عقدت مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر بلبنان بالإشتراك مع المعهد الشّرعي الإسلامي حلقة حوارية علمية تحت عنوان :"الحوزة العلميّة وتحدّيات العصر"، حضرها لفيف من علماء الدّين والمثقفين والمفكرين والباحثين.
إستهل سماحة السيّد جعفر فضل الله الحلقة بالتطرق الى بعض الإشكاليّات الّتي تواجه الحوزة العلميّة في العصر الرّاهن، ثمّ كانت كلمة لمدير ملتقى الحوار والأديان العلّامة الشّيخ حسين شحادة الّذي اعتبر أنّ "الحوزة هي صانعة حياتنا كونها تردّ الإعتبار لمرجعيّة العقل" لافتاً الى تراجع دورها في العصر الرّاهن، حيث بتنا نحتاج "لا إلى تجديد نظام الحوزة التّعليمي فحسب، بل إلى اجتراح رؤية متكاملة لبنية هذه العمارة المعرفيّة".
بدوره أشار الدكتور خنجر حميّة الى واقع الحوزة العلميّة على ما هي عليه اليوم، معتبراً أنّها لم تعد قادرة على القيام بدورها المرسوم لها فيما يتعلّق بإنتاج عالِمٍ قادرٍ على التّعاطي مع العالَم كونها لا تقوم بأي جهد لمعرفة العلوم الحديثة"، متسائلاً: كيف يتسنّى لمدرسة علميّة أو أكاديميّة لا تشارك في التّعرّف على علوم العالم أن تشارك في صناعة العلوم وتطورها.
ورأى الدّكتور حسن جابر أنَّ "القصور المنهجي في الحوزات العلميّة لا يمثّل طفرةً ما، كون كلّ تقدُّم أو ارتكاس يسير وفق سيرورة التّطوّر الطّبيعي للإجتماع الإنساني"، مشيراً إلى أنّه "من غير المطلوب أن تتصدّى الحوزة لكافّة العلوم والميادين على اعتبار أنَّ اختصاص الحوزة هو اختصاص محدّد، وأنَّ ذاك التّحديد لا ينتقص من قيمتها العلميّة".
في الختام كانت الكلمة للشيخ حيدر حبّ الله الّذي تحدّث عن واقع الحوزة والتّحدّيات التي تواجهها، فأشار إلى تحدّي الواقع المعاصر ودور الحوزة تجاهه، وتحدي الحريات في ظلّ تزايد الضّغوط على أصحاب الرّأي التّجديدي ما يؤدّي إلى تراجع الإبداع، بالإضافة إلى سيطرة التّيّار الماضوي لدى بعض شباب الحوزة.