في السنة الثالثة للهجرة وقعت معركة أُحُد التي تُعَدُّ من أعظم معارك الإسلام، وقد شهد التاريخ لمواقف صدرت عن بعض الأبطال الذين شاركوا فيها وقاتلوا بين يدي النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) وذلك في مقابل مواقف المتخاذلين نشير إلى بعض منها:
المشاورات العسكرية:
لما سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) باقتراب قريش إلى المدينة وقف وسط قادة جيشه وجنوده وقال بصوتٍ عالٍ: "أشيروا عليّ", فقام "عبد الله بن أُبي بن سلول" وكان من منافقي المدينة، وطرح فكرة التحصّن في داخل المدينة، والقتال فيها على غرار حرب الشوارع, وكان هذا رأي بعض أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار، إلّا أن الفتيان من المسلمين وبخاصة من لم يشهد منهم بدراً وكانوا يشكلون الأغلبية شجبوا هذا الرأي بشدّة، ورفضوه بقوّة وطلبوا من رسول الله الخروج إلى العدو، ورغبوا في الشهادة، وأحبّوا لقاء العدو, وقالوا:إنّا نخشى يا رسول الله أن يظن عدوُّنا أنّا كرهنا الخروج إليهم جبناً عن لقائهم فيكون هذا جرأة علينا، وقد كنتَ يوم بدر في ثلاثمائة رجل فظفّرك الله عليهم، ونحن اليوم بشرٌ كثيرٌ، قد كنّا نتمنى هذا اليوم وندعو الله به فقد ساقه الله إلينا في ساحتنا؛ وقد أيّد "حمزة" رضوان الله تعالى عليه هذا الموقف.
النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) يلبس لامة الحرب:
بعد أن تعيّنت كيفية مواجهة العدو والدفاع، دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بيته ولبس لامته، وقد لبس الدرع فأظهرها وحزم وسطه وخرج من بيته, فأثار هذا المشهدُ المسلمين وهزّهم بشدّة، فندموا على ما كانوا قد قالوه له، وقالوا معتذرين: يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "ما يَنْبَغي لِنَبِيّ إذا لَبِسَ لامَتَهُ أن يَضَعَها حتّى يُقاتِلَ".
وكان "عمرو بن الجموح" رجلاً شيخاً أعرج شديد العرج وقد أُصيب في رِجله في حادثة. وكان له بنونٌ أربعةٌ مثل الأسود، يشهدون مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المشاهد، فلما كان يوم "أُحُد" أراد أن يخرج مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وقد أَبَت نَفسُهُ أن تفوته الشهادة، وأن يجلس في بيته ولا يشترك مع رسول الله في تلك المعركة، وإن اشترك بنوه الأربعة فيها, فأراد أهله وبنوه حبسَهُ وقالوا له: إنَّ الله عزّ وجلّ قد عذَرَك، ولم يقتنع بمقالتهم، وأتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال: إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إنّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنّة, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):"أمّا أنتَ فَقَدْ عَذَرَك اللهُ ولا جهادَ علَيْكَ", ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) لبنيه وقومه: "لا عَليْكُمْ أن لا تَمْنَعُوه، لعلَّ الله يَرْزقَهُ الشهادة", فخلّوا عنه، وخرج وهو يقول:"اللهمّ ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي", ورُزِق الشهادة.
وأمّا "حنظلة" فهو شاب لم يكن قد جاوز الرابعة والعشرين من عمره آنذاك. وهو ابن "أبي عامر" عدوّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومن المحرّضين ضدّه وكان مع المشركين في أُحُد, وكانت ليلة معركة أُحُد ليلة زواج حنظلة, ولكنّه عندما سمع بنداء الجهاد استأذن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) بأن يتوقّف في المدينة ليلة واحدة لإجراء مراسيم الزفاف والإقامة ليلة عند عروسه ثم يلتحق بالمعسكر الإسلامي صبيحة الغد من تلك المعركة, فأَذِنَ له النبي (صلّى الله عليه وآله) . ولمّا أصبح خرج من فوره وتوجّه إلى أُحُد وكان عليه غُسلاً واجباً. وسقط حنظلة شهيداً إلى جانب حمزة وعمرو بن الجموح, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "رأيتُ المَلائكَة تغَسِّلْ حنظلةَ بينَ السّماءِ والأرض بماءِ المُزن في صحائفَ من ذهَب". فكان يسمّى غسيل الملائكة أو حنظلة الغسيل.
ثمّ إنّ هناك مواقف وتضحيات عظيمة قام بها رجال معدودون في معركة أُحُد معروفة بين المؤرخين، أبرزها وأجدرها بالإجلال تضحيات الإمام عليّ (عليه السلام) ومواقفه الكبرى في ذلك اليوم.فهو صاحب اللواء والراية في هذه الواقعة الكبرى, وقد ورد عن ابن عبّاس أنّه قال: "لعليّ أربع خصال ليس لأحد من العرب غيره أوّل عربي وعجمي صلّى مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله)وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف..."
المشاورات العسكرية:
لما سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) باقتراب قريش إلى المدينة وقف وسط قادة جيشه وجنوده وقال بصوتٍ عالٍ: "أشيروا عليّ", فقام "عبد الله بن أُبي بن سلول" وكان من منافقي المدينة، وطرح فكرة التحصّن في داخل المدينة، والقتال فيها على غرار حرب الشوارع, وكان هذا رأي بعض أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار، إلّا أن الفتيان من المسلمين وبخاصة من لم يشهد منهم بدراً وكانوا يشكلون الأغلبية شجبوا هذا الرأي بشدّة، ورفضوه بقوّة وطلبوا من رسول الله الخروج إلى العدو، ورغبوا في الشهادة، وأحبّوا لقاء العدو, وقالوا:إنّا نخشى يا رسول الله أن يظن عدوُّنا أنّا كرهنا الخروج إليهم جبناً عن لقائهم فيكون هذا جرأة علينا، وقد كنتَ يوم بدر في ثلاثمائة رجل فظفّرك الله عليهم، ونحن اليوم بشرٌ كثيرٌ، قد كنّا نتمنى هذا اليوم وندعو الله به فقد ساقه الله إلينا في ساحتنا؛ وقد أيّد "حمزة" رضوان الله تعالى عليه هذا الموقف.
النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) يلبس لامة الحرب:
بعد أن تعيّنت كيفية مواجهة العدو والدفاع، دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بيته ولبس لامته، وقد لبس الدرع فأظهرها وحزم وسطه وخرج من بيته, فأثار هذا المشهدُ المسلمين وهزّهم بشدّة، فندموا على ما كانوا قد قالوه له، وقالوا معتذرين: يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "ما يَنْبَغي لِنَبِيّ إذا لَبِسَ لامَتَهُ أن يَضَعَها حتّى يُقاتِلَ".
وكان "عمرو بن الجموح" رجلاً شيخاً أعرج شديد العرج وقد أُصيب في رِجله في حادثة. وكان له بنونٌ أربعةٌ مثل الأسود، يشهدون مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المشاهد، فلما كان يوم "أُحُد" أراد أن يخرج مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وقد أَبَت نَفسُهُ أن تفوته الشهادة، وأن يجلس في بيته ولا يشترك مع رسول الله في تلك المعركة، وإن اشترك بنوه الأربعة فيها, فأراد أهله وبنوه حبسَهُ وقالوا له: إنَّ الله عزّ وجلّ قد عذَرَك، ولم يقتنع بمقالتهم، وأتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال: إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إنّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنّة, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):"أمّا أنتَ فَقَدْ عَذَرَك اللهُ ولا جهادَ علَيْكَ", ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) لبنيه وقومه: "لا عَليْكُمْ أن لا تَمْنَعُوه، لعلَّ الله يَرْزقَهُ الشهادة", فخلّوا عنه، وخرج وهو يقول:"اللهمّ ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي", ورُزِق الشهادة.
وأمّا "حنظلة" فهو شاب لم يكن قد جاوز الرابعة والعشرين من عمره آنذاك. وهو ابن "أبي عامر" عدوّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومن المحرّضين ضدّه وكان مع المشركين في أُحُد, وكانت ليلة معركة أُحُد ليلة زواج حنظلة, ولكنّه عندما سمع بنداء الجهاد استأذن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) بأن يتوقّف في المدينة ليلة واحدة لإجراء مراسيم الزفاف والإقامة ليلة عند عروسه ثم يلتحق بالمعسكر الإسلامي صبيحة الغد من تلك المعركة, فأَذِنَ له النبي (صلّى الله عليه وآله) . ولمّا أصبح خرج من فوره وتوجّه إلى أُحُد وكان عليه غُسلاً واجباً. وسقط حنظلة شهيداً إلى جانب حمزة وعمرو بن الجموح, فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "رأيتُ المَلائكَة تغَسِّلْ حنظلةَ بينَ السّماءِ والأرض بماءِ المُزن في صحائفَ من ذهَب". فكان يسمّى غسيل الملائكة أو حنظلة الغسيل.
ثمّ إنّ هناك مواقف وتضحيات عظيمة قام بها رجال معدودون في معركة أُحُد معروفة بين المؤرخين، أبرزها وأجدرها بالإجلال تضحيات الإمام عليّ (عليه السلام) ومواقفه الكبرى في ذلك اليوم.فهو صاحب اللواء والراية في هذه الواقعة الكبرى, وقد ورد عن ابن عبّاس أنّه قال: "لعليّ أربع خصال ليس لأحد من العرب غيره أوّل عربي وعجمي صلّى مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله)وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف..."