نص الشبهة:
هل هناك ضابطة يمكن الرجوع إليها لمعرفة المتشابه؟
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
نعم هناك ضابطة، وهي الرجوع إلى الثوابت القطعية.. ويمكن تصورها في عدة اتجاهات، فهناك مثلاً، كلام العرب واستعمالاتهم، ومعرفة أساليبهم، فإن ذلك يعين على استكشاف الظهورات وتمييز الاستعمالات المجازية من غيرها..
ثم هناك أحكام العقل الصريحة والبديهية، كحكمه باستحالة كون الله سبحانه جسماً، أو في مكان، أو في جهة، وحكمه بوجوب عصمة الأنبياء.. وما إلى ذلك.. يضاف إلى ذلك بديهيات الشريعة، وثوابتها، كوجوب الصلاة والحج، وغير ذلك..
فإذا جاءتك الآية التي تقول: ﴿ ... يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... ﴾ 1 و ﴿ الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴾ 2 فإن عقلك يمنعك من حملها على ما يلزم منه تجسيم الله، إذ يستحيل أن يكون الله جسماً، ويستحيل كونه في مكان، أو في جهة، الخ..
كما أن استعمالات العرب لهذا النوع من التعابير، تأخذ بيدك لتضعها على المراد الحقيقي لهذه الكلمة، وتقول لك: إن المراد باليد هنا القدرة. والمراد بالعرش عرش الحاكمية والسلطان.
ثم هناك الآيات المحكمات، الصريحة الدلالة، على تنزيه الله سبحانه، فإنها تكون أيضاً هي المرجع الذي يرد المتشابه إليه، ويعرف المراد منه بالتعويل عليه..
فإذا لم تستطع أن تحل ما اشتبه عليك أمره، وأن ترجعه إلى المحكمات من آيات الله سبحانه، فعليك بمراجعة الراسخين في العلم من أجل ذلك.. والراسخون في العلم، الحقيقيون هم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة (صلوات الله وسلامه عليهم)..
فإذا لم تتمكن من الوصول إليهم فلابد من التوقف، والالتزام بالمحكمات، وبأحكام العقل الصريحة، وبديهيات الدين وثوابته.. ولا يحق لك الأخذ بالمتشابه، بل عليك أن تنتظر الحل من أهله..
والحمد لله رب العالمين 3.
1. القران الكريم: سورة الفتح (48)، الآية: 10، الصفحة: 512.
2. القران الكريم: سورة طه (20)، الآية: 5، الصفحة: 312.
3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (127).
هل هناك ضابطة يمكن الرجوع إليها لمعرفة المتشابه؟
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
نعم هناك ضابطة، وهي الرجوع إلى الثوابت القطعية.. ويمكن تصورها في عدة اتجاهات، فهناك مثلاً، كلام العرب واستعمالاتهم، ومعرفة أساليبهم، فإن ذلك يعين على استكشاف الظهورات وتمييز الاستعمالات المجازية من غيرها..
ثم هناك أحكام العقل الصريحة والبديهية، كحكمه باستحالة كون الله سبحانه جسماً، أو في مكان، أو في جهة، وحكمه بوجوب عصمة الأنبياء.. وما إلى ذلك.. يضاف إلى ذلك بديهيات الشريعة، وثوابتها، كوجوب الصلاة والحج، وغير ذلك..
فإذا جاءتك الآية التي تقول: ﴿ ... يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... ﴾ 1 و ﴿ الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴾ 2 فإن عقلك يمنعك من حملها على ما يلزم منه تجسيم الله، إذ يستحيل أن يكون الله جسماً، ويستحيل كونه في مكان، أو في جهة، الخ..
كما أن استعمالات العرب لهذا النوع من التعابير، تأخذ بيدك لتضعها على المراد الحقيقي لهذه الكلمة، وتقول لك: إن المراد باليد هنا القدرة. والمراد بالعرش عرش الحاكمية والسلطان.
ثم هناك الآيات المحكمات، الصريحة الدلالة، على تنزيه الله سبحانه، فإنها تكون أيضاً هي المرجع الذي يرد المتشابه إليه، ويعرف المراد منه بالتعويل عليه..
فإذا لم تستطع أن تحل ما اشتبه عليك أمره، وأن ترجعه إلى المحكمات من آيات الله سبحانه، فعليك بمراجعة الراسخين في العلم من أجل ذلك.. والراسخون في العلم، الحقيقيون هم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة (صلوات الله وسلامه عليهم)..
فإذا لم تتمكن من الوصول إليهم فلابد من التوقف، والالتزام بالمحكمات، وبأحكام العقل الصريحة، وبديهيات الدين وثوابته.. ولا يحق لك الأخذ بالمتشابه، بل عليك أن تنتظر الحل من أهله..
والحمد لله رب العالمين 3.
1. القران الكريم: سورة الفتح (48)، الآية: 10، الصفحة: 512.
2. القران الكريم: سورة طه (20)، الآية: 5، الصفحة: 312.
3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (127).