الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 12 جمادى الاولى 1446هـ

» قراءات ومـــراجعــات

مدرسة الحلّة

                                                                                                                     علي كريّم

مقدّمة: مدرسة الحلّة:
إنّ الشيخ محمّد بن إدريس الحلّي هو رائد ومؤسّس هذه المدرسة وأبرز أعلامها، وقبله لم يوجد في هذه المدرسة سوى نواة حركة علميّة تمثّلت في بعض الفقهاء والطلّاب. فالحلّة قبل إبن إدريس كانت كالنجف قبل الشيخ الطوسي, وحلب قبل سلار الديلمي وأبي صلاح الحلبي.

وإبن إدريس:
هو محمّد بن أحمد بن منصور بن إدريس العجلي الحلّي المُتوّفى سنة 598ه.

 لقد أثنى العلماء على إبن إدريس وعلوّ مقامه في العلم والفقه, فهذا صاحب مستدرك الوسائل(المحدّث النوري)[1] يقول فيه: الشيخ الفقيه ,والمحقّق النبيه, فخر الدين, أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إدريس الحلّي, العالم الجليل المعروف الذي أذعن بعلوّ مقامه في العلم والفهم والتحقيق والفقاهة أعاظم الفقهاء في إجازاتهم و تراجمهم.

لقد تمثل التجديد لدى إبن إدريس في كتابه السرائر الذي نفض عبره غبار الركود عن كاهل الفقه الشيعي، فقد عانى هذا الفقه من الركود بعد عصر الشيخ الطّوسي فقد انتشر التقليد بين الفقهاء طوال حوالي قرن من الزمن، فلم يجرؤ أحد على مخالفة الشيخ في أيّ من آرآئه الفقهيّة، بل قدّسوه تقديساً سدّ عليهم منافذ التفكير، فتوقفوا عن إبداء الرأي و إعطاء الفتوى.

إنّ هذا الذي ذكرناه هو السبب الذي تبنّاه بعض العلماء، إلا أنّ الشيخ عبد الهادي الفضلي لا يرتضيه في كتاب "تاريخ التشريع الإسلامي"[2]، حيث يعتبر بأنّ التقديس يجب أن يشكّل عامل دفع لهؤلاء للسير على منهج الشيخ إذا كانوا مؤمنين بسلامة هذا المذهب و معطياته الإستنباطيّة، إلا أنّ الظاهر أنّهم كانوا متهيبين من السير على هذا المنهج لإعتماده الكبير على أصول الفقه الذي كان ما زال مرتبطا في الذّهنيّة الشيعيّة بالقياس وإجتهاد الرأي، كما أنّ بعض تلامذة الشيخ كان اتجاهه إتجاه المحدّثين الذين لا يحبّذون الفكر الإجتهادي الأصولي.

لقد امتلك إبن إدريس ما يكفي من الجرأة الأدبيّة ليكسر الجمود الفقهي، حيث شنّ حملة نقديّة على من حاول سدّ باب الإجتهاد، و ذلك عبر إبداء آرآئه الفقهيّة المخالفة لأرآء من تقدمه من الفقهاء و مناقشتهم بكل حريّة و ثقة. بالإضافة الى هذه الحملة المهمّة أعلن إبن إدريس عن تربيع مصادر الفقه بذكر العقل الذي كان قد كشف عنه السيد المرتضى في جواباته و لم يدرجه في قائمة مصادره تهيّبا من الإثارة الفكريّة.

لقد عرف أيضا عن الشيخ عدم تجويزه العمل بخبر واحد المظنون صدوره عن المعصوم.

من بعد إبن إدريس برزت أسر علميّة حليّة إمتدّ عهدها من القرن السادس الهجري حتى القرن التاسع الهجري، و هذه الأسر هي: آل نما- آل طاووس- الهذليون- الأسديّون.

أولاً: آل نما.

جدّهم هو نما بن علي بن حمدون الحلّي، ثم أتى بعده أولاده الثلاثة: أبو البقاء هبة الله بن نما، علي بن نما، أبو محمد الحسن بن نما، ثم أولادهم: علي بن علي بن نما، جعفر بن هبة الله بن نما، أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما، جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما، أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن بن نما.

إنّ هذا البيت من أعرق البيوت العلميّة في الحلّة، الا أنّ الأبرز منهم هما نجيب الدين محمد بن جعفر وولده جعفر، فالوالد من مشايخ المحقق الحلي، و الولد من مشايخ العلامة الحلي و هو صاحب المقتل الموسوم "مثير الأحزان".

ثانياً: آل طاووس.

هم سادة حسنيّون من عقب الإمام الحسن المجتبى(ع), واشتُهِر منهم: موسى بن جعفر بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن طاووس وابناه:رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس واحمد بن موسى بن جعفر وابناهما :علي بن علي موسى وعبد الكريم بن أحمد بن موسى.

إنَ الأبرز تشريعيَاً من إفراد هذه العائلة هو السيَد جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن طاووس, حيث قام بأعمال مهمَة في مجالي الحديث والرجال, ففي علم الرجال ألّف كتابه الموسوم "حل الإشكال في معرفة الرجال"الذي ضمّنه محتويات الكتب الرجاليّة الخمسة الأهمّ في هذا العلم وهي:"رجال الكشّي" و"رجال النجاشي" و"الرجال" و"الفهرست" للطوسي و"الضعفاء" لإبن الغضائري, وفي علم الحديث يُنسب إليه وضع منهج خاص لتقييم الأحاديث من حيث الإسناد قسّم فيه الأحاديث إلى أربعة أقسام :الصحيح والحسن والموثّق والضعيف, وقد اختلِف في هذه النسبة بينه وبين تلميذه العلّامة الحلّي إلّا أنّ المشهور نسبته إليه.


ثالثاً:الهذليَّون: لقد برز منهم الفقيهان الشهيران: المحقّق الحلّي وابن عمّه الشيخ يحيى بن سعيد ,والمحقّق هو الأبرز حيث يُعتبر من أبرز العلماء على مرّ العصور نظراً للخدمات الجليلة التي قدّمها للمذهب, يقول فيه السيّد حسن الصدر:" هو أوّل من نبغ منه التحقيق في الفقه, وعنه أخذ وتخرّج ابن أخته العلّامة الحلّي وأمثاله من أرباب التحقيق والتنقيح , وليس في الطائفة أجلّ منه بعد الشيخ الطوسي"[3]

إنجازات المحقق الحلّي:

1- لقد خلّف المحقّق عدداً من المؤلفات الفقهيّة والأصوليّة المهمّة ,حيث وصل عدد مؤ لّفاته الفقهيّة و الأصوليّة المهمّة, و قد وصل عدد مؤلّفاته إلى 15 مؤلّفاً وهي: رسالة التياسر في القبلة - شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام - النكهة في المنطق - مختصر المراسم - فهرست المصنّفين - رسالة في الكلام -المسائل البغداديّة - المسائل العزيّة - المسائل المصريّات - المسلك في أصول الدين- معارج الأصول - المعتبر في شرح المختصر- النافع أو المختصر النافع- نكت النهاية - نهج الوصول إلى معرفة الأصول.

2- لقد قام المحقق بدور فعال في تطوير مسيرة الفقه الإمامي وأصوله, فقد ألّف كتابين في أصول الفقه وهما "المعارج" و"النهج" اللذين بلور فيهما بعض المفاهيم والمصطلحات الأصوليّة وأضاف بعض القواعد.

3- ألّف المحقق كتاب "شرائع الإسلام" الذي مثّل نقلة نوعيّة في مجال المتون الفقهيّة, فهو لم يلتزم فيه بنقل الأحاديث بألفاظها بل أشار إلى نتائج الأدلّة ,كما أكثر فيه من التفريع وذكر الأقوال, فاستقطب الباحثين الذين شرحوه وأصبح الكتاب التدريسي الأوّل في الوسط العلمي .

4- لقد عمل المحقق بجدّ وإخلاص على تخريج عدد كبير من المجتهدين الذين حملوا لواء العلم والمعرفة بعده, فقد تخرّج من تحت منبره الشريف أكثر من أربعمائة مجتهد وأبرزهم إبن أخته علّامة الدهر العلّامة الحلّي.

5- أكّد على ما قرّره وصرّح به قبله الشيخ إبن إدريس الحلّي لجهة تربيع الأدلّة وأضاف إليه الإستصحاب.


رابعاً: الأسديّون:

إنّ أشهر الأسدييّن على الإطلاق هو فريد دهره ووحيد دهره "جمال الدين والملّة أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهّر الحلّي.

يقول في ترجمته السيّد حسن الصدر في كتابه "تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام" وفي معرض حديثه عن المصنّفين في علم الرجال من علماء الشيعة وبعد ذكر اسمه: "شيخ الشيعة, ومحيي الشريعة, صنّف في كلّ الفنون والعلوم, المعقول والمنقول, ما يزيد على خمسمائة مجلّد, لم يتّفق في الدنيا مثله لا من المتقدّمين ولا من المتأخّرين"[4]

إنجازات العلّامة الحلّي:

1- لقد برع العلّامة الحلّي في مختلف العلوم فألّف في الفقه العديد من المؤلّفات ما بين مطوّلات ومتوسّطات ومختصرات, فمن المطوّلات: "المختلف" و "التذكرة"و"منتهى المطلب" ومن المتوسّطات:"القواعد" و "التحرير" ومن المختصرات: "إرشاد الأذهان" و "إيضاح الأحكام" و"تبصرة المتعلَمين", كذلك في الأصول حيث ألّف من المطوّلات "النهاية" و من المتوسّطات "التهذيب" من المختصرات "مبادئ الوصول إلى علم الأصول", كما برع في الحكمة العقليَة  فباحث الحكماء السابقين كإبن سينا والشيخ نصير الدين الطوسي.

لقد جاوزت مؤلّفات العلّامة المئة مؤلّف بين كتاب ورسالة وقد شملت الفقه وأصول الفقه والكلام والمناظرة والفلسفة والمنطق والتفسير والحديث و النحو والرجال والأدعية و الفضائل وغيرها من الكتب المتنوّعة.

2- لقد ساهم العلاّمة مساهمة فعّالة في حركة التطوير فقد قدّم عدداً من المتون التي كانت مدار الدرس و البحث و التأليف, وقد نوّع العلّامة في أسلوبه المتّبع في هذه الكتب فتلخيص المرام في معرفة الأحكام مثلاً تضمّن عرضاً لقواعد الفقه وطرحاً لمسائله الدقيقة و تحرير الفتاوى و الأحكام اقتصر على مجرَد الفتوى من دون تتبيعها بالدليل والحجّة,وفي التّبصرة اقتصر على مجرّد الفتوى مع العرض الميسّر و الأسلوب السهل مراعاة لمستوى المتعلّمين المبتدئين.

3- أعدّ العلّامة الموسوعات الفقهيّة

أ- مختلف الشيعة إلى أحكام الشريعة حيث يذكر فيه خلاف علماء الشيعة في المسائل الفقهيّة وحجّة كلّ شخص, والترجيح لما يصير إليه.    

ب- كتاب "تذكرة الفقهاء" وهو كتاب في الفقه الخلافي.

ج- كتاب "منتهى المطلب في تحقيق المذهب" وهذا الكتاب هو كتاب في الفقه المقارن, وقد هدف المؤلّف منه أن يكون رائد الباحث الإماميّ معرفة الحقّ في المسالة الفقهيّة.

4- في علم الحديث طوّر العلّامة عبر كتاب "استقصاء الاعتبار في تحقيق معاني الأخبار" و كتاب"مصابيح الأنوار في جمع جميع الأخبار"و كتاب"الدرَ والمرجان في الأحاديث الصحاح والحِسان"و"النهج الوضّاح في الأحاديث الصحاح".

5- في علم الرجال ألَف العلَامة "خلاصة الأقوال في علم الرجال" وقد رتّبه على قسمين:1- فيمن يُعتمد عليه,2- فيمن يُتوقّف فيه, والكتاب الثاني هو كشف المقال في معرفة الرجال, والثالث: إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة.

6- في علم الأصول ألّف العلامة عدداً من الكتب كانت محور البحث والدرس والتعليق والشرح, وقامت بدور كبير في نشر الفكر الأصولي وتركيز قواعده والتربية في مجال الاستنباط والاستدلال.

من بعد العلّامة الحلّي جاء دور ابنه فخر المحققين المُتوفَى سنة 771ه, وهو محمد بن الحسن بن يوسف الأسدي الحلّي المُتوفّى سنة 771ه, لقد حضر الشهيد الأوّل درسه وقال عنه: "الشيخ الإمام, سلطان العلماء, ومنتهى الفضلاء والنبلاء, خاتمة المجتهدين, فخر الملّة والدين", تصدّى بعد والده للتدريس,وتصدّى للتأليف,فألّف المؤلّفات التالية:"إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد"و"الرسالة الفخريّةفي النيّة" و "جامع الفوائد في شرح خطبة القواعد" و "حاشية الإرشاد" و "الكافية الوافية في علم الكلام" و "شرح نهج المسترشدين" و "شرح مبادئ الأصول" و "غاية السؤول في شرح تهذيب الأصول" و "المسائل الحيدريّة" و كتابيه "الإيضاح" و "الرسالة الفخريّة" من أهمّ المراجع في الفقه الإستدلالي الإمامي.

لقد برز أيضاَ من هذه العائلة عالمان هما "المقداد السيوري الحلّي" و "إبن فهد الحلّي", أمّا الفاضل المقداد فهو علم من الأعلام وخاصة في علمي الفقه والكلام, وله الكثير من المؤلّفات التي أثرت المكتبة الشيعية "إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين" و "الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة" و "التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع" و "كنز العرفان في فقه القرآن" و "اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة", إنّ كتابي المقداد "التنقيح" و "الكنز" يعدّان من مهمّات مراجع الفقه الإمامي, فالكنز من أبرز كتب آيات الأحكام, حيث يمتاز بسلامة المنهج وحسن التبويب بالإضافة إلى الدراسة الفقهيّة الإستدلاليّة العميقة وعرض آراء المذاهب السنيّة والموازنة والمقارنة بينها وبين آراء المذهب الإمامي.

إبن فهد الحلّي: هو جمال السالكين أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الأسدي الحلّي المتوفّى سنة 841ه.

لقد جمع إبن فهد بين المعقول والمنقول , وهو من أبرز تلامذة المقداد السيوري الحلّي, له العديد من المؤلّفات المهمّة و أبرزها: "المهذّب البارع إلى شرح النافع" و "المقتصر" و "شرح الإرشاد" و "عدّة الداعيّ ونجاح الساعي", وهذا الكتاب من أشهر كتب الدعاء المراجع عند الشيعة الإماميّة.

خامساً: مدرسة الحلّة وموقعها الريادي في مرحلة الإستقلال.

إنّ المقصود من الاستقلال هو استقلال الفقه الإمامي عن المحاكاة للفقه غير الإمامي, وقد تمّ تحديد هذه المرحلة عبر تحديد مراحل تطوّر الفقه الإمامي الذي حدّده آية الله السيّد محمود الهاشمي (دام ظلّه),حيث كان لسماحته وجهة نظرٍ خاصّة تختلف عمّـا نهج عليه مؤرّخو الفقه الإمامي,حيث قصر النظر على طبيعة المادّة الفقهيّة التي تكاملت بالتدريج من دون ملاحظة أيّ عامل أو ظرف أو النتائج أو الموضوعات المبحوثة لدى الفقهاء, لذلك ارتأى سماحته التقسيم إلى ستّ مراحل: 1- مرحلة التأسيس للفقه الإجتهادي, 2- مرحلة الانطلاق, 3- مرحلة الاستقلال, 4- مرحلة التطرّف, 5- مرحلة الاعتدال, 6 - مرحلة الكمال.

إنّ هذا المنهج في التقسيم يمتاز بنظره إلى المادّة الفقهيّة فحسب وما اتّصفت به من ناحية منهج الاستدلال وطبيعته ومدى عمقه واعتداله وتطرّفه واستقلاله.إنّ هذه المرحلة تبدأ من 676ه إلى 966ه, وكانت مدرسة الحلّة من أنشط المدارس الفقهيّة في هذه المرحلة ثمّ يليها في الأهميّة مدرسة جبل عامل فمدرسة أصفهان,لقد كان لمدرسة الحلّة الدور الأبرز في هذه المرحلة حيث تطوّر النتاج الفقهي فيها شكلاً ومضموناً, كمّاً وكيفاً,ومن أهمّ خصائص هذه المرحلة :1- في أصول الفقه: أ- الاهتمام الجادّ بعلم أصول الفقه ممّا أدّى إلى تنقيح مباحثه وإعادة النظر في تنظيمها والاستقلال في الطرح بنحو أصبح يميّزها عن المباحث الأصوليّة عند العامّة.

ب- توظيف علم أصول الفقه بنحوِ واضح في مباحث الفقه الاستدلالي ممّا أدّى إلى تطوير بحوث الفقه المعامَلي.

ج- انعكاس هذا الإهتمام بعلم الأصول على ميدان البحث والتدريس والتأليف وخاصّةً ما أشرنا إليه لدى العلّامة الحلّي.

2- علم الدراية: لقد تمّ التصنيف الرباعي للحديث المختلف في نسبته بين العلّامة وإبن طاووس,وهذه الظاهرة تلت مرحلة التقسيم الثنائي للحديث إلى معتبر وغير معتبر,كما انعكست هذه الظاهرة على كتب الحديث حيث صُنِّفَت أحاديثها على أساس القيمة الفقهيّة لكلّ حديث من حيث درجة اعتباره ومدى إمكان الإعتماد عليه في مجال الإستنباط.

3- الإهتمام بالأدوات والعلوم الأخرى: لقد لاحظ الفقهاء في هذه المرحلة أنّ علم الرياضيّات بإمكانه خدمة المادّة الفقهيّة, وخاصّة في مباحث الإرث والخمس والزكاة, وكذلك علم الهيئة يُعين الفقيه في بحث القبلة والهلال وأوقات الصلوات,وكذلك علمي المنطق وأصول الفقه اللذين يخدمان علم أصول الفقه.

4- الفقه والنشاط الفقهي:
أ- اجتناب حالة المُحاكاة للفقه السنّي التي كانت ملحوظة في المرحلة السابقة.
ب- التطوّر الملموس في تنظيم ومنهجة وعرض البحوث الفقهيّة وهذا ما نجده في منهج المحقق الحلّي في الشرائع والمختصر النافع والعلّامة في التبصرة.
ج- ظهور الموسوعات الفقهيّة الإستدلاليّة المتنوّعة من حيث المستوى العلمي, ومن حيث حجم البحوث الفقهيّة وتنوّع الأبواب واستيعاب مسائل الحياة.
د- تطوّر الفقه المقارن تطوّراً ململوساً في كيفيّة العرض والمُحتوى ,وخاصّة فيما يتعلّق بالمقارنة بين الآراء الإمامايّة نفسها ,كما نجد ذلك في كتاب "مختلف الشيعة
ه- التطوّر على صعيد المتون الفقهيّة التدريسيّة, فالمختصر النافع والتبصرة أصبحا محوراً للتدريس في البحوث الفقهيّة العليا.
و- تدوين القواعد الفقهيّة وإفرادها في التصنيف بعد ما تمّ استخراجها من بطون المباحث الفقهيّة وتمثّل ذلك في"القواعد والفوائد"و"نضد القواعد الفقهيّة".
ز- تطوّر بحوث الفقه المعاملي الذي كان نتيجةً طبيعيّة لتطوّر البحث الفقهي وتطوّر البحث الأصولي.


خاتمة: إنّ مدرسة الحلّة من أبرز المدارس التي أثرت المكتبة الإماميّة حيث أبدع علماؤها بتآليفٍ ما زالت إلى اليوم مدار البحث والتدريس, ولا نبالغ إذا ما اعتبرناها الأبرز بين المدارس الفقهيّة والعلميّة الإماميّة بلحاظ العدد الكبير من العلماء الذين تخرّجوا من أحضان هذه المدرسة,وعدد الكتب المتخصّصة التي ألّفها علماؤها , ويكفي هذه المدرسة فخراً أنّها أنجبت اثنين من أساطين العلم  وهما "العلّامة الحلّي" و"المحقّق الحلّي" اللذين ملأا الدنيا وشغلا الناس بما حقّقاه من إنجازاتٍ علميّة ما زال التشيّع إلى زماننا هذا يستفيد منها.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] -النوري,حسين(ميرزا),مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل,ط3,مؤسسة أهل البيت لإحياء التراث,1411ه-1991م.ج3,ص442.

[2] -الفضلي,عبد الهادي(شيخ):تاريخ التشريع الإسلامي, ط1,الجامعة العالمية للعلوم الإسلاميّة,اللجنة الدائمة للمناهج والكتب,1413ه-1992م.

[3] -الصدر,حسن(سيد):أمل الآمل,ج2,ص49-50.

[4] -الصدر,حسن(سيد):تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام,ص313.

2569 مشاهدة | 01-07-2013
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة