نص الشبهة:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نقلوا في كتب الأدعية عن سيد الساجدين، علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: «يا من لا تبدل حكمته الوسائل».. وفي نفس الوقت نرى القرآن الكريم يقول:﴿ ... وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ... ﴾ ، بالإضافة إلى ما ورد فيه من آيات تحث على الدعاء وتَعِدُ بالاستجابة. وهذا ينافي ما نقلناه عن الإمام السجاد عليه السلام، من أن الوسائل لا تبدل حكمة الله. فكيف يأمرنا الله بأن نبتغي إليه الوسيلة حال كون الوسائل لا تبدل حكمته ؟.. وهكذا يكون هذا الكلام المنقول عنه عليه السلام مخالفاً للقرآن الكريم، وبالتالي فإننا نجزم بعدم صحته، وكونه موضوعاً.
أفيدونا بما عندكم، ولكم منا الدعاء، ومن الله التوفيق.
الجواب:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
إن قول الإمام السجاد عليه السلام، في بعض أدعيته: «يا من لا تبدل حكمته الوسائل»، لا يتنافى مع قوله تعالى:﴿ ... وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ... ﴾ 1 .. لأن الوسيلة التي نبتغيها إليه تعالى، لا نريد منها أن تبدل في حكمته سبحانه، ليصبح تصرفه معنا مخالفاً لما تفرضه الحكمة.. التي هي وضع الأشياء في مواضعها..
بل المراد هو ابتغاء الوسيلة الموصلة إليه تعالى، والتعرض لفيوضاته، ونعمه التي لا تخرج عن دائرة الحكمة، والتي هي من مظاهر تفضله، وجوده، وكرمه.
وجوده، وكرمه، وتفضله، لا يتناقض مع حكمته، بل هو ينسجم معها تمام الإنسجام..
وكذلك نقول بالنسبة للإستجابة للدعاء وجعله سبباً للرزق، والشفاء، وحل المشكلات، وغير ذلك.. فإنه هو الحكمة بعينها، وليس ناقضاً لها، ولا هو من منافياتها..
فالوسائل كالدعاء، والشفاعة، وغير ذلك، إنما تعني إيجاد مقتضيات وأسباب جديدة، لا بد أن تلحقها مسبباتها، وتؤثر أثرها. وحينئذٍ يكون تعطيلها، وإبطال آثارها، هو النقض الصريح للحكمة، والتجاهل لمقتضياتها وذلك مما يتنزه عنه الحكيم، وهو ظاهر لا يخفى..
فالكلام الوارد عن الإمام السجاد عليه السلام في الدعاء هو الحقيقة والواقع، وهو منسجم كل الانسجام مع آيات القرآن، ومع ما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام..
بل المراد هو ابتغاء الوسيلة الموصلة إليه تعالى، والتعرض لفيوضاته، ونعمه التي لا تخرج عن دائرة الحكمة، والتي هي من مظاهر تفضله، وجوده، وكرمه.
وجوده، وكرمه، وتفضله، لا يتناقض مع حكمته، بل هو ينسجم معها تمام الإنسجام..
وكذلك نقول بالنسبة للإستجابة للدعاء وجعله سبباً للرزق، والشفاء، وحل المشكلات، وغير ذلك.. فإنه هو الحكمة بعينها، وليس ناقضاً لها، ولا هو من منافياتها..
فالوسائل كالدعاء، والشفاعة، وغير ذلك، إنما تعني إيجاد مقتضيات وأسباب جديدة، لا بد أن تلحقها مسبباتها، وتؤثر أثرها. وحينئذٍ يكون تعطيلها، وإبطال آثارها، هو النقض الصريح للحكمة، والتجاهل لمقتضياتها وذلك مما يتنزه عنه الحكيم، وهو ظاهر لا يخفى..
فالكلام الوارد عن الإمام السجاد عليه السلام في الدعاء هو الحقيقة والواقع، وهو منسجم كل الانسجام مع آيات القرآن، ومع ما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 2..
1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 35، الصفحة: 113.
2. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السادسة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 ـ 2003، السؤال (300).
2. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السادسة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 ـ 2003، السؤال (300).