أبو عبد الله، محمّد بن محمّد بن النّعمان (336 – 413 هجريّة)
ـــــ إعداد: أكرم زيدان ـــــ
* وَصَفَه الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف بما يفوقُ الوصفَ والمدْح.
* أساطينُ الفِقه كشيخ الطّائفة الطّوسي والشريفين الرّضي والمرتضى من جملة تلامذتِه.
* كانت له المرجعية في الفتيا والأحكام في معظم أمصار العالم الإسلامي، مضافاً إلى أنّه حاججَ أهل كلّ عقيدة وأفلجَهم، وناظر في مختلف الأديان والآراء، وأجاب على أنواع الشّبه والمسائل.
* ترك ما يقرب من مائتي مصنّفٍ في الفقه والكلام والرّواية والسّيرة وغيرها.
هو محمّد بن محمّد بن النعمان، يتّصل نسبُه بـ «يَعرُب بن قحطان»
[أبو اليمن، ومن أوائل الذين تكلّموا بالعربيّة] كما ذكر النجاشيّ في (رجاله).
يُكنّى بـ «أبي عبدالله» ويُعرَف بابن المعلِّم، هكذا قال الشيخ الطوسي في (الفهرست)، وقد علّق الشيخ آغا بزرگ الطهرانيّ في (النابس في أعلام القرن الخامس - من سلسلة طبقات أعلام الشيعة) بالقول: هو الشيخ السعيد، أبو عبدالله المفيد، الشهير في أوائل أمره بـ «ابن المعلّم»؛ لأن أباه كان معلّماً بواسط.
أمّا ألقابه، فكان بعضُها نسَبيّ، وبعضها سكَنيّ، وبعضها علميّ. فما اشتهر منها: العُكبُريّ، والبغداديّ، والحارثيّ. ولكنّ الشهرة العلّمية هي «المفيد»، قال الشيخ آغا بزرگ الطهرانيّ: لقّبه أُستاذه عليّ بن عيسى الرمّانيّ بـ «المفيد»، كما في كتاب (تنبيه الخواطر ونزهة الناظر) لورّام. لكنّ ابن شهرآشوب يرى أنّ الإمام الحجّة المهديّ عليه السّلام هو الذي لقّبه بهذا اللّقب، كما جاء في رسائله الشريفة الثلاث التي كتبها عليه السّلام، هكذا ذكر يحيى بن البِطريق الحليّ، وكان نسخة عنوان الكتاب إليه: «للأخ السّديد، والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد..».
مولدُه ونشأته
ذكر العلّامة المجلسيّ له تأريخين في مولده، فقال: «وُلد قدّس الله نفسه حادي عشر ذي القعدة [في ذكرى مولد الإمام الرضا عليه السّلام]، سنة 336 هجريّة، وقِيل: سنة 338»
وقال الطهرانيّ: «ولادته بقرية تُدعى «سويقة ابن البصريّ» تتفرّع عن عُكبرى شماليّ بغداد، 11 ذي القعدة، إمّا عام 338 هجريّة -كما ذكر ابن النديم في الفهرست- فيكون عمره 75 سنة، أو عام 336 هجريّة -كما في رجال النجاشيّ- فيكون عمره 77 سنة».
وقال الشيخ ورّام بن أبي فراس المالكي: «إنّ الشيخ المفيد كان من أهل عُكبر، ثمّ انحدر -وهو صبيّ- مع أبيه إلى بغداد، واشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبدالله المعروف بـ «جُعَل». وكان منزله في «درب رياح» ببغداد، وبعد ذلك اشتغل بالدرس عند أبي ياسر في باب خراسان من البلدة المذكورة [بغداد]».
السّمات
فضلاً عن سموّ المقام العلميّ للشيخ المفيد، كان رجلاً معروفاً بالتقوى والطاعة لله تبارك وتعالى، وبالعبادة والمثابرة والزهد. ذكر ذلك بعض علماء العامّة فقالوا: «كان المفيد كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة، كثير التقشّف والتخشّع والإنكباب على العلم».
ونقل أبو يَعلى الجعفريّ -وكان متزوّجاً بابنة الشيخ-: «ما كان المفيد ينام من الليل إلّا هَجعةً، ثمّ يقوم يصلّي أو يتلو كتاب الله تعالى، أو يطالع أو يدرس». ورُوي أنّه كان «شيخاً ربعةً، نحيفاً، أسمراً، خشِن اللّباس».
التوقيعان المباركان
أخرجَ المحدّث أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي في (الإحتجاج) نصَّ توقيعَين مباركَين صادرَين من الناحية المقدّسة، وذكرهما جمعٌ من ثقات أعلام الأمّة كالشيخ المحدّث المجلسي، والشيخ أبي علي الحائري، والمحدّث البحراني، والسيد بحر العلوم، والسيد الخونساري، والمحدّث النوري والمحدّث القمي وغيرهم. وقد حكى الشيخ البحراني في (لؤلؤة البحرين) عن المحقّق ابن بطريق الحلّي في رسالته (نهج العلوم) أنّ التوقيع المبارك تروية الشيعة كافّة وتتلقّاه بالقبول، كما حكى عنه أنّ مولانا صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه كتب إليه ثلاثة كتب؛ في كلّ سنة كتاباً، والذي نقله في (الإحتجاج) اثنان، فالثالث مفقود.
قال الطبرسي: «ذِكْرُ كتابٍ وردَ من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ".." ذكرَ مُوصله أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز، نسختُه: للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد ".." [و] ورد عليه كتابٌ آخر من قِبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشر وأربعمائة نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله بسم الله الرحمن الرحيم سلامٌ عليك أيّها العبد الصالح الناصر للحقّ الدّاعي إليه بكلمة الصدق ".." والذي يظهر من تأريخ التوقيع الثاني أنّه وصل إلى الشيخ قبل وفاته بثمانية أشهر تقريبا».
منزلتُه
اللّافت في شخصيّة الشيخ المفيد بعد استقراء الآراء أنّه كان ولا يزال موضع الإتّفاق على رِفعة شأنه وجلال قدره وعلوّ مقامه العلميّ. وذلك واضحٌ من خلال مطالعاتٍ في ترجمة حياته عند المؤرخين ومؤلّفي تراجم الرجال، منهم: اليافعيّ في (مرآة الجِنان)، وابن كثير الشاميّ في تاريخه، والخطيب البغداديّ في (تاريخ بغداد)، فكان عليه إجماع الرأي، حتّى قال الشيخ عبّاس القمّي في (الكُنى والألقاب): «اتّفق الجميع على علمه وفضله، وفقهه وعدالته، وثقته وجلالته». وأضاف: «وقال العلماء في حقّه: هو شيخ مشايخ الإماميّة، رئيس الكلام والفقه والجدَل، وكان يُناظر أهل كلّ عقيدة».
ولكلام الشيخ القمّي مصاديق كثيرة حفلت بها كتب المسلمين، واشتهرت بين العلماء والمؤلّفين، المخالفين منهم والموافقين:
* قال ابن كثير: «إنّه كان يُناظر أهل كلّ عقيدة بالجلالة والعظمة. وقال: كان يحضر مجلسَه خَلق كثير من العلماء من جميع الطوائف والمِلل».
* وقد شاهده ابن النديم فوصفه بأنّه بارع مُقدَّم في صناعة الكلام (علم العقائد الإسلاميّة)، ثمّ قال فيه: «في عصرنا انتهت رئاسة متكلّمي الشيعة إليه، مُقدّمٌ في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر». هذا، وكان ابن النديم شاهَدَه في منتصف عمره ولم يكن الشيخ قد ألّف كلّ ما ألّف بعد.
* وقال ابن حَجَر العَسقلانيّ: «إنّ للشيخ المفيد على كلّ إماميّ مِنّة».
* وللشيخ المفيد قدّس سرّه مناظرات رائعة، ومحاورات جيّدة شيّقة أفرد لها الشريف المرتضى -وهو تلميذه- كتاباً ذكر فيه أكثرها [المجالس المحفوظة أو الفصول المختارة من العيون والمحاسن]، ومن جملتها ما ذكره ابن إدريس في أواخر كتابه (السرائر).
وله محاججات مع عليّ بن عيسى الرمّاني، انسحب فيها الرمّاني ودخل منزله، ومع القاضي عبدالجبّار كبير المعتزلة حتّى أسكته، فلم يكن منه إلّا أن قال له: أنت المفيد حقّا! فلمّا همْهَم بعض المخالفين للشيخ، قال القاضي لهم: هذا الشيخ أسكتَني، فإن كان عندكم جواب فقولوا حتّى أُجلِسه في مجلسه الأوّل. فسكتوا وتفرّقوا، فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدولة فأرسل إلى الشيخ المفيد وأكرمه غاية الإكرام.
أمّا الرمّانيّ، فيكفي أنّه دخل منزله ولم يخرج؛ خشية إحراج المفيد له، والشيخ المفيد يومذاك لم يكن إلّا طالبَ عِلم، فجعل الرمّانيّ يتحاشاه ويُبعده، ويعترف له بالفضل ويلقّبه بالشيخ المفيد.
وثمّة حكاية ينقلها ابنُ أبي فراس المالكي (الشيخ ورّام) ويرويها عنه الموسويّ الخونساريّ في (روضات الجنّات)، وملخّصها: أنه كان أيام اشتغالة على أبي عبد الله المعروف بـ «جعَل» في مجلس عليّ بن عيسى الرمّاني، فسأل رجلٌ بَصْرِي عليَّ بن عيسى عن يوم الغدير والغار، فقال: أمّا خبر الغار فدراية، وأمّا خبر الغدير فرواية، والرواية لا تُوجِبُ ما توجِبُه الدّراية، ثم انصرف البصريّ. فقال المفيد رحمه الله: ما تقول فيمَن قاتل الإمام العادل؟ قال كافر، ثمّ استدرك، فقال فاسق، ثمّ قال المفيد: ما تقول في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؟ قال إمام. قال: ما تقول في طلحة والزّبير يوم الجمل؟ قال: تابا، قال: أمّا خبر الجمل فدراية، وأمّا خبر التوبة فرواية.
فقال له: أكنتَ حاضراً حين سألني البصريّ؟ قال نعم، فدخل منزله وأخرج معه ورقة قد ألصقها، وقال: أوصلها لشيخك أبي عبد الله، فجاء بها إليه فقرأها وأخذ يضحك، ثم قال له: لقد كتب إليّ بما جرى لك في مجلسه ولقبَّك المفيد.
هكذا أُنصف الشيخ المفيد من قِبل الكثير، أمّا أهل الحسد والتعصّب الأعمى فقد ضاق بهم ما كان للشيخ المفيد من مقامٍ رفيع وشأنٍ سامٍ وقدَر جليل، فأظهروا بعض حقدهم وإن أمسكوا عن التجريح إذ لا سبيل لهم إليه، فقال أحدهم بعد وفاة الشيخ: أراحَنا اللهُ منه! ولمّا بلغ نعيُه إلى أبي القاسم الخفّاف (ابن النقيب) أبدى فرحَه كثيراً وأمر بتزيين داره وجلس فيها للتهنئة بهذا الأمر، وقال: الآن طاب ليَ الموت!
ويُستفاد من ذلك ما كان للشيخ المفيد من سلطان علميّ أخرَسَ به المنحرفين وألجمَهم، ولم يتجرّأ الكثير على مناظرته ومحاورته، أمّا القليل الذي تجرّأ فقد عاد خائباً. وكان للمفيد فضل كبير في كبح تخرّصات الفِرَق: كالسَّبعيّة والإسماعيليّة والفَطحيّة وغيرها، فأنْ يُحسد بعد هذا فهو أمرٌ طبيعيّ، إذ كان رجلاً موهوباً و«كلُّ ذي نعمة محسود» كما يقول أمير المؤمنين عليٌّ عليه السّلام.
الرّوايةُ له وعنه
إنّ أغلب رواية الشيخ المفيد عن شيخه الجليل، أبي القاسم جعفر بن قولويه القمّي صاحب (كامل الزيارات)، وله الرّواية أيضاً عن الشيخ الصّدوق القمّي، وأبي غالب الزّراري، وأبي عبد الله الصّيمري، وأحمد بن العبّاس النجاشي، وجماعة أخرى من أكابر رواة الفريقين.
وأما الرّواية عنه فهي في الأغلب للشيخ الطوسي، وأبي العبّاس النجاشي، وسلار بن عبد العزيز الدّيلمي، والسيّدين المرتضى والرّضي، والشيخ أبي الفتح الكراجكي، وله الرواية عن الشيخ الكليني أيضاً.
كُتُبه وتلاميذه
بلغت كُتب الشيخ المفيد ما يقرب من مئتَي مؤلَّف ومصنّف، صغير وكبير، منها:
(المُقنِعة) في الفقه، شرحه تلميذه الشيخ الطوسي وسمّاه (تهذيب الأحكام) وهو أحد الكتب الأربعة عند الإماميّة - (الأركان في دعائم الدين) في الفقه - (الإرشاد لِمَن طلب الرشاد) -(الإيضاح) في الإمامة - (الإفصاح) - (المسائل الصاغانيّة) - (نقض فضيلة المعتزلة) - (العيون والمحاسن) - (النُّصرة لسيّد العترة) - (الإختصاص) – (المجالس) - (أوائل المقالات)، إلى عشرات الكُتب والرسائل والشروح التي ذكرها الشيخ الطوسيّ في (الفهرست) ثمّ قال: «سمعنا منه هذه الكتب كلّها، بعضها قراءةً عليه»، فيما عدّد النجاشيّ (في رجاله) 174 كتاباً ورسالةً وجواباً، في أبواب: الفقه والأحكام، والسّيرة والكلام، والردّ على أهل الضلال، وغير ذلك.
ويظهر من مقدّمات (بحار الأنوار) للعلّامة المجلسي رحمه الله أنّ جملة ما كان يوجد عنده من مصنّفات الشيخ المفيد حين تأليفه (البحار) ثمانية عشر كتاباً.
أمّا تلاميذه، فيكفي أن نذكر منهم أربعةً فقط:
1ـ الشيخ الطوسيّ، محمّد بن الحسن، وقد تتلمذ عليه خمس سنين.
2ـ النجاشيّ، الذي قال في (رجاله): شيخنا وأُستاذنا رضي الله عنه، فضلُه أشهر من أن يوصَف في الفقه والكلام والرواية والثّقة والعلم.
3ـ الشريف الرّضي وأخوه الشريف المرتضى، عليّ بن الحسين، وقد رثى أُستاذه بقصيدة غرّاء. ولِتَلَمُّذ هذين العلَمين على الشيخ المفيد قصّة يرويها ابن أبي الحديد في (شرحه) ومفادها أنّه [المفيد] رضوان الله عليه رأى في منامه كأنّ بضعةَ الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام دخلت عليه وهو في مسجدٍ بالكرخ من بغداد، ومعها ولداها الحسن والحسين عليهما السلام فسلّمتهما إليه وقالت له: «عَلِّم وَلَدَيَّ هذين الفقه»، فانتبه متعجبّاً من ذلك، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك اللّيلة التي فيها الرؤيا، دخلت عليه -في المسجد- السيّدة العلويّة (فاطمة بنت الناصر) ومعها ولداها الشريف الرضي، وعلم الهدى المرتضى، وقالت له: (هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه)، فبكى الشيخ المفيد وقصَّ عليها الرؤيا، وتولّى تعليمَهما الفقه حتى أنعمَ اللهُ عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر في آفاق الدنيا.
4ـ الكَراجَكيّ، أبو الفتح محمّد بن عليّ، صاحب كتاب (كنز الفوائد، والجامع من جميل الفرائد)، وقد ذكر فضل أُستاذه في هذا الكتاب، وروى عنه في تصانيفه.
وفاته
قال الشيخ الطوسيّ في (الفهرست): تُوفّي الشيخ المفيد لليلتين خَلَتا من شهر رمضان سنة 410 هجريّة. فيما ذكر النجاشيّ تاريخ وفاته سنة 413 هجريّة ووافقه عليه الشيخ المجلسيّ في (بحار الأنوار).
وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً، حيث ازدحم الناس للصلاة عليه، وكثر البكاء عليه من قبل العوامّ والخواصّ. ذكر ابن كثير الشامي ذلك فقال: «وكان يوم وفاته مشهوراً، شيّعه فيه ثمانون ألفاً من الشيعة».
صلّى عليه تلميذه الشريف المرتضى بميدان الأشنان في بغداد، وكان دفنُه في مقابر قريش بالقرب من ضريحَي الإمامين موسى الكاظم ومحمّد الجواد عليهما السّلام عند الرِّجْلَين الشريفتين، وبجنب شيخه ابن قولوية القمّي، وقبره اليوم واضحٌ معلومٌ يُزار.
قال الشيخ الطبرسي في (الإحتجاج) أنّ الإمام المهديّ عليه السّلام قد رثاه بأبيات، قال فيها:
لا صـوّتَ الـناعي بفقدكَ، إنّهُ يومٌ على آل الرسولِ عظيمُ
إن كنتَ قد غُيِّبتَ في جَدَثِ الثَّرى فالعـدلُ والتوحيدُ فيك مُقيمُ
وقد رثاه الكثير من الشعراء، أشهرهم الشاعر الكبير مِهيار الدَّيلميّ في قصيدة من مائة بيت، كما رثاه تلميذه البارّ الشريف المرتضى فقال:
إنّ شيخ الإسلام والدِّين والعِلْـ ـم تَـوَلّى.. فأزعـجَ الإسلاما