وردت بعض الأحاديث القدسية في شأن نبي الله إبراهيم عليه السلام، وإليك نصها:
1- عن مولانا الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال في جملة كلام طويل مع أبي جهليا أبا جهل أما علمت قصة إبراهيم الخليل لما رُفع في الملكوت، قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين ومستترين، فرأى رجلا وامرأة على فاحشة، فدعى عليهما فهلكا، ثم رأى آخرين فدعى عليهما فهلكا ثم رأى آخرين فدعا عليهما فهلكا، فأوحى الله إليه يا إبراهيم أنا الله الغفور الرحيم لا تضرني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك فاكفف دعوتك عن عبيدي وإمائي، فإنما أنت عبد نذير لا شريك في المملكة ولا مهيمن علي ولا على عبادي، وعبادي بين خلال ثلاث إما تابوا إلي فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم أو كففت عنهم عذابي لعلمي بأنها سيخرج من أصلابهم ذريات مؤمنون فأرفق بالآباء الكافرين وأتأنى بالأمهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فإذا تزايلوا حل بهم عذابي وحاق بهم بلائي وإن لم يكن هذا ولا هذا، فإن الذي أعددته له من عذابي أعظم مما تريده به، فان عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي يا إبراهيم فخل بيني وبين عبادي فإني أرحم بهم منك، وخل بيني وبين عبادي فإني أنا الله الجبار العلام الحكيم أدبِّرهم بعلمي وأنفذ فيهم قضائي وقدري.
2- عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال لما رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض. التفت فرأى رجلا يزني فدعى عليه فمات، ثم رأى آخر فدعى عليه فمات، حتى رأى ثلاثة فدعى عليهم فماتوا، فأوحى الله تعالى إليه يا إبراهيم إن دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي. فإني لو شئت لم أخلقهم إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا، فأثيبه، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني، وعبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني.
3- عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث يذكر فيه قصة إبراهيم وأنه لما خرج سائرا بجميع ما معه خرج الملك القبطي يمشي خلف إبراهيم إعظاماً له، وهيبة فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن قف، ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشي هو خلفك، ولكن اجعله أمامك وامش خلفه وعظمه وارهبه فانه مسلط، ولا بد من أمرة في الأرض برة أو فاجرة.
4- عن محمد الواسطي قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن إبراهيم عليه السلام شكى إلى الله ما يلقى من سوء خلق سارة فأوحى الله تعالى إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن أقمته كسرته وإن تركته استمتعت به اصبر عليها.
5- عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال أول من شاب إبراهيم فقال يا رب ما هذا، قال نور وتوقير، قال يا رب زدني منه.
6- وعنه عليه السلام قال كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته فقال يا رب ما هذا؟ قال هذا وقار، قال رب زدني وقارا.
7- عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لما أراد الله قبض روح إبراهيم عليه السلام بعث إليه ملك الموت فسلم فرد عليه السلام، ثم قال له أزاير أنت أم داع، فقال بل داع فاجب، فقال هل رأيت خليلا يميت خليلا فرجع حتى وقف بين يدي الله، فقال الهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم فقال الله عز وجل يا ملك الموت اذهب إليه وقل له هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه إن الحبيب يحب لقاء حبيبه. وعن أبيه عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن أبي العقبة عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام قال إن إبراهيم لما وضع في كفة المنجنيق غضب جبرائيل فأوحى الله إليه ما يغضبك يا جبرائيل قال يا رب خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه فأوحى الله إليه اسكت إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإني آخذه إذا شئت فاهبط الله خاتما فيه ستة أحرف لا اله إلا الله محمد رسول الله لا حول ولا قوة إلا بالله فوضت أمري إلى الله أسندت ظهري إلى الله حسبي الله، فأوحى الله إليه أن تختم بهذا الخاتم، فأني أجعل النار عليك بردا وسلاما...
8- عن أبي ذر رحمه الله في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال قلت يا رسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب، قال مئة كتاب وأربعة كتب أنزل الله تعالى على شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم، قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المغرور المبتلى إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فان لا أردها وان كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه تعالى، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله، وساعة يخلو فيها بحض نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستجمام للقلوب، وتفريغ لها، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظاً للسانه فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه ألا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش، وتزود للمعاد، ولذة في غير محرم....
9- عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قالأوحى الله إلى إبراهيم أن الأرض قد شكت إلي الحياء من رؤية عورتك فاجعل بينك وبينها حجابا فجعل شيئا هو أكبر من الثياب ودون السراويل فلبسه فكان إلى وركيه. وروى الشهيد الثاني في كتاب مسكن الفؤاد ان إبراهيم سأل ربه، فقال يا رب ما جزاء من يبل الدمع وجهه من خشيتك قال صلواتي ورضواني، قال فما جزاء من يصبر الحزنى ابتغاء وجهك، قال أكسوه ثيابا من الإيمان يكسب بها الجنة ويتقي بها النار، قال فما جزاء من سدد الأرملة ابتغاء وجهك، قال أقيمه في ظلي وأدخله جنتي، قال فما جزاء من تبع الجنازة ابتغاء وجهك، قال تصلي ملائكتي على جسده وتشفع روحه.
10- وروى الشيخ الجليل علي بن الحسين المسعودي في كتاب أخبار الزمان أن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام انك لما سلمت مالك للضيفين وولدك للقربان ونفسك للنيران وقلبك للرحمن اتخذناك خليلا.
* راجع الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، العلامة المجلسي، ص19-23.