تكريم العلامة المحقّق السيّد جعفر مرتضى العاملي
برعاية رئيس جامعة المصطفى (ص) العالميّة وممثّل الإمام الخامنئي (دام ظلّه) سماحة آية الله الشيخ الدكتور علي رضا أعرافي، وتقـديراً لـمسيرته العلمـيّة الـفـذّة وعطـاءاتـه لأكـثر مـن نـصف قـرن في خدمة رسالة الإسلام والحوزة العلميّة؛ أقامت جامعة المصطفى (ص) العالميّة في لبنان الحفل التكريمي العلمائي السنوي الرابع، حيث كرّمت فيه العلامة المحقّق السيّد جعفر مرتضى العاملي، بحضور حشدٍ كبيرٍ من العلماء والفاعليّات الدينيّة، والاجتماعيّة، والبلديّة، والدبلوماسيّة، والإعلاميّة، والحزبيّة وعلى رأسهم عضو مجلس أمناء جامعة المصطفى (ص) العالميّة في قم سماحة آية الله الشيخ محمّدي عراقي، وممثّل المرجع الديني آية الله العظمى السيّد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف، وممثل آية الله العظمى السيّد محمّد سعيد الحكيم السيد حيدر الحكيم، وممثل آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي الشيخ علي بحسون، وممثل سعادة سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية السيد مرتضائي، وممثّل نائب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ورئيس جامعة الأديان في قمّ المقدّسة العلامة الدكتور السيّد نوّاب، وممثّل مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، ومدراء وعدد من أساتذة الحوزات العلميّة في لبنان، إلى جانب ممثّل المصطفى في لبنان سماحة الشيخ الدكتور علي رضا بي نياز، بالإضافة إلى حشدٍ من الطلاب والطالبات والضيوف الكرام.
كلمة ممثّل المصطفى في لبنان:
وبعد تقديم آيات بيّنات من الذكر الحكيم، صُدّر الحفل بكلام لممثّل المصطفى (ص) في لبنان سماحة الشيخ الدكتور علي رضا بي نياز الذي بيّن أنّ التكريم شرف عظيمٌ للجامعة، حيث تهدف من خلاله إلى تكريم العلماء الأجلاء الّذين أناروا الساحة بعلمهم، وقدّموا الكثير في سبيل الدين وأهله، شاكراً الحضور الكريم لطيف مشاركتهم، معرّجاً على شخصيّة المُكرّم، الذي اختارته المصطفى كشخصيّة علميّة لهذا العام، تقديراً لعلمه وجهده فيما قدّمه على امتداد نصفٍ قرن من الزمن وأكثر.
كلمة المفتي الجعفري الممتاز:
وحول جلالة العلم وفضله، وعظمة من اجتمع الحفل لأجله، كانت الكلمة باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى للمفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان، حيث تحدّث عن التاريخ الذي ندفع أثمانه في كل ما حمله التراث الذي جيّرته السلطة بخلفية تحكيم السيف، وإسكات الحق، مناشداً قراءة التاريخ بالقرآن والمنطق، والدفاع عن الحق والحقيقة عبر فلسفة التعاون على التقوى لا على الإثم والعدوان، كالذي يحصل اليوم في بعض البلدان الإسلامية، منوّهاً بالجهد المبارك العظيم لسماحة السيد المكرّم الذي امتطى صهوة البحث والمعرفة، مدافعاً عن الحق ومتبحّراً في إيصال علمه النافع إلى الناس.
كلمة تلامذة المُكرّم:
وباسم تلامذة المُكرّم، اعتلى المنبر سماحة الشيخ إسماعيل حريري، الذي بيّن أنّ شهادة التلميذ مجروحة بحقّ معلّمه، لكنّها شهادة أمام الله تعالى، حيث تحدّث عن الكثير من الصفات التي تحلّى بها العلامة المحقّق، مشيراً إلى عدد من القصص والشواهد المؤثرة في وصفه؛ معتبراً إيّاه المفيد فيما برع، وعلم الهدى فيما زاد وزرع، والعلامة في كشف الحق والعقيدة، والمحقق بل فخر المحققين في إيضاح ما أشكل، كما اعتبره السيّد شرف الدين في دفاعه المبين، وهو الذي قد رُصّعت مؤلفاته بجواهر الكلام التي غدت روضة بهية يرتع فيها محبو العلم وطالبو المعرفة.
كلمة أصدقاء المُكرّم:
وباسم أصدقاء المُكرّم، اعتلى المنبر سماحة السيّد مرتضى مرتضى، الذي تحدّث عن أخيه في جملة ما فيه، منوّهاً إلى رائديّة التحقيق في شخصيّته، حيث بدأ بالتحقيق وهو في بداية دراسته (العام 1965م) كما أعاد قراءة الكتب بعد سنوات طوال، محاكماً التاريخ المكتوب، بعملٍ جبّارٍ تقوم به جماعة في العادة، لكنه قام به مفرداً، معتبراً أن السيّد بعث التاريخ من جديد، وعلينا أن نعيد قراءته لنكتبه للأجيال بعد التزييف والتضليل الذي وقع على امتداد الزمن.
وقد عرضت جامعة المصطفى (ص) فيلماً وثائقياً أعدّته عن سماحة السيّد المكرّم، تناول مختصر سيرته، وجهاده، وسفره وتحصيله ليعتلي المنبر بعدها عضو مجلس أمناء الجامعة بقم سماحة آية الله الشيخ محمّدي عراقي، حيث بارك للحضور مزامنة المبعث النبوي الشريف مع احتفال تكريم سماحة السيّد العاملي، معتبراً أنّ تكريم العلماء عملٌ هادفٌ وهامٌ جدّاً، ويدخل في باب تعريف الناس برصيدهم العلمي الزاخر، شاكراً جامعة المصطفى في لبنان على التفاتتها الميمونة، داعياً للعلامة المحقّق بطول العمر، ودوام التوفيق والسداد.
كلمة العلامة المكرّم:
وفي ختام الحفل قدّم سماحة السيّد جعفر مرتضى كلمات الشكر والامتننان لجامعة المصطفى (ص) العالميّة، سائلاً الله تعالى أن يثيبهم على حسن ظنهم، شاكراً كلّ من حضر وشارك وتجشم عناء المجيء، مباركاً للإخوة والأخوات ذكرى المبعث النبوي الشريف، منوّهاً إلى بعض القضايا المتعلّقة بالحادثة الميمونة، ليقدّم من بعدها الدرع التكريمي لسماحته، مع هديّة رمزيّة خاصّة.