إنّ من لوازم الانتظار الإعداد الذاتيّ، بمعنى أن نعلم أنّ هناك واقعةً كبرى ستحدث ونكون منتظرين دوماً، فلا يصحّ أبداً أن يُقال إنّه قد بقي سنواتٌ أو فترات محدّدة لوقوع الأمر، ولا يصحّ أبداً أن يُقال إن هذه الحادثة قريبة وسوف تقع في هذه الأيام المقبلة. وعلينا أن نكون مترصّدين دائماً ومنتظرين دوماً.
فالانتظار يوجب على الإنسان أن يعدّ نفسه بطريقةٍ وهيئةٍ وخُلُقٍ يقارب الشاكلة والهيئة والخُلُق المتوقّع في الزَّمان الذي ينتظره.
فعندما يكون ذلك العصر المنتظَر هو عصر الحقّ والتوحيد والإخلاص والعبودية لله وهو منتظَرٌ فعلينا أن نقرّ بأنفسنا من مثل هذه الأمور ونعرّف أنفسنا إلى العدل ونهيّئها للعدل ولقبول الحقّ، فإنّ الانتظار يوجد مثل هذه الحالة.
ومن الخصائص المودعة في حقيقة الانتظار هي أن لا يقنع الإنسان بمقدار التقدّم الحاصل في وضعه الحالي، بل يسعى للإكثار منه يوماً بعد يوم، وأن يزيد من تحقّق الحقائق ومن الخصال المعنوية والإلهية في نفسه وفي المجتمع. إن هذه من لوازم الانتظار أيضاً.
* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.