤسّسة مع التطورات العلميّة واعتمدت المناهج الجديدة، وهكذا تطورت جامعة المصطفى (ص) بالإستفادة من المؤسسات التعليميّة في العالم ومناهجها، فكانت مواكبة للحداثة والعصرنة تعيش بين الأصالة والحداثة.
هل لكم أن تشيروا إلى أهم الاختصاصات التي تدرّسُها جامعة المصطفى (ص) العالميّة؟
- إنّ جميع الإختصاصات المرتبطة بالعلوم الدينيّة والحضارات الإسلاميّة والعلوم المرتبطة بالأديان والمذاهب من علم الكلام والفلسفة والأصول والفقه والتفسير والتاريخ الإسلامي والتربية الإسلاميّة إلى غير ذلك من التخصصات المختلفة تقدّمها الجامعة منهلاً بين يدي طلابها وروّادها الكرام.
وتبدأ الدروس والتخصّصات من مرحلة الإجازة وصولاً إلى الدكتوراه، كما ويوجد لجامعة المصطفى (ص) انتشار في أكثر من سبعين فرع من قارات ودول آسيا وأفريقيا وأوروبا حول العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة المصطفى (ص) تعمل باعتماد سياسة التقريب والوحدة بين المذاهب والأديان ونحن نربي الطلبة على أسس ترسيخ دعائم الوحدة الإسلاميّة والوحدة الدينيّة والتقريب بين المذاهب بمواجهة كل دعوات التكفير، إنّنا نريد أن نربي طالباً يدعو الناس إلى الإسلام وكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة والمنطق هو الاعتماد على التفكير والعقل لا على الإبعاد والتنفير، وعلى أنسنة الإنسان واحترام الإنسان.
تكريم العلاّمة طراد
ما الغاية من تكريم العلاّمة الشيخ حسن طراد؟
- إن احترام حق الإنسان أساس، ومن الحقوق حقّ التكريم وحول حق الأستاذ بالتكريم يوجد لدينا رواية عن علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: "وأما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له، والتوقير له والإقبال عليه"، والعلاّمة الحجة الشيخ حسن طراد كان من كبار أساتذة الحوزة العلميّة خلال ربع قرن في حوزة الرسول الأكرم (ص) التابعة للجامعة لذا كان الواجب علينا وأقل الوفاء لهذا الأستاذ العظيم، وبالتالي أقامت جامعة المصطفى (ص) هذا الاحتفال لتكريمه بحضور رئيسها سماحة آية الله الشيخ أعرافي مع كبار مساعديه من أجل تكريمه لأننا حين نُكرّم المعلم نُكرّم العلم، ونشجع الطلبة والأساتذة على السعي والمثابرة والاجتهاد والبحث العلمي أسوة بما سار عليه هذا العلاّمة المُكرّم.
إنّ المجتمع إذا وقّر معلمه يوقر العلم فيتطور على درب الرقي.. أما المجتمع الذي لا يحترم المعلم فهو مجتمع جاهلي، ويعتبر التحفيز والتشجيع لمسيرة العلم (العلم والعلماء) إحياء لشعلة المعرفةِ والإبداع.
من المفارقة أن هذا التكريم هو تكريم لأحد العلماء المعاصرين الذين قدموا للساحتين الإسلامية والوطنية خدمات لأكثر من نصف قرن... وكون العلاّمة الشيخ حسن طراد هو آخر المعاصرين من جيله فيجب أن يكرم في حياته وهذا أفضل من أن نكرم الأموات، فهذه خطوة جديدة وسابقة تردّ له بعض جميل إنجازاته وعطاءاته وهي تعتبر بمثابة سنّة حسنة ومن سنَّ سنَّة حسنة فله أجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
كلمة أخيرة
هل من كلمة أخيرة توجهونها للطلبة أو الأساتذة؟
- في زمن التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية أدعو الشباب إلى التوجه نحو طلب العلم حيث أن العلم هو المحيط ومن يملك العلم يملك القوة والسيطرة ويجب أن يكون العالم في خدمة الإنسان والأخلاق ولا يكون في خدمة القوّة والهيبة بل العلم الموصل إلى الفضائل والأخلاق والتضحية والإيثار...
وبالعلم نستطيع مواجهة التحديات والمشكلات التي تواجه عالمنا الإسلامي ونحقق الأماني والطموحات وننشر العدالة الإجتماعية ونعمم ثقافة السلام واحترام الإنسان ومعتقده لا ثقافة إلغاء الآخر والتقاتل والعنف... حيث أن بعض العلم في خدمة القوة والتسلط في العالم، نحن نريد علماً لخدمة الإنسانية نريد علماً لخدمة الشعوب لا السيطرة والتسلط عليها.
يجب أن يكون طالب العلم طالباً مجتهداً ومخلصاً مجداً في طلب العلم ويطلب العلم لله تعالى وليس للسمعة والسيطرة والمفاخرة أمام الناس، والعلم إذا كان لله تعالى طبعاً يكون في خدمة خلق الله وهم الناس والشعب، ويقدّم أزكى الأخلاق الإنسانية الجيدة التي تمد الإنسان، وفي مقدّم العلوم، العلوم الإلهلية المنبعثة من مبدأ الوحي، وهي العلوم الإسلامية التي تدرّس في جامعة المصطفى (ص) ونوصي الشباب الذين لديهم الشوق إلى هذه العلوم الحوزوية أن يسجّلوا أسمائهم حتى يتعرفوا على العلوم المتخذة من القرآن الكريم وأهل البيت (عليه السلام).
وإذ نشكر لفتة جريدة «اللــــــواء» على اهتمامها وتغطيتها لهذه المقابلة حول تكريم العلماء لِمَا في ذلك من أثر كبير من دعم مسيرة العلم والعلماء.
السبت,7 تموز 2012 الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣
جريدة اللواء اللبنانية