الإثنين 25 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 15 جمادى الاولى 1446هـ

» إضـــــاءات قــــرآنــية

المصحف في الروايات و الآثار



1 ـ المصحف في اللغة
الصحيفة : التي يكتب فيها ، و الجمع صحائف و صُحُف و صُحْف ، و المُصْحف و المِصْحف : الجامع للصحف بين الدفّتين 1 .
و قالوا في تفسير الدفّتين ، الدفّة : الجنب من كلّ شيء و صفحته ، و دفّتا الطبل : الجلدتان اللتان تكتنفانه ، و يضرب عليهما ، و منه دفّتا المصحف ، يقال : حفظ ما بين الدفّتين 2 ، أي : حفظ الكتاب من الجلد إلى الجلد .
و بناءً على ما ذكرنا ، فإنّ المصحف : اسم للكتاب المجلّد ، و ذلك لأنّه إذا كانت الصحيفة : هي ما يكتب فيها و جمعها الصحف ، و المصحف : هو الجامع للصحف بين الدفّتين ، و الدفّتان : هما جلدتا الكتاب ، فالمصحف في كلامهم بمعنى الكتاب المجلد في كلامنا .
و بناءً على ما ذكرنا : إنّ المصحف اسم لكلّ كتاب مجلد قرآناً كان أم غير قرآن .

2 ـ في مصطلح الصحابة
استعمل المصحف بالمعنى اللّغوي في روايات ( جمع القرآن ) حتى عهد عثمان .
فقد روى البخاري عن الصحابي زيد بن ثابت ما ملخّصه : أنّ الخليفة أبا بكر أمره بجمع القرآن . قال : فتتبعتُ القرآن أجمعه ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثمّ عند عمر في حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر .
و روى بعدها عن أنس ما ملخصه :
أنّ عثمان عندما أراد أن يجمع القرآن أرسله إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك . . . ، الخبر 3 .
و من الواضح أنّ الصحف و المصاحف ذكرا في الخبرين المذكورين آنفاً بنفس المعنى اللغوي : " الكتاب المجلد " .
و أكثر تصريحاً ممّا جاء عند البخاري ، ما جاء عند ابن أبي داود السجستاني في باب : جمع القرآن في المصحف من كتابه : " المصاحف " ، فقد روى فيه :
أ ـ عن محمد بن سيرين ، قال :
لما توفي النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) أقسم عليٌّ أن لا يرتدي الرداء إلاّ لجمعة ، حتى يجمع القرآن في مصحف .
ب ـ عن أبي العالية :
أنّهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر .
ج ـ عن الحسين :
أنّ عمر بن الخطاب أمر بالقرآن ، و كان أوّل من جمعه في المصحف 4 .
استشهدنا بهذه الروايات الثلاث لأنّها تدلّ على أنّ في عصر روايتها كان المصحف في كلامهم أعمّ من القرآن ، فقد جاء فيها حسب التسلسل :
أ ـ حتى يجمع القرآن في مصحف .
ب ـ جمعوا القرآن في مصحف .
ج ـ و أمر بالقرآن فجمع ، و كان أول من جمعه في المصحف .
و لو كان المصحف لديهم هو القرآن لكان تفسير الروايات كالآتي :
أ ـ حتى يجمع القرآن في القرآن .
ب ـ جمعوا القرآن في القرآن .
ج ـ و كان أوّل من جمع القرآن في القرآن .

3 ـ في روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )
و قد جاء المصحف في روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بنفس المعنى اللغوي لمدرسة الخلفاء ، فقد روى الكليني في باب ( قراءة القرآن في المصحف ) :
الحديث الأوّل عن أبي عبد الله جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
" من قرأ القرآن في المصحف متّع ببصره ، و خفّف عن والديه ، و إن كانا كافرين " .
و في الحديث الرابع منه ـ أيضاً ـ عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : " قراءة القرآن في المصحف تخفف العذاب عن الوالدين ، و لو كانا كافرين " 5 .
و بناءً على ما ذكرنا ثبت أن المصحف كان يستعمل في كلام الصحابة و التابعين و الرواة بمدرسة الخلفاء و مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) و يراد به الكتاب المجلد ، أيّ : أنّ المصحف استعمل في محاوراتهما في عصر الإسلام الأوّل في معناه اللّغوي و اشتهر بعد ذلك في مدرسة الخلفاء تسمية القرآن المدوّن و المخطوط بين الدفّتين بـ " المصحف " .

4 ـ في أخبار مدرسة الخلفاء
و قد سمي في مدرسة الخلفاء غير القرآن بالمصحف كالآتي :
مصحف خالد بن معدان :
روى كلّ من ابن أبي داود ( ت 631 هـ ) و ابن عساكر ( ت 715 هـ ) و المزّي ( ت 247 هـ ) و ابن حجر ( ت 258 هـ ) بترجمة خالد بن معدان و قالوا :
انّ خالد بن معدان كان علمه في مصحف له أزرار و عرى 6 .
فمن هو خالد بن معدان صاحب المصحف ؟
كان خالد بن معدان من كبار علماء الشام و من التابعين ، أدرك سبعين من الصحابة ، ترجم له ابن الأثير ( ت 306 هـ ) في مادة الكلاعي 7 ، و قال : توفي خالد سنة ثلاث أو أربع أو ثمان و مائة هجرية .

5 ـ اشتهار المصحف في كلّ ما كتب و جعل بين الدفّتين : الكتاب المجلد
كان استعمال المصحف في ما كتب و جعل بين الدفّتين ـ أي الكتاب المجلّد ـ مشهوراً و متداولا لدى العلماء و الباحثين بمدرسة الخلفاء ، و اليكم المثالين الآتيين لذلك :
أ ـ عنون ابن أبي داود السجستاني من أعلام القرن الثالث الهجري في كتابه المصاحف كالآتي
1 ـ جمع أبي بكر الصديق ( رض ) القرآن في المصاحف بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
2 ـ جمع عليّ بن أبي طالب ( رض ) القرآن في المصحف .
3 ـ جمع عمر بن الخطاب ( رض ) القرآن في المصحف 8 .
ب ـ و من المعاصرين قال ناصر الدين الأسد في كتابه مصادر الشعر الجاهلي : و كانوا يطلقون على الكتاب المجموع : لفظ المصحف ، و يقصدون به مطلق الكتاب ، لا القرآن وحده ، فمن ذلك ما ذكره . . . .
ثمّ نقل خبر مصحف خالد بن معدان من كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني 9 .

6 ـ في مصطلح الأُمم السابقة
تسمية الكتب الدينية للأُمم السابقة بالمصحف
و كذلك سميّت الكتب الدينية للأُمم السابقة بالمصحف كما جاء في طبقات ابن سعد بسنده :
عن سهل مولى عُتيبة : أنّه كان نصرانياً من أهل مريس ، و أنّه كان يتيماً في حجر أمّه و عمّه ، و أنّه كان يقرأ الإنجيل ، قال : فأخذتُ مصحفاً لعمّي فقرأته حتى مرّت بي ورقةٌ ، فأنكرت كتابتها حين مرّت بي و مَسِستُها بيدي ، قال : فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ، قال : ففتقتُها فوجدت فيها نعت محمد ( صلى الله عليه و آله ) : أنه لا قصير و لا طويل ، أبيض ، ذو ضفيرين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، و لا يقبل الصدقة ، و يركب الحمار و البعير ، و يحتلب الشاة ، و يلبس قميصاً مرقوعاً ، و من فعل ذلك فقد برئ من الكبر ، و هو يفعل ذلك ، و هو من ذرية إسماعيل ، اسمه أحمد . قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد ( صلى الله عليه و آله ) جاء عمّي ، فلما رأى الورقة ضربني و قال : ما لك و فَتْحَ هذه الورقة و قراءتها ؟ فقلت : فيها نعت النبي ( صلى الله عليه و آله ) أحمد ، فقال : إنّه لم يأت بعد 10 .
* * *
و هكذا وجدنا المصحف إسماً عامّاً للصحف بين الدفّتين ، و إن صحّ ما جاء في رواية المصاحف لابن أبي داود أنّ أبا بكر كان قد سمّى القرآن بالمصحف ، فإنّ هذه التسمية لم تشتهر حتّى عصر عثمان ، كما يظهر ذلك من الخبرين اللذين نقلناهما آنفاً من صحيح البخاري ، و إنّما اشتهرت تسمية القرآن بالمصحف بعد ذلك ، و عند ذاك أيضاً لم تبق هذه التسمية منحصرة بالقرآن ، بل سميت كتب أُخرى في مدرسة الخلفاء و مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) بـ " المصحف " . و كان منها مصحف فاطمة إبنة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) كالآتي خبره :

7 ـ مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ابنة الرسول ( صلى الله عليه و آله )
جاء في الروايات : أنّ فاطمة ابنة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) كان لها كتاب اسمه المصحف فيه إخبار بالمغيّبات .
لقد جاء في بصائر الدرجات بأكثر من سند عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : لأقوام كانوا يأتونه و يسألونه عمّا خلف رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) إلى عليّ ( عليه السلام ) و عمّا خلف عليّ إلى الحسن : " لقد خلّف رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) عندنا ما فيها كلّ ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش و الظفر ، و خلّفت فاطمة مصحفاً ما هو قرآن . . . " الحديث 11 .
إذن فقد كان لابنة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) مصحف ، كما كان لخالد ابن معدان كتاب اسمه المصحف فيه علمه .
و إنّ أئمة أهل البيت الذين انتشر منهم هذا الخبر نصّوا على أنّه ما هو بالقرآن و ليس فيه شيء من القرآن ، بل هو إخبار بالحوادث الكائنة في المستقبل .
و مع الأسف الشديد افترى بعض الكتّاب في مدرسة الخلفاء و قال : إنّ مصحف فاطمة عند أتباع مدرسة أهل البيت ، قرآن آخر !!! و لكن أتباع مدرسة أهل البيت لم يقولوا هذا القول في شأن مصحف خالد و لا الكتاب لسيبويه .

8 ـ مصاحف الصحابة
انّه كان لكثير من الصحابة مصاحف كتب كلّ منهم في مصحفه القرآن و ما سمعه من رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في تفسير بعض آيات القرآن ، إذاً كان معنى مصاحف الصحابة في عصر الصحابة : القرآن المكتوب مع حديث الرسول في تفسير بعض آياته ، كما هو الحال في تفاسير القرآن بالمأثور مثل : الدرّ المنثور في تفسير القرآن بالمأثور للسيوطي في مدرسة الخلفاء ، و البرهان في تفسير القرآن لدى أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
مثالان لمصاحف الصحابة
أ ـ مصحف أمّ المؤمنين عائشة
رووا عن أبي يونس مولى عائشة أنّه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً و قالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوتِ وَالصَّلوةِ الْوُسْطَى ) ، فلمّا بلغتها آذنتها ، فأملت عليَّ : حافظوا على الصلاة و الصلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا لله قانتين ، قالت عائشة : سمعتها من رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
ب ـ مصحف أمّ المؤمنين حفصة
عن أبي رافع مولى حفصة أنّه قال : استكتبتني حفصة مصحفاً ، فقالت : إذا أتيت على هذه الآية ، فتعال حتى أمليها عليك كما قرأتها ، فلما أتيت على هذه الآية ﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ ... ﴾ 12 ، قالت : اكتب : ﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ... ﴾ 12 [و صلاة العصر] 13 .
و مصاحف أُخرى سوف نذكرها في ما يأتي بإذنه تعالى .

9 ـ مصحف الرسول ( صلى الله عليه و آله )
سيأتي في بحث من تاريخ القرآن على عهد أبي بكر أنّ الرسول ( صلى الله عليه و آله ) أوصى الإمام عليّاً ( عليه السلام ) أن لا يرتدي رداءه بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) حتى يجمع الصحف التي كانت في بيت الرسول ( صلى الله عليه و آله ) التي كُتب عليها القرآن بأمر الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، ولم تكن آي القرآن التي كتبت في تلك الصحف بدعاً عمّا كتبها الصحابة في صحفهم ممّا تعلّموها من لفظ الآيات و معانيها ممّا تلقاها الرسول ( صلى الله عليه و آله ) جميعاً عن طريق الوحي ، بل لابدّ أن تكون مشابهة لمصاحف الصحابة في كتابة اللفظ و المعنى معاً ، ما عدا أمراً واحداً ، و هو أنّ كلّ صحابي كان يكتب مع ما يكتب من آي القرآن ما بلغه عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في تفسير الآية ، و كان رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قد أمر الإمام عليّاً بكتابة كلّ ما يحتاجه المسلمون في تفسير الآيات ممّا تلقاه عن طريق الوحي 14 .
* * *
بناءً على ما سبق كانت المصاحف في صدر الإسلام مثل كتب التفسير في عصرنا تشتمل على القرآن و ما بيّنه الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في تفسير الآيات .
و لمّا اقتضت سياسة الخلفاء بعد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) تجريد القرآن من حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله ) جرى في هذا الشأن ما سنبيّنه في ما يأتي بإذنه تعالى .
سياسة تجريد القرآن من حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله )
نزلت آيات في ذمّ سادة قريش الذين خاصموا رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و حاربوه ، و آيات أُخرى في ذمّ قبائل بعض الصحابة من قريش ، مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة الإسراء :
﴿ ... وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... ﴾ 15 .
في بني أُميّة أو أفراد من الصحابة مثل قوله في سورة التحريم :
﴿ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾ 16 .
و التي نزلت في أُم المؤمنين عائشة و أُمّ المؤمنين حفصة ، في مقابل آيات نزلت في مدح آخرين ، مثل آية التطهير في قوله ـ تعالى ـ في سورة الأحزاب :
﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 17 .
و التي نزلت في حقّ الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين .
هذه إلى كثير غيرها كانت تخالف حكومة الخلفاء الثلاثة ، فرفعوا شعار حسبنا كتاب الله ، و جرّدوا القرآن من حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و بدأ العمل به أبو بكر ، و أمر بكتابة نسخة من القرآن مجرّدة عن حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و انتهى العمل على عهد عمر ، فبدأ عمله بمنع نشر حديث الرسول ، و بعد وفاته وقعت الخصومة بين بعض الصحابة و التابعين و بني أميّة و عصبة عثمان ، و أخذ الخصوم يروون من حديث الرسول ما فيه ذمّ لعصبة الخلافة ، و كانت بأيدي الخصوم مصاحف فيها من بيان الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ما يستدلّ به الخصوم في مقابل عصبة الخلافة ، فقام عثمان بتنفيذ شعار جردّوا القرآن من حديث الرسول ، و أخذ نسخة المصحف المجرّد من حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله ) من أمّ المؤمنين حفصة ، و استنسخ منها عدّة نسخ من المصاحف المجرّدة عن حديث الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و وزّعها في بلاد المسلمين ، و جمع مصاحف الصحابة اللاّتي كان أصحابها قد دوّنوا فيها النصّ القرآني مع ما سمعوه من بيان الرسول في تفسير آياتها و أحرقها جميعاً ، فاستنسخ المسلمون مصاحف من تلك المصاحف المجرّدة عن بيان الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .
و أصبح المصحف بعد ذلك اسماً علماً للقرآن المجرّد عن بيان الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و مع مرور الزمن لم يعرف المسلمون في القرون التالية أنّ مصاحف الصحابة كان فيها بيان الرسول ( صلى الله عليه و آله ) مع النصّ القرآني .
و عندما حثّ المنصور العباسي في سنة ثلاث و أربعين بعد المائة من الهجرة علماء المسلمين على تدوين العلوم ، و كتب المتخصصون منهم بعلوم القرآن مع بيان آياته كما كان عليه الأمر على عهد الرسول ، سمِّي المصحف الذي دوّن فيه القرآن مع بيان آياته بالتفسير ، كما مرّ بيانه 18 .

1. راجع مادة ( صحف ) في الصحاح للجوهري ( ت 393 هـ ) . و المحكم لابن سيده ( ت 458 هـ ) . و المفردات للراغب ( ت 502 هـ ) . و لسان العرب لابن منظور ( ت 711 هـ ) . و القاموس المحيط للفيروز آبادي ( ت 816 أو 817 هـ ) .
2. راجع تاج العروس للزبيدي ( ت 1205 هـ ) . و المعجم الوسيط ، مادة ( دفف ) .
3. صحيح البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب جمع القرآن 3 : 150 .
4. كتاب المصاحف للحافظ أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ( ت 316 هـ ) تصحيح الدكتور اثر جفري ، طبعة الأولى القاهرة 1355 هـ و الروايتان : ( أ ) و ( ج ) في ص 10 منه ، و الرواية ( ب ) في ص 9 منه .
5. أصول الكافي 2 : 613 طبعة طهران سنة 1388 هـ .
6. المصاحف : 134 ـ 135 . و تاريخ دمشق مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق ، مصورة المجمع العلمي الإسلامي بطهران 5 / 2 / 259أ . و تهذيب الكمال ، مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق ، مصورة المجمع العلمي الإسلامي بطهران 2 / 170 . و تهذيب التهذيب : 3 / 118 ـ 119 .
7. اللباب في تهذيب الأنساب 3 : 62 ـ 63 . و راجع مصادر ترجمته في الهامش رقم 8 .
8. كتاب المصاحف : 5 و 10 منه ، حسب التسلسل الذي أوردناه .
9. مصادر الشعر الجاهلي : 139 ط الخامسة . و قد نقله من المصاحف للسجستاني : 134 ـ 135 .
10. طبقات ابن سعد 1 : 363 ط بيروت .
11. بصائر الدرجات : 156 ، و أوردت موضع الحاجة من الحديث . و راجع تفصيل الخبر في معالم المدرستين : 2 / 322 .
12. a. b. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 238 ، الصفحة : 39 .
13. سيأتي تفصيل أخبار مصاحف الصحابة باسنادها إن شاء الله تعالى في المجلّد الثاني من هذا الكتاب في بحث اختلاف مصاحف الصحابة .
14. كما برهنّا عليه في بحث : "القرآن و السنّة هما مصدر التشريع لدى مدرسة أهل البيت ( عليه السلام )" من المجلد الثاني من معالم المدرستين .
15. القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 60 ، الصفحة : 288 .
16. القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 4 و 5 ، الصفحة : 560 .
17. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
18. كتاب المصحف في الروايات و الآثار من سلسلة كتب الوحدة حول مائدة الكتاب و السنة للعلامة السيد مرتضى العسكري ( رحمه الله ) .
2011 مشاهدة | 02-07-2017
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة