علّة ظهور الحجاب
ما هو سبب ظهور الحجاب، وما هي فلسفته؟ وكيف أضحى الحجاب ظاهرةً بين سائر الأمم القديمة أو لدى بعضها؟
نحن نعرف أنّ الإسلام دين، جاءت كلُّ أحكامه على أساس مصلحةٍ وحكمة، فلِمَ وعلى أساس أيّة مصلحة أكّد أو أسّس الإسلام الحجاب؟
سعى المناهضون لظاهرة الحجاب الى إبراز جملة ممارساتٍ ظالمة، بوصفها عللاً لهذه الظاهرة، ولم يُميِّزوا في ذلك بين الحجاب الإسلاميّ وغير الإسلاميّ، فأوحوا بأنّ الحجاب الإسلاميّ ينطلق من هذه الممارسات الظالمة أيضاً.
لقد طرح الباحثون نظريّات متنوّعة بصدد أسباب ظهور الحجاب. وقد ثُبِّتت هذه الأسباب في الأعمِّ الأغلب لإبراز الحجاب بوصفه عملاً ظالماً وممارسة جاهلة. وبدورنا نشرع في ذكر جملة من هذه الأسباب.
يُمكننا تصنيف النظريّات التي عثرنا عليها إلى: فلسفيّة، واجتماعيّة، وأخلاقيّة، واقتصاديّة، ونفسيّة، وهي كما يلي
1 - الاتّجاه الرهبانيّ والميل نحو الرياضة الروحيّة "الجذر الفلسفيّ".
2 - فقدان الأمن والعدالة الاجتماعيّة "الجذر الاجتماعيّ".
3 - حكومة الأب وتسلُّط الرجل على المرأة، واستغلال طاقتها الاقتصاديّة لمصلحة الرجل الاقتصاديّة "الجذر الاقتصاديّ".
4 - أنانيّة الرجل وحسده "الجذر الأخلاقيّ".
5 - العادة الشهريّة وإحساس المرأة بالنقص أمام الرجل، مضافاً إلى العادات القاسية، التي تُمارس ضد المرأة أيّام حيضها من احتقارها وترك معاشرتها "الجذر النفسيّ".
هذه هي أهمُّ العوامل، وسنأتي على تفصيل كلِّ واحدٍ من هذه العوامل، ثم نُحلِّله وننقده، وسنُثبت أنّ الإسلام لم يأخذ بنظر الاعتبار أيّاً من هذه العوامل في فلسفته الاجتماعيّة، وأنّ أيّاً من هذه العوامل لا ينسجم مع الأسس المعروفة والعامّة للتفكير الإسلاميّ، وسنُشير في خاتمة البحث إلى سبب رئيس يُمثِّل - من وجهة نظرنا - أكثر العوامل وجاهة في خلق ظاهرة الحجاب.
1ـ الاتّجاه الرهبانيُّ والرياضة الروحيّة
ترتبط مسألة الحجاب بالاتّجاه الرهبانيّ والرياضة الروحيّة من خلال كون المرأة أروع موضوع من مواضيع المتعة والّلذة، التي يتوفّر عليها الرجال. فإذا اختلط الرجل بالمرأة، وتعاشرا فسوف يتّجهان حتماً صوب المتعة والّلذة. وبغية أنْ يكون المحيط الاجتماعيّ منسجماً بشكلٍ كامل مع روح الزهد والرياضة، أقام أتباع الفلسفة الرهبانيّة حاجزاً بين الرجل والمرأة، وألزموها بالحجاب، كما جانبوا سائر المغريات الأخرى. وجاء ظهور الحجاب في ضوء هذه النظريّة نتيجة احتقار الزواج وتقديس العزوبة.
أنتج الاتّجاه الرهبانيّ وتركُ الدنيا بالنسبة للمال فلسفة الفقر والعزوف الكامل عن كلِّ الوسائل الماديّة، كما أنتج بالنسبة للمرأة العزوبة ومجانبة الجمال.
إطالة الشَّعر عادة مُتعارَفة بين السيخ والهندوس وبعض الدراويش، كما أنّ مجانبة الجمال والوقوف ضدّ الشهوة من ثمار الفلسفة الرهبانيّة والميل نحو الرياضة الروحيّة.
يقول هؤلاء: إنّ تقصير الشَّعر وتمشيطه عامل زيادة الشهوة الجنسيّة، بينما تُفضي إطالة الشَّعر إلى تقليل وإضعاف الشهوة.
يحسن بنا هنا أنْ نأتى إلى بعض ما قاله "راسل" في هذا الموضوع. يقول "راسل" في كتابه "الأخلاق والعلاقة الجنسيّة" الصفحة 30 من الترجمة الفارسيّة ما يلي:
إنّ نهج "بولس المقدّس" الفكريّ أشاعته الكنيسة بشكل كامل، خصوصاً في القرن الأوّل لميلاد المسيح، وسلك عدد كبير من الأفراد سبيل السياحة الروحيّة ليقهروا الشيطان، الذي يملأ أذهانهم في كلِّ آنٍ بألوان التخيّلات الشهوانيّة. وقد حاربت الكنيسة - ضمن هذا السياق - الاستحمام، إذ إنّ الاستحمام يدفع مفاصل البدن الإنسانيّ نحو الخطيئة. فرحّبت الكنيسة بوساخة البدن، وأخذت رائحة البدن لوناً من القدسيّة، إذ إنّ نظافة البدن وتجميله تتعارض - من وجهة نظر بولس - مع نظافة الروح...".
علّة ظهور الحجاب
نأتي الآن لنرى هل ينسجم مثل هذا التبرير للحجاب مع النهج الإسلاميّ وطريقته الفكريّة؟
للإسلام - من حسن الحظّ - نهج فكريٌّ واضح ونظرة جليّة للعالَم. فوجهة نظره بصدد الإنسان والعالَم والّلذّة واضحة، من هنا يُمكن أنْ نتعرّف بيُسرٍ، هل أنَّ للإسلام اتّجاهاً نحو الرياضة الروحيّة أم لا؟
نحن لا نُنكر أنّ للرهبانيّة والرياضة الروحيّة وجوداً في نقاط من العالَم. وربما يُمكن اعتبار حجاب المرأة ـ في البقاع التي يُسيطر عليها هذا اللون من التفكير ـ نتيجةً له. ولكن عندما شرّع الإسلام الحجاب لم يستند في جميع الحالات إلى مثل هذه العلّة، كما أنّ مثل هذا الاتّجاه لا ينسجم مع روح الإسلام ولا مع سائر أحكامه.
فالإسلام - من حيث الأساس - حارب بشدّة التفكير الرهبانيّ. وهذه الحقيقة يُذعن بها حتى المستشرقون الأوروبيون.
لقد دعا الإسلام للنظافة، فبدلاً من اعتبار القُمَّل جواهر إلهيّة، قال: "النظافة من الإيمان". وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "مِنَ الدين المتعة" 1كما جاء عنه صلى الله عليه واله وسلم :"بئس العبد القاذورة"2. وجاء عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله جميل يُحبُّ الجمال"3.
وجاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله يُحبُّ الجمال والتجمُّل ويُبغض التبؤس والتباؤس، فإنّ الله إذا أنعم على عبده بنعمة أحبّ أنْ يُرى عليه أثرها، قيل: كيف ذلك؟ قال: يُنظِّف ثوبه ويُطيِّب ريحه، ويُجصِّص داره ويكنس أفنيته حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق"4.
ونجد في أقدم كتب الحديث والرواية "كالكافي" الذي يعود الى ألف عام بحثاً تحت عنوان "باب الزيّ والتجمُّل".
لقد قدّم الإسلام وصايا أكيدة لتقصير الشَّعر وتمشيطه واستخدام الطيب ودهن الشَّعر.
جاء في الرواية: أنّ جماعة من الصحابة كانوا حرّموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل، فأخبرت أمُّ سلمة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فخرج إلى أصحابه فقال: " أترغبون عن النساء، إنّي آتي النساء وآكل بالنهار وأنام بالليل...".
وعن الصادق عليه السلام قال: "إنّ ثلاث نسوة أتينَ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقالت إحداهنَّ: إنّ زوجي لا يأكل اللحم، وقالت الأخرى: إنّ زوجي لا يشمّ الطيب، وقالت الأخرى: إنّ زوجي لا يقرب النساء، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يجرُّ رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثُمّ قال: ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم ولا يشمّون الطيب ولا يأتون النساء، أما إنّي آكل اللحم وأشمّ الطيب وآتي النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي"5.
إنّ الحكم بتقصير الثياب - خلافاً لعادة العرب آنذاك حيث كانت ثيابهم تخطُّ في الأرض - كان لأجل النظافة، وقد بُيّن هذا الحكم في الآيات الأولى التي نزلت على الرسول صلى الله عليه واله وسلم :﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾6.
كما أنّ استحباب لبس الثوب الأبيض هو لأجل جماله من جهة ولأجل النظافة من جهة أخرى، إذ الّلباس الأبيض يعكس بشكل أفضل الأوساخ، ولهذه المسألة جاءت الإشارة في الروايات: "إلبسوا البياض فإنّه أطيب وأطهر"7.
وقد جاء في الأثر عن النبيِّ صلى الله عليه واله وسلم أنّه كان ينظر في المرآة، ويرجّل جمّته ويمتشط، وربّما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله8.
وقد اعتبر القرآن الكريم خلق أسباب الزينة والتجمّل من ألطاف الله تعالى على عباده، وهاجم بشدّة تحريم هذه النعم الإلهيّة: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْق﴾9.وقد ورد في النصوص الإسلاميّة أنّ الأئمّة استندوا في جدالهم مع المتصوِّفة إلى نفس هذه الآية لإثبات بطلان ادعاءاتهم 10.
فالإسلام لم يرفض تمتُّع الزوجين جنسيّاً أحدهما بالآخر فحسب، بل جعل لذلك ثواباً وأجراً.
ولعلَّ من المدهش بالنسبة لشخص غربيٍّ أنْ يسمع أنّ الإسلام يذهب الى استحباب المُلاعبة بين الزوج والزوجة، وتجمُّل المرأة لزوجها. فالغربيّون سابقاً حينما كانوا يلتزمون تعاليم الكنيسة وكانوا يشجبون كلَّ ألوان الّلذّة، كانوا يعتقدون بخطأ ما يُستحبّ في الإسلام، بل كانوا يهزأون به.
لقد منع الإسلام بشدّة ألوان المتعة الجنسيّة خارج إطار الزواج الشرعيّ، ولهذا المنع فلسفة خاصّة سنوضِّحها لاحقاً. لكنّه رحّب بالمتعة الجنسيّة في حدود الشرع، حتى أنّه اعتبر حبَّ النساء من خصائص الأنبياء: "من أخلاق الأنبياء حبُّ النساء"11. وذمَّ الإسلام المرأة التي تُقصِّر في تجميل وتزيين نفسها لزوجها، كما ذمّ الأزواج الذين لا يُشبعون رغبات نسائهم.
جاء في الأثر عن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام (الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ) اختضب، فقلت: جُعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم إنّ التهيئة ممّا يزيد في
عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة. ثم قال: أيسرّك أنْ تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا. قال: فهو ذاك. ثُمَّ قال: مِنْ أخلاق
الأنبياء التنظيف والتطيّب وحلق الشَّعر وكثرة الطروقة 12.
وقد جاء في حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال:"تنظّفوا ولا تشبّهوا باليهود" 13 ثُمَّ أشار بعد ذلك إلى أنّ انحراف نساء اليهود نشأ جرّاء وساخة رجالهنّ فكانوا غير مرغوبين من قِبَل نسائهم، وأَمَرَ المسلمين بالنظافة لكي ترغب بهم نساؤهم.
وقد ورد في الأثر: أنّ الصحابيَّ عثمان بن مظعون اتّجه نحو الرهبنة وترك الدنيا وملذّاتها، فجاءت زوجته إلى النبيِّ صلى الله عليه واله وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ عثمان يصوم النهار ويقوم الليل، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مُغضِباً يحمل نعليه حتى جاء الى عثمان فوجده يُصلّي، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فقال له: "يا عثمان لم يُرسلني الله بالرهبانيّة ولكن بعثني بالحنيفيّة السمحة أصوم وأصلّي وألمس أهلي، فمن أحبّ فطرتي فليستنّ بسنّتي، ومِنْ سنّتي الزواج"14.
2 ـ فقدان الأمن
الشيء الآخر الذي ذكروه لبروز ظاهرة الحجاب هو: فقدان الأمن. لقد كان فقدان الأمن والعدالة الاجتماعيّة ظاهرة سائدة بوضوح في الأزمنة الغابرة. فقد كانت يد ذوي النفوذ والقدرة طويلةً على أموال الناس ونواميسهم، فإذا كان لدى الناس مال أو ثروة فإنّهم مضطرّون لإخفائها بالدفن تحت الأرض. فبقاء الكنوز مخفيّة يعود سببه إلى أنّ أصحاب الذهب والثروة لم تكن لديهم الجرأة لإطلاع أبنائهم على أماكن إخفائها، فقد كانوا يخافون كشف سرِّ ذلك بواسطة أبنائهم فتقع فريسة بيد الأشقياء والمتجاوزين. من هنا فقد يموت الأب فجأةً، ولم تتسنّ له فرصة لإخبار ابنه بأسراره، فتبقى ثروته دفينة تحت التراب، ولذا اشتُهِرت الكلمة المعروفة: "إحفظ ذهبك، وذهابك، ومذهبك".
فكما لم يكن هناك اطمئنان أمنيّ بالنسبة للثروة، لم يكن أيضاً بالنسبة للمرأة، فكلُّ شخص لديه امرأة جميلة كان مضطرّاً لإخفائها عن الأشقياء، إذ لو اطّلع هؤلاء على وجودها لم يبقَ ذلك الشخص مالكاً لها.
لقد شهدت إيران أيّام الحكم الساسانيّ جنايات وفجائع فظيعة في هذا المجال. فبمجرّد اطّلاع أبناء السلاطين ورؤساء القبائل والإقطاعيّين على وجود امرأة حسناء في منزلٍ ما، يهجمون على ذلك المنزل، ويخطفون المرأة من بيت زوجها. فلم يكن آنذاك الحديث حول "الستر"، بل كان الحديث يدور حول إخفاء المرأة، لكي لا يعلم بها أحد.
وقد نقل (ويل ديورانت) في كتابه "قصّة الحضارة" وقائع مُخجِلة حدثت في إيران القديمة.
إنّ فقدان الأمن لم يكن مختصّاً بإيران ولا بالزمن القديم، فقد انتشرت هذه الممارسة في بغداد حينما سيطر أهل ما وراء النهر على الخلافة فيها، بل انتشرت أيضاً في الأزمنة القريبة لعصرنا، حيث ينقل أهالي أصفهان قصصاً كثيرة عن أحد أبناء الملك في أصفهان تحكي نماذج كثيرة من تلك التجاوزات
متابعة وتحليل
نحن لا نُنكر أنّ فقدان الأمن والعدالة في الأزمنة الماضية كان له أثر في إخفاء المرأة. ومن المسلّم به أنّ الحجاب المتطرِّف والأفكار المتطرِّفة بشأن ستر المرأة ناتجة عن هذا اللون من
الممارسات في التاريخ. ولكن يجب علينا أنْ نتساءل: هل أنّ فلسفة الحجاب في الإسلام تقوم على أساس هذا الأمر؟
من المقطوع به أنّ علّة تشريع الحجاب في الإسلام ليست هي فقدان الأمن، وعلى الأقلّ ليست هي العلّة الوحيدة والأساس، إذ إنّ فقدان الأمن لم يأت علّة في النصوص الإسلاميّة، كما أنّه لا يتطابق مع وقائع التاريخ. فرغم أنّ الحجاب لم يكن تقليداً في العصر الجاهليّ إلاّ أنّ العرب كانوا يعيشون بأمن في ظلِّ محيطهم القبليّ والبدويّ. ففي نفس الوقت الذي كان يسود في إيران فقدان الأمن الاخلاقيّ والتجاوز على الأعراض بحدِّه الأعلى، وكان هناك حجاب أيضاً، لم تكن بين أفراد القبائل العربيّة مثل هذه التجاوزات.
إنّ العرب كانت تفتقد في حياتها القبليّة الأمن الاجتماعيّ بين القبائل. والحجاب ليس تدبيراً لمعالجة هذا الوضع. فقد كانت القبائل تتصارع بشكل دمويّ فيما بينها، ويُغير بعضها على الآخر فيُأسر الرجال والنساء، وبالتالي لا يُعالِج الحجاب مشكلة المرأة. فرغم الفارق الكبير بين مستوى حياة العرب في الجاهليّة وبين مستوى الحياة الصناعيّة المعاصرة، إلاّ أنّ هناك تشابهاً في شيوع ظاهرة "الزنا" حتى بذوات الأزواج. ولكنْ مع فارق وهو أنّ فقدان الأمن الفرديّ في عصرنا الصناعيّ لم يكن آنذاك، بحكم لون من الحريّة السياسيّة وفقدان الحكم الدكتاتوريّ، فلم يُمارس إخراج
النساء بالقوّة من بيوت أزواجهنّ.
يكون الحجاب مانعاً من التجاوز فيما إذا كان المتجاوِز يعيش في ظلِّ عرفٍ وحياةٍ مشتركةٍ مع الآخرين، ولم يكن هناك تجاوز بين أفراد القبيلة الواحدة بحكم العُرف الحاكم آنذاك، ولذا لا يُمكننا أن نقول: إنّ الإسلام شرّع الحجاب لأجل إقرار الأمن الأخلاقيّ.
إنّ فلسفة الحجاب في الإسلام أمر آخر سنتحدّث عنه. ونحن لا نُريد أنْ نقول في الوقت ذاته إنّ مسألة الأمن الأخلاقيّ لم تكن منظورة على الإطلاق. فسوف نرى عندما نتناول تفسير (آية الحجاب) أنّ القرآن أخذ هذه المسألة بنظر الاعتبار. كما لا ندّعي أيضاً أنّ هذه المسألة لا محلَّ لها في عصرنا وأنّ الأمن الأخلاقيّ متوفِّر للمرأة بشكلٍ كامل. فالصحف اليوميّة تعكس لنا أخبار الاعتداءات الخشنة التي تُمارس في بلدان العالم المتطوِّر.
3 ـ استغلال المرأة
ذهب بعضهم إلى اعتبار العامل الاقتصاديّ جذراً من جذور ظاهرة الحجاب، فقالوا: إنّ ظاهرة الحجاب والحريم من بقايا عهد ملكيّة وسلطة الأب. فبغية أنْ يتوفّر الرجال من خلال النساء على منافع اقتصاديّة، كانوا يحفظونهنّ في البيوت، ولأجل تكييف المرأة وإقناعها بالبقاء ذاتياً في البيت، واعتبار الخروج من المنزل عملاً قبيحاً، اخترعوا فكرة الحجاب.
لقد سعى أصحاب هذه المقولة إلى توجيه وتفسير مسائل أخرى، نظير النفقة والمهر أيضاً على أساس مالكيّة الرجل للمرأة.
متابعة
ويكفي في الردّ على هذا الادعاء أنْ ندرس ونُحلِّل الإجابة عن هذا الاستفهام: هل أنّ الحجاب معلول لملكيّة الرجل للمرأة، أم لا؟.
ما هو هدف الإسلام من أحكامه بالنسبة للستر والحجاب بين المرأة والرجل؟ هل أراد أنْ تكون المرأة من الزاوية الاقتصاديّة في خدمة الرجل؟
من المقطوع به أنّ الإسلام لا يستهدف ذلك. فالإسلام لم يُرد مطلقاً أنْ يستغلّ الرجل المرأة اقتصاديّاً. لقد أعلن الإسلام بحزم - لا مجال للشكّ إليه -: أنّ الرجل لا يتمتّع بأيِّ حقٍّ في
استثمار المرأة. فاستقلال المرأة اقتصاديّاً من المسلّمات الثابتة في الشريعة الإسلاميّة. فعمل المرأة تعود ثماره إليها. فإذا رغبت المرأة في العمل داخل الدار تبرّعاً فلها ذلك، وإلاّ لا يحقّ للرجل إجبارها على أنْ تعمل، حتى رضاعة طفلها، فرغم أنّ الأم أولى من غيرها في إرضاع ولدها، لكن هذه الأولويّة لا تُسقط حقّها في الأجرة. فإذا طلبت أجرة معيّنة مقابل رضاعة ولدها وكانت الأجرة متعارَفة فهي أولى بإرضاع ولدها وأخذ الأجرة على الرضاعة.
إنّ المرأة إسلاميّاً تستطيع أنْ تختار أيَّ عمل لا يؤدّي إلى إفساد الأسرة ولا يتعارض مع حقوق الزوج، وترجع ثماره الماديّة إليها.
أجل، فلو كان الإسلام يستهدف من الحجاب استغلال المرأة اقتصاديّاً، لم يسمح للمرأة بأنْ لا تعمل في بيت الزوج. فلا يُعقل أنْ يؤمن من جهة باستقلال المرأة اقتصاديّاً، ويُشرّع الحجاب من جهة أخرى لأجل استغلال المرأة اقتصاديّاً.
إذن لم يستهدف الإسلام مثل هذا الهدف..
4 ـ الحسد:(الجذر الأخلاقيّ)
الجذر الآخر - الّذي ذكروه لبروز ظاهرة الحجاب - ذو وجهة أخلاقيّة. فقد طرحوا هنا ـ كما هو الحال في النظريّة السابقة ـ أنّ علّة ظهور الحجاب هي سلطة الرجل وأسر المرأة، مع فارق، وهو أنّ الاتّجاه هنا استبدل الجذر الاقتصاديّ بآخر أخلاقيّ في تفسير سلطة الرجل، فقالوا: إنّ علّة حفظ الرجل للمرأة ـ بهذه الصورة التي تضحى فيها المرأة أسيرة ـ هي أحاسيسه الحسود، وأنانيّته إزاء الرجال الآخرين. فالرجل لا يرغب أنْ يستغلّ الرجال الآخرون المرأة التي تحته، ولو بالنظرة أو الحديث.
وباعتقاد هؤلاء أنّ الأحكام الدينيّة، رغم معارضتها في مجالات أخرى للأنانيّة وعبادة الذات، فقد انقلب الأمر هنا، إذ أمضت هذه الأحكام صحّة أنانيّة الرجال هنا، وحقّقت مآربهم.
يقول "راسل": لقد استطاع بنو البشر إلى حدٍّ ما السيطرة على أنانيّتهم بالنسبة للمال والثروة، ولكنّهم لم يستطيعوا السيطرة على أنانيّتهم بالنسبة للمرأة. فمن وجهة نظر "راسل" " الغيرة" ليست أمراً ممدوحاً، وتعود في جذورها إلى لون من البخل والأنانيّة.
نستنتج من حديث "راسل" أنّه: إذا كان البذل والعطاء بالنسبة للثروة أمراً حسناً، فهو حسن أيضاً بالنسبة للمرأة. فلِمَ نذمّ البخل والحسد بالنسبة للمال، ولا نذمّه بالنسبة للمرأة؟ لِمَ يُعدّ الكرم والإطعام عملاً أخلاقيّاً، بينما يُذمّ تمتيع الآخرين جنسيّاً؟ ليست هناك علّة معقولة لهذا التفاوت باعتقاد أمثال "راسل"! فالأخلاق لم تستطع التغلّب على الأنانيّة والاحتكار بالنسبة للأمور الجنسيّة، بل على العكس استسلمت لعبادة الذات واعتبرت ما يُسمّى بالغيرة لدى الرجل والحجاب والعفاف لدى النساء عملاً حسناً.
تحليل ومتابعة
نحن نجد أنّ لدى الرجل ميلاً لعفاف وطهارة المرأة، يعني: أنّ للرجل رغبة خاصّة في أنْ تكون زوجته طاهرة لم يلمسها أحد، كما أنّ لدى المرأة ميلاً خاصاً للعفاف. وبديهيّ أنّ لدى المرأة أيضاً ميلاً لأنْ يكون زوجها غير ذي علاقة جنسيّة مع غيرها. غير أنّ هذا الميل ينطلق من أساس - كما نعتقد - مغاير للأساس الذي ينطلق منه الميل المشابه لدى الرجل. فما لدى الرجل هو الغيرة، أو الحسد المخلوط بالغيرة، أمّا ما لدى المرأة فهو حسد بحت.
لا نُريد هنا أنْ نتناول بالبحث لزوم عفاف الرجل وأهميّته بالنسبة إليه وبالنسبة للمرأة وإنّما بحثنا ينصبّ على الإحساس الذي لدى الرجال، والذي يُدعى "الغيرة".
أوّلاً: هل أنّ الغيرة هي عين الحسد، مع تغيير في الألفاظ، أم أنّها أمر آخر؟
ثانياً: هل أنّ أساس الستر والحجاب الإسلاميّ هو احترام إحساس الرجل بالغيرة، أم أنّ هناك جهات أخرى يقوم عليها؟
أمّا أوّلاً: نحن نعتقد أنّ الحسد والغيرة صفتان مختلفتان تماماً، ولكلٍّ منهما أساس مستقلّ. فأساس الحسد هو الأنانيّة، وهو ينطلق من غرائز الإنسان وأحاسيسه الذاتيّة. لكنّ "الغيرة" لون من الإحساس الاجتماعيّ العامّ، الّذي يعود بالفائدة على الآخرين.
"الغيرة" لون من الصيانة أودعتها يد الإبداع في الوجود البشريّ، بُغية الاحتراز من اختلاط النسل. وسرُّ توفّر الرجل على حساسيّة شديدة إزاء اختلاط زوجته جنسيّاً مع غيره هو: أنّ التكوين والخلق وظّفه للحفاظ على نسبه في الأجيال القادمة. وهذا الإحساس شبيه بإحساس الارتباط مع ولده. الكلُّ يعرف مدى ما يحمله الابن لأبويه من آلام ومتاعب ونفقات، ولو لم تكن تلك العلاقة الشديدة لدى الآباء بأبنائهم لم يُقدم أحد على التناسل وحفظ النسل. ولو لم يكن الإحساس بالغيرة موجوداً لدى الرجل للحفاظ على حرثه وزرعه، لانقطعت عندئذ علاقة النسل تماماً، فلا يعرف أيُّ والد ولده، ولم يدر أيُّ ولد مَنْ هو أبوه. وقطع هذه العلاقة يؤدّي الى إلغاء كون البشر اجتماعيّين.
إنّ الاقتراح الذي يرى أنّ: على الإنسان في نضاله ضدّ الأنانيّة أنْ يضع الغيرة جانباً، يُشبه تماماً الاقتراح الذي يرى إلغاء غريزة الارتباط بالولد، بل إلغاء الإحساس الإنسانيّ كليّاً بوصفه ميلاً نفسيّاً لدى البشر. مع العلم أنّ هذا الميل النفسيّ ليس ميلاً دونيّاً بل هو إحساس بشريّ رفيع الدرجة.
الميل لحفظ النسل موجود لدى المرأة أيضاً. ولكنّ هذا الميل لا يحتاج الى حراسة وصيانة، إذ نسبة الولد لأمّه محفوظة على الدوام ولا تقبل الشكّ والاشتباه. ومن هنا يُمكن أنْ نفهم أنّ حساسيّة المرأة إزاء اختلاط زوجها بغيرها جنسيّاً له أساس مغاير لحساسيّة الرجل. إحساس المرأة يُمكن أنْ نعتبره ناشئاً من الأنانيّة ورغبتها في التفرّد به، لكنّ إحساس الرجل ذو صبغة اجتماعيّة، ولأجل حفظ النوع. نحن لا ندّعي أنّ الرجل خلو من الحسد والرغبة في التفرّد بالمرأة، وإنّما ندّعي أنّ الرجل لو افترضنا أنّه هذّب ذاته أخلاقيّاً وقضى على الحسد في نفسه، فهناك إحساس اجتماعيّ يمنعه من السماح لزوجته بالارتباط جنسيّاً مع الآخرين. نحن ندّعي أنّ حصرَ علّة حساسيّة الرجل في الحسد الذي هو لون من الانحراف الأخلاقيّ خطأٌ.وقد وردت الإشارة في بعض الروايات أيضاً إلى هذا الموضوع: أنّ ما لدى الرجال هو الغيرة، وما لدى النساء هو الحسد.
ولأجل إيضاح هذه المسألة يُمكن أنْ نُضيف حقيقة هنا، وهي: أنّ المرأة تُريد على الدوام أنْ تكون معشوقة الرجل ومطلوبة منه، فتجمُّل المرأة وتغنُّجها لأجل أنْ تجلب انتباه الرجل. فالمرأة لا تطلب الوصال الجنسيّ بمقدار رغبتها في جعل الرجل عاشقها المولّه. فإذا لم تُرد المرأة أنْ يتّصل زوجها بغيرها من النساء جنسيّاً فذلك لأنّها تُريد أنْ تختصّ بمركز المعشوق والمطلوب. ومثل هذا الإحساس لا وجود له لدى الرجل، فالرغبة في الاختصاص على هذا الشكل غير موجودة في تكوين الرجل، من هنا فإذا حال دون اتّصال زوجته بالرجال الآخرين جنسيّاً، فذلك يعود إلى ما أشرنا إليه من حراسة النسل وصيانة النوع.
ولا ينبغي أيضاً أنْ نقيس المرأة بالثروة، فالثروة تفنى بالاستهلاك، ولذا تكون مورداً للنزاع والصراع، ورغبة البشر في الاختصاص بها يحول دون استفادة الآخرين. إلّا أنّ تمتّع رجلٍ بالمرأة ليس مانعاً من تمتّع الآخرين، ففي مثال المرأة لا تُطرح قضية الاحتكار والتخزين.
تنطبق على البشر المعادلة التالية: كلّما غطس الإنسان في وحل الشهوات وخسر عفافه وتقواه وإرادته الأخلاقيّة، كلّما ضعف في نفسه الإحساس بالغيرة. فعبيد الشهوات لا يتأثّرون حينما تتّصل زوجاتهم بغيرهم جنسيّاً، بل يلتذون أحياناً ويُدافعون عن هذا العمل المشروع! وعلى العكس من ذلك، الذين يُحاربون أنانيّتهم ويهذّبون شهواتهم، والذين يقتلعون من أنفسهم جذور الحرص والطمع والماديّة، فيتحوّلون إلى "إنسان" و"محبّي الإنسان" بمعنى الكلمة، ويوقفون أنفسهم على خدمة الخلق، ويستيقظ في ذواتهم الإحساس بضرورة خدمة أبناء جنسهم، مثل هؤلاء أكثر غيرةً وأشدّ حساسيّة. بل تمتدّ غيرتهم وحساسيّتهم لنساء الغير أيضاً. فوجدانهم لا يسمح لهم بأنْ يروا تجاوزاً على الناموس الاجتماعيّ، حيث يضحى الناموس الاجتماعيّ ناموسهم الشخصيّ.
لعليٍّ عليه السلام جملة مثيرة، حيث يقول: "ما زنى غيور قطّ"، فلم يقل الحسود لا يزني بل قال: الغيور لا يزني. لِمَ؟ ذلك لأنّ الغيرة لون من الشرف الإنسانيّ ولون من الحساسيّة الإنسانيّة بالنسبة لعفاف المجتمع. فكما لا يرضى الإنسان الغيور بتلويث ناموسه الشخصيّ لا يرضى أيضاً بتلويث الناموس الاجتماعيّ، إذ الغيرة تختلف عن الحسد، فالحسد حالة شخصيّة وفرديّة تنشأ جرّاء سلسلة من العقد النفسيّة، أمّا الغيرة فهي إحساس إنسانيّ وعاطفة نوعيّة. وهذا بنفسه دليل على أنّ "الغيرة" لا تنشأ من الأنانيّة، بل هي إحساس خاصّ أوجده قانون الخلق لأجل تحكيم أساس الحياة الأسريّة التي هي حياة طبيعيّة، لا اعتباريّة.
وأمّا هل أنّ تقديس الإسلام للستر والحجاب استجابة لغيرة الرجل، أم لا؟.
فالجواب هو: أنّ الإنسان - بلا شكّ - يحسب نفس الحساب الذي تحسبه "الغيرة"، أي الحفاظ على النسل وعدم اختلاط الأنساب، ولكن ذلك ليس هو العلّة الوحيدة للحجاب. وسوف نتناول في القسم القادم - فلسفة الحجاب في الإسلام - بالبحث، وسنوضح هناك هذه المسألة.
5 ـ العادة الشهريّة:(الجذر النفسيّ)
يعتقد بعضهم أنّ الحجاب وجلوس المرأة في المنزل ذو جذر نفسيّ. فالمرأة منذ البدء تحسّ بنقص أمام الرجل، وينشأ هذا الإحساس من ناحيتين: إحداهما، إحساسها بالنقص العضويّ، والأخرى، ما ينزل منها من دم حال الحيض والنفاس وحال إزالة البكارة.
إنّ اعتبار العادة الشهريّة نقصاً وأمراً حقيراً، تفكير ساد منذ القدم بين بني الإنسان، من هنا كانت النساء - أيّام العادة - تُسجن في زاوية من المنزل، كأيِّ شيء تافه وحقير، ويُبتعد عنهنّ.
ولعلّ هذا الاعتبار كان السبب في سؤال الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن هذه العادة. لكنّ الآية التي نزلت في الجواب عن هذا السؤال لم تعتبر الحيض نقصاً وحقارة، ولم تعتبر المرأة الحائض أمراً حقيراً يجب اجتناب معاشرته. بل جاء الجواب القرآنيُّ معتبِراً الحيض لوناً من الألم الذي يعتري الجسد، وأَمَرَ القرآن باجتناب اللقاء الجنسيّ بالمرأة، حال الحيض.
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء﴾. فالقرآن الكريم عدّ حالة الحيض لوناً من المرض فقط، كسائر الأمراض، ونفى عنه أيّ لون من التحقير والإهانة.
وقد جاء في الصفحة (76) من الجزء الأوّل من سنن أبي داود بشأن سبب نزول هذه الآية ما يلي:"عن أنس بن مالك، أنّ اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها، ولم يُشاربوها، ولم يُجامعوها في البيت، فسُئل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن ذلك، فأنزل الله سبحانه ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء﴾. إلى آخر الآية.
فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "جامعوهنّ في البيوت واصنعوا كلّ شيء غير النكاح".
فالمرأة الحائض - من وجهة نظر الإسلام - حكمها حكم الإنسان المُحدِث، الّذي يفتقد الوضوء أو الغسل، حيث يُمنع في هذه الحالة عن الصلاة والصوم.
وإذا اعتبرنا "الحدث" أمراً تافهاً، يرتفع بالطهارة "الوضوء أو الغسل"، ويكون الحيض كالجنابة والنوم والبول وغيرها من الأمور الّتي نُعدّها تافهة، فإنّ هذا اللون من التفاهة لا يختص بالمرأة، كما أنّه يرتفع بالغسل أو الوضوء.
لقد جرى حديث كثير بصدد أنّ المرأة أخذت تشعر بالنقص، وقد أدّى ذلك إلى أنْ يعتبرها الرجل وتعتبر هي نفسها موجوداً حقيراً. وسواء كان هذا الحديث صحيحاً أو غير صحيح، فلا علاقة له بفلسفة الإسلام بصدد الحجاب. فلا يرى الإسلام الحيض سبباً لتحقير وإهانة المرأة، ولم يُشرّع الحجاب بسبب حقارة وتفاهة المرأة، بل كانت له أهداف أخرى، سنأتي على عرضها.
* الحجاب, سلسلة تراثيات إسلامية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- وسائل الشيعة (آل البيت)، ج5 ص6.
2- م. ن.
3- وسائل الشيعة (آل البيت)، ج4، ص 455.
4- م. ن، ج5، ص 5.
5- وسائل الشيعة (آل البيت)، ج20، ص 107.
6- المدثر:4.
7-وسائل الشيعة، ج 3، ص 41.
8-انظر: م. ن، ج5، ص 11.
9- الاعراف: 32.
10- أنظر: وسائل الشيعة (آل البيت)، ج 5، ص 7.
11- وسائل الشيعة (آل البيت)، ج 20، ص 22.
12- الكافي، ج5، ص567.
13- نهج الفصاحة.
14- الكافي، ج5، ص494.