الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 12 جمادى الاولى 1446هـ

» قراءات ومـــراجعــات

عقيدة المهدويّة



إن من يراجع كتب الحديث و الرواية لدى مختلف الطوائف الإسلامية يخرج بحقيقة لا تقبل الشك ، و هي: أن الأحاديث الدالة على خروج الإمام المهدي من آل محمد في آخر الزمان ، يملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، بعدما ملئت ظلماً و جوراً ، كثيرة جداً ، تفوق حد الحصر . .
و يكفي أن نذكر : أن البعض ( و هو السيد الصدر في كتابه : المهدي ) قد أحصى أربع مئة حديث وردت عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) من طرق أهل السنة فقط . .
بل لقد أحصى منتخب الأثر أكثر من ( 6350 ) حديثاً من طرق الشيعة و غيرهم تدل على ذلك أيضاً . . و قد رواها العشرات من الصحابة ، و التابعين و غيرهم ، ممن اختلفت أعمارهم ، و ثقافاتهم ، و اتجاهاتهم السياسية ، و المذهبية ، و غير ذلك . . الأمر . . الذي لا يمكن معه اجتماعهم و اتفاقهم على افتعال أمر كهذا . . و لا سيما إذا كان هذا الأمر يضر بالمصالح السياسية و المذهبية للكثيرين منهم . .
و على كل حال . . فإن كثيراً من الأحاديث الواردة في هذا الموضوع لها سند صحيح أو حسن لدى جميع الفرق و المذاهب . . و مهما أمكن النقاش في أسانيد كثير منها ، فإنه يبقى الكثير الطيب ، الذي لا مجال للنقاش فيه . .
و لو تجاوزنا ذلك . . فإن هذا العدد الهائل من الأحاديث ليس فقط يعتبر تواتراً مفيداً للقطع ، و إنما هو تواترت ، تجمعت و تراكمت ، حتى لا تبقى عذراً لمعتذر ، و لا حيلة لمتطلّب حيلة . .
و قد ذكر ابن خلدون ثمانية و ثلاثين حديثاً عن عدد كبير من الصحابة ، و حاول المناقشة في أسانيدها . .
و قد فاته أن هذه المناقشات لا تضر ما دام هذا العدد الذي ذكره ، هو نفسه يفوق حدّ التواتر . فضلاً عما ذكره غيره . و الروايات و إن كان فيها الكفاية ، بل و فوق الكفاية لمن ألقى السمع و هو شهيد ، إلا أننا نريد هنا أن نبذل محاولة جديدة لإثبات هذه القضية من طريق آخر . .
فنقول :
إن من يلاحظ التاريخ الإسلامي يجد : أن هذه القضية لم تزل مسلّمة بين المسلمين ، من عصر الصحابة و التابعين ، و الذين من بعدهم عبر العصور ، و كان الكثيرون يدّعون ، أو تدّعى لهم المهدية فتتلقى الأمة هذه الدعوات بالقبول ، و إذا ما نازع منازع ، فإنما ينازع في انطباق المهدي الموعود على هذا أو ذاك ، لا في أصل المهدية . .
و لعل أول من حاول التشكيك بأخبار المهدي ـ فيما أعلم ـ هو ابن خلدون ، المتوفى سنة 808هـ . و تبعه على ذلك بعض من راق له شذوذ كهذا ، من أمثال أحمد أمين المصري ، و سعد محمد حسن ؛ بتشجيع من علماء الاستشراق الحاقدين على الإسلام ، و الطامعين في المسلمين . .
نعم . . ربما ينقل عن بعض فرق الخوارج ، و بعض فرق الزيدية : أنهم لا يعتقدون بالمهدية . .
و لكنه نقل لا يعتمد على أساس ، و لا على ركن وثيق لأن الظاهر : أنهم قد استفادوا ذلك من عدم التصريح بهذا الأمر من قبل تلك الفرق ، لا من التصريح بعدمه ، و إنكاره رأساً . . مضافاً إلى أن ما ينقل عن بعض فرق الزيدية أكثر و هنا ، كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى .
و نحن الآن نذكر بعض الأمثلة التي توضح :
أن المهدية قد كانت مسلمة في عصر الصحابة ، و التابعين و من بعدهم ، بحيث لم يكن ثمة مجال للنقاش ، أو للتشكيك فيها . . . و نقتصر على ما كان منها في الأكثر في القرنين :
الأول و الثاني للهجرة . . أما بعد ذلك فإن المدعين للمهدية كثيرون جداً ، لا مجال لإحصائهم في عجالة كهذه . . و لكننا سوف نذكر بعضهم على سبيل المثال فقط . غير أننا قبل ذلك نشير إلى أمرين على قدر كبير من الأهمية هما :
أولاً :
أن الحديث الوارد عن أهل البيت حول هذا إنما يستخدم تعابير تشير إلى تحديد هذا الإمام ، و أنه من الأئمة الإثني عشر ، و بالتحديد هو من أهل البيت ( عليهم السلام ) أو من آل محمد و أنه التاسع من ولد الإمام الحسين عليه السلام . . و نحو ذلك . . و قلما ورد التعبير عنه بكلمة « المهدي » فقط .
ثانياً :
إننا نلاحظ أن الروايات الواردة من طرق أهل السنة هي التي تستخدم عبارة المهدي و تقتصر عليها غالباً . . و لعل ذلك هو الذي أوجب التشويش في أذهان كثير من الناس ، و مكن الطامحين و أصحاب الأهواء من ادعاء ذلك لأنفسهم أو لغيرهم ممن ليس لهم في هذا الأمر نصيب . .و على كل حال . .فإن ما نريد الإشارة إليه هو :
1 ـ المهدي من أهل البيت :
قال معاوية لابن عباس:
« و قد زعمتم : أن لكم هاشمياً ، و مهدياً قائماً ، و المهدي عيسى بن مريم . و هذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه إليه » .
فأجابه ابن عباس :
« و أما قولك : أنا زعمنا : إن لنا ملكاً مهدياً ، فالزعم في كتاب الله شك ، قال تعالى : ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ... ﴾ 1 و كل يشهد : إن لنا ملكاً لو لم يبق إلا يوم واحد ملكه الله فيه » 2 .
فابن عباس يقول لمعاوية « و كل يشهد : إن لنا ملكاً الخ . . » .
الأمر الذي يدل دلالة واضحة على أن شيوع أن المهدي من أهل البيت قد كان في ذلك الزمان ، زمان معاوية ، من الاشتهار بحيث لم يستطع معاوية أن يتجاهله . . كما أنه لم يستطع أن يجيب ابن عباس في شأنه ، و تقرير : أن الكل يشهد بذلك . . بشيء .
و مما يؤيد ذلك : ـ و إن كان أعوان الأمويّين قد زادوا في الرواية كذبة مفضوحة ـ ما رواه ابن سعد ، عن ابن أبي يعفور ، قال: قلت لمحمد بن علي 3 : إن الناس يزعمون : أن فيكم مهدياً . فقال : إن ذاك كذلك . و لكنه من بني عبد شمس 4 .
و هكذا . . فقد كان شايعاً عند الناس أن في أهل البيت مهدياً منذ ذلك الحين . . و لكن العبارة الأخيرة أعني قوله « و لكنه من بني عبد شمس » لا ريب في كونها موضوعة . . فإن مئات الأحاديث الدالة على أن المهدي من أهل البيت ، و التي تعيّنه في الحجة ابن الحسن ( عليه السلام ) لخير دليل على أن هذا الذيل مكذوب على أهل البيت ( عليه السلام ) ، و كتاب منتخب الأثر للعلامة الصافي قد جاء بما فوق الكفاية في هذا المجال ، كما أشرنا إليه من قبل . .
و عن الوليد بن محمد المقري قال : كنت مع الزهري بالرصافة ، فسمع أصوات لعّابين ، فقال لي : يا وليد ، أنظر ما هذا ، فأشرفت من كوة في بيته ، فقلت أ و يملكون ؟! قال: حدّثني علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن فاطمة ( عليهم السلام ) : أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال لها : " المهدي من ولدك" 5 .
و أخيراً . . فإن البعض يرى : أن خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى سنة 85هـ . هو الذي وضع حديث السفياني ليقابل به حديث المهدي 6 .
2 ـ محمد بن الحنفية :
و قد كان المختار يزعم : أن ابن الحنفية هو المهدي 7 ، و المختار قد قتل سنة 67هـ .
و ادعاء الكيسانية لمهدية ابن الحنفية لا يخفي على أحد . . و الكيسانية قد عاشوا في القرن الأول و الثاني كما هو معلوم بل هم يقولون : أن المختار نفسه كان اسمه كيسان فسميت الكيسانية باسمه . .
3 ـ موسى بن طلحة :
و قال ابن سعد : « و قدم المختار بن أبي عبيد الكوفة ، فهرب منه وجوه أهل الكوفة ، فقدموا علينا هاهنا البصرة ، و فيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله . قال : و كان الناس يرون زمانه هو المهدي . قال : فغشيه ناس الخ . .» 8 .
4 ـ أبو هاشم ابن محمد بن الحنفية :
قال النوبختي : « و قالت فرقة : مثل قول الكيسانية في أبيه : بأنه المهدي ، و أنه حي لم يمت الخ . .» 9 .
و قال أيضاً : « و فرقة قالت : أن الإمام القائم المهدي هو ( أبو هاشم ) » 10 .
5 ـ عمر بن العزيز :
قال ابن كثير : « . . قال الإمام أحمد : عن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، أنه قال : إن كان في هذه الأمة مهدي ، فهو عمر بن عبد العزيز . .» 11 .
و قال : « و نحو هذا قال قتادة ، و سعيد بن المسيب ، و غير واحد . . » .
و قال طاووس : هو مهدي ( أي بالمعنى اللغوي ) ، و ليس به ؛ إنه لم يستكمل العدل كله ، إذا كان المهدي ثبت على المسيء من إساءته ، و زيد المحسن في إحسانه ، سمح بالمال ، شديد على العمال ، رحيم بالمساكين 12 و قد ذكر ابن سعد روايات عن عمر ، و عن ابن عمر ، و غيرهما تؤيد مهدوية عمر بن عبد العزيز .
كما و ذكر ما يؤيد قبول سعيد بن المسيب بمهديته أيضاً .
و قال : الحسن : إن كان مهدي فعمر بن عبد العزيز ، و إلا فلا مهدي إلا عيسى بن مريم 13 .
بل لقد كذبوا على أهل البيت أنفسهم ، فوضعوا روايات عن الباقر عليه السلام ، و عن فاطمة بنت علي عليه السلام تؤيد مهدية عمر بن عبد العزيز هذا . . 14 .
و لسنا بحاجة إلى تفنيد هذه الروايات بعد المئات بل الالآف من الروايات المؤكدة على مهدية الحجة بن الحسن العسكري ، و التي أورد جانباً كبيراً منها في كتاب « منتخب الأثر » حسبما أشرنا إليه . .
6 ـ الإمام الباقر عليه السلام :
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « يزعمون أني أنا المهدي ، و إني إلى الأجل أدنى مني إلى ما يدّعون » 15 و الإمام الباقر عليه السلام إنما توفي سنة 114 أو 116 هـ .
7 ـ عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر :
« فلما هلك عبد الله بن معاوية ، افترقت الخربية ( و الصحيح الحارثية وهم أتباع عبد الله بن الحرث ) 16 بعده فرقتين :
أ ـ فرقة قالت : إنه حي بجبال أصبهان ، و لا يموت حتى يلي أمور الناس ، و يملأ الأرض عدلاً ، و أنه المهدي المنتظر عندهم ، و منهم من يقول : حتى يقود نواصي الخيل مع المهدي الخ . . .» 17 .
و عبد الله بن معاوية قد قتل سنه 129هـ . كما هو معلوم .
8 ـ إسماعيل بن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
و قد توفي إسماعيل بن جعفر سنة 133هـ . و قد أنكرت فرقة موته ، و قالوا : « لا يموت حتى يملك الأرض ، يقوم بأمر الناس ، و أنه هو القائم » 18 .
9 ـ محمد بن عبد الله بن الحسن :
لقد ادعى محمد بن عبد الله الحسن المولود سنة مئة : أنه هو المهدي ، بل يظهر من بعض الأشعار و النصوص : أنهم كانوا يعتقدون بمهدية محمد هذا من حين ولادته 19 .
و قد قبل كثير من علماء الأمة و شخصياتها مهديته ، و هو شاب ، و قد كان شيوخ الاعتزال مثل عمرو بن عبيد ، و واصل بن عطاء ، و حفص بن سالم ، و غيرهم يدعون الناس إلى بيعته . . . و قضيتهم مع الإمام الصادق ( عليه السلام ) إبّان قتل الوليد بن يزيد سنة 116هـ . معروفة و مذكورة في كتب الحديث 20 .
مع أن المعتزلة كانوا يقيسون النصوص الدينية بمقياس هذا العقل الموجود لديهم ، و هم أصحاب الفكر الحر ، الذين لا يقلدون غيرهم ، و لا يقبلون أي أمر إلا بعد البحث و النظر و التدقيق فيه كما هو معلوم . . فلو كان هناك ما يفسح المجال لهم بالنقاش في هذا الأمر لم يتوقفوا عن ذلك .
و على كل حال . . فقد قبل الناس على نطاق واسع ـ باستثناء الإمام الصادق عليه السلام 21 ـ دعواه ، و دعوى أبيه عبد الله بن الحسن هذه ، و بايعوه . .
و يعترف المنصور العباسي : بأن المبايعين له هم :
« ولد علي ، و ولد جعفر ، و عقيل ، و ولد عمر بن الخطاب ، و ولد الزبير بن العوام ، و سائر قريش ، و أولاد الأنصار . . » 22 .
و يقول أبو الفرج الأصفهاني :
« لم يشك أحد : أنه « المهدي » ، شاع ذلك له في العامة . و بايعه رجال من بني هاشم جميعاً : من آل أبي طالب ، و آل العباس ، و سائر بني هاشم» 23 .
بل لقد بايعه المنصور ، و السفاح ، و إبراهيم الإمام ، و صالح بن علي 24 . . و غيرهم و لقد كان المنصور يفتخر بمهدية محمد ، و يتبجح بها 25 .
و كما أيد شيوخ الاعتزال مهديته و ثورته ، كذلك أيدها أيضاً العلماء و الأئمة ، حيث أفتوا ، و حثوا الناس على الخروج معه و مع أخيه إبراهيم . .
فكان سفيان الثوري يقول: « إن يرد الله خيراً بهذه الأمة يجمع أمرها على هذا الرجل » . و حينما قتل إبراهيم ، قال « ما أظن الصلاة تقبل ، إلا أن الصلاة خير من تركها » 26 .
و كان ابن عجلان فقيه أهل المدينة و عابدهم غير مدافع ، و كان له حلقة في مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) يفتي فيها الناس و يحدثهم ، فلما خرج محمد بن عبد الله الحسن خرج معه ، فلما قتل و ولي جعفر بن سليمان المدينة بعث إلى ابن عجلان فأتى به ، و أراد قطع يده ، فقام من حضر جعفراً من فقهاء المدينة و أشرافها ، فقالوا : أصلح الله الأمير ، محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة و عابدهم ، و إنما شبه عليه ، و ظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية الخ 27 .
و كان الأعمش يقول : « ما يقعدكم ؟ أما أني لو كنت بصيراً لخرجت » 28 . .
و كان أبو حنيفة يحث الناس على الخروج في هذه الثورة ، و يقول: « إن القتيل مع إبراهيم يعدل قتله لو قتل يوم بدر ، و شهادته مع إبراهيم خير له من الحياة . . » 29 .
و لأجل موقفه هذا دسّ إليه المنصور السّم ، كما يقولون . . 30 .
و يستفتى مالك بن أنس في الخروج مع محمد ، و يقال له : إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر ، فيقول : « إنما بايعتم مكرهين ، و ليس على كل مكرهٍ يمين . فأسرع الناس إلى محمد » 31 . .
و حينما عاتب جعفر بن سليمان عبد الله بن جعفر على خروجه مع محمد ، قال : « ما خرجت معه ، و أنا أشك في أنه المهدي ؛ لما روي لنا في أمره ؛ فما زلت أرى أنه هو حتى رأيته مقتولاً . . » 32 .
و هكذا كان موقف شعبة ، و غيرهم ، و غيرهم ، ممن لا مجال لذكرهم هنا . .
كما أن محمداً قد أخبر أهل المدينة :أنه لم ينزل بلداً من البلدان إلا و قد بايعوه على السمع و الطاعة ، فبايعه أهل المدينة كلهم إلا القليل 33 .
نعم . . لقد بلغ من عظمة هذه الثورة و قوتها ، المعتمدة على ادعاء المهدية لقائدها ، و التي استطاعت أن تستقطب مختلف الفئات و الطبقات ، و لا سيما العلماء و الفقهاء ، من أمثال أبي حنيفة و مالك و أضرابهما ، و حتى المعتزلة ، فضلاً عن غيرهم .
لقد بلغ من عظمتها و قوتها : أن جعلت المنصور يرسل إلى أبواب عاصمته ( الكوفة ) إبلاً و دواباً ، حتى إذا جاء الجيش الفاتح من جهة ، هرب هو من الجهة الأخرى 34 . .
و هناك الكثير مما يدل على رعب المنصور من هذه الثورة ، التي بويع لقائدها في مختلف الأقطار و الأمصار الإسلامية .
و لا تكاد تعثر على منكر لمهدية محمد هذا إلا ما كان من الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، حيث عرف عليه السلام أنه ليس هو ، بل إن محمداً هذا سيقتل بأحجار الزيت كما أخبر به هذا الإمام العظيم . . و لعل عمرو بن عبيد ، الذي حاول أن يقنع الإمام الصادق ( عليه السلام ) بالبيعة لمحمد في سنة 126هـ . قد بلغه شيء حول هذا الموضوع من قبل الصادق ( عليه السلام ) ، و لأجل ذلك قعد عن محمد هذا في سنة 145هـ . كما أشار إليه بعض المحققين .و لكن إنكار الإمام الصادق ( عليه السلام ) لم يكن إلا إنكاراً لانطباق المهدي الموعود عليه ، لا للمهدية من الأساس كما هو معلوم . .
10 ـ المهدي العباسي :
بل إن المنصور نفسه قد لقّب ولده بـ « المهدي » في محاولة لصرف الناس عن محمد هذا . . فقد أرسل مولى له إلى مجلس محمد بن عبد الله ، و قال له :
« اجلس عند المنبر ، فاسمع ما يقول محمد . قال : فسمعته يقول : إنكم لا تشكون أني أنا المهدي ، و أنا هو . فأخبرت بذلك أبا جعفر ؛ فقال :
« كذب عدوّ الله ، بل هو ابني » 35 . .
ثم . . و من أجل إقناع الناس بهذا الأمر؛ وجد المنصور من يضع له الأحاديث ، و يكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، و طبّق واضعوها « مهديّ الأمة » على ولده الذي لقبه هو بـ «المهدي» 36 .
يقول القاضي النعمان الإسماعيلي المتوفى سنة 363هـ في أرجوزته :
مـن انتظاره و قد تسمى *** بهذه الأسماء ناس لما
تغلبوا لـيجعلوها حجة *** فعدلوا عن واضح المحجة
إذ مثلوا الجوهر بالأشباه *** منهم محمد بن عبد الله
ابن علي من بني العباس *** ذوي التعدي الزمرة الأرجاس
إذ وافق الاسم تسمى« مهدي » *** و هذه من الدواهي عندي 37 .
و قال المقدسي : « وقد قال قوم : إن المهدي محمد بن أبي جعفر ، لقبه المهدي ، و اسمه محمد ، و هو من أهل البيت الخ . . . » 38 .
و لكننا نشك في أن يكون ثمة « قوم » قد قبلوا مهديته ؛ لأننا من خلال سبرنا للتاريخ نجد : أن المهدي العباسي لم يوفق إلى من يعترف بمهديته حقاً ، إلا سلم الخاسر 39 الذي كان عنده قرآن فباعه ، و اشترى بثمنه طنبوراً . فهو يقول في مدح المهدي العباسي :
له شيم عند بذل العطاء *** لا يعرف الناس مقدارها
و « مهدي أمتنا » و الذي *** حماها و أدرك أوتارها 40
و السيد الحميري ـ أيضاً هو بدوره قد كان ممن ظن أنه المهدي حقاً ، لكن سيرته و أفعاله قد بينت للناس : أنه ليس هو 41 . . يقول السيد رحمه الله تعالى :
ظننا أن المهدي حقاً *** و لا تقع الأمور كما ظننا
و لا والله ما المهدي إلا *** إماماً فضله أعلى و أسنى 42
بل إن المنصور نفسه قد أنكر: أن يكون كل من ابنه و منافسه الآخر ( أعني محمد بن عبد الله بن الحسن ) هو المهدي . .
يقول سلم بن قتيبة :
« أرسل إليّ أبو جعفر ، فدخلت عليه ، فقال: قد خرج محمد بن عبد الله و تسمّى بـ « المهدي » . و والله ، ما هو به . و أخرى أقولها لك ، لم أقلها لأحد قبلك ، و لا أقولها لأحد بعدك : و ابني والله ، ما هو بالمهدي ، الذي جاءت به الرواية ، و لكنني تيمنت به ، و تفاءلت به » 43 .
و الخليفة المهدي نفسه يقر : بأن أباه فقط يروي : أنه المهدي الذي بعده في الناس 44 . .
هذا . . و قد ادعت فرقة المهدية لـ :
11 ـ الإمام الصادق( عليه السلام ) :
بعد موته 45 ، و قد مات عليه السلام سنة 148 هـ . و فرقة ادعتها لـ :
12 ـ الإمام الكاظم( عليه السلام ) :
بعد موته 46 ، و فرقة ادعت أن :
13 ـ محمد بن إسماعيل بن جعفر ( عليه السلام ):
المتوفى سنة 198هـ . هو المهدي 47 . و كان:
14 ـ محمد بن جعفر :
يرجو أن يكون هو المهدي لعلامات رآها حاصلة فيه 48 .
و يأتي بعد القرن الثاني :
15 ـ محمد بن القاسم :
الخارج على المعتصم بالطالقان ، فقد ادعي أنه هو المهدي 49 و فرقة قالت: إن :
16 ـ يحيي بن عمر :
الخارج على المستعين ، هو المهدي 49 . و فرقة قالت : إن :
17 ـ الحسن بن القاسم :
المقتول سنة 404هـ . هو المهدي 50 .
كلمة جامعة
و أخيراً . . فيكفي أن نذكر : أن أحمد أمين المصري ، المنكر للمهدية يقول : « ففي كل عصر يخرج داعٍ أو دعاة كلهم يزعم : أنه المهدي المنتظر » ، و يلتف حوله طائفة من الناس ، كالذي كان من المهدي رأس الدولة الفاطمية ، و تقرأ تاريخ المغرب ، فلا يكاد يمر عصر من غير خروج مهدي . .» 51 .
و يقول :
« و لو أحصينا عدد من خرجوا في تاريخ الإسلام ، و ادعوا المهدية ، و شرحنا ما قاموا به من ثورات ، و ما سببوا من تشتيت للدولة الإسلامية ، و انقسامها ، و ضياع قوتها ، لطال بنا القول ، ولم يكفنا كتاب مستقل» 51 .
و لقد كان المدّعون للمهدية في أهل السنة كثيرون ، بل و أكثر من المدّعين لها من الشيعة على اختلاف فرقهم . و لقد تنبأ أهل بيت العصمة عليهم الصلاة و السلام بهؤلاء الكذابين ، و أشاروا إلى كثرتهم هذه في كلماتهم المختلفة . .
مع ما تقدم :
و هكذا . . فإننا إذا راجعنا التاريخ الإسلامي بإمعان ، فإننا نرى : أن علماء الأمة و مفكريها ، على اختلاف اتجاهاتهم ، و ثقافاتهم ، و نحلهم ، و منهم : الفقهاء ، و المحدثون ، و المتكلمون ، و المؤرخون . . و غيرهم و غيرهم . . قد بخعوا لهذا الأمر ، و قبلوا به ، و إن ناقش منهم مناقش فإنما يناقش في انطباق « المهدي الموعود » على هذا الشخص أو ذاك ، لا في أصل المهدية . .
و ذلك يدل على أن هذا الأمر لم يكن عفوياً ، و لا يمكن أن يتصور : أن يتفق الجميع ابتداء من عصر الصحابة و التابعين على الاعتقاد بأمر غريب عن الإسلام ، و دخيل عليه . . و لا سيما و نحن نرى : أن في طليعة المتحمسين لهذا الأمر ، و الباذلين دماءهم في سبيله هم المعتزلة التقدّميّون ، أصحاب المذهب العقلي ، و الذين يقيسون النصوص الدينية على عقولهم ، و يخضعونها لحكمه . . الأمر الذي لا يبقي مجالاً للشك في كون هذه القضية قضية إسلامية ، لا مجال للنقاش ، و لا للتشكيك فيها على الإطلاق . .
المعتزلة . . و المهدية
قال أحمد أمين المصري :
« . . و كنت أنتظر من المعتزلة كشف النقاب عن هذا الضلال ، إلا أني مع الأسف لم أعثر على شيء كثير في هذا الباب . . و لكنني أعرف : أن الزيدية ( و هم فرع من فروع الشيعة ، الذين تأثروا تأثراً كبيراً بتعاليم المعتزلة ، لأن زيداً رئيسهم تتلمذ لواصل بن عطاء زعيم المعتزلة ) كانوا ينكرون المهدي و الرجعة إنكاراً شديداً . و قد ردّوا في كتبهم الأحاديث و الأخبار المتعلقة بذلك» 52 .
و نحن بالنسبة لما ذكره أحمد أمين نشير إلى نقطتين :
الأولى : إن ما ذكره عن الزيدية لا ريب في بطلانه ؛ فإن محمد بن عبد الله ابن الحسن ، المدعي للمهدية و قد قُبل ذلك منه على أوسع نطاق في الأمة كان زعيم الزيدية ، و مقدمهم . .
كما أن المذهب الكلامي الشائع في الزيدية هو « الجارودية » ، و هي أعظم فرقهم ، و يقول نشوان الحميري :
« ليس باليمن من فرق الزيدية غير الجارودية ، و هم بصنعاء ، و صعدة و ما يليهما » 53 .
و الجارودية يعتقدون بالمهدية ، كما هو معلوم لمن راجع كتب الفرق و منهم من ينتظر محمد بن عبد الله بن الحسن ، و منهم من ينتظر محمد بن القاسم ، و منهم من ينتظر يحيى بن عمر 54.
و أما غير الجارودية فلم نجد تصريحاً لهم بنفي المهدية ، و مجرد سكوتهم عن التعرض لها لا يدل على إنكارهم لها . . و على كل حال فإن كلام أحمد أمين هذا لا يمكن أن يصح . و لا يصلح للاعتماد عليه في شيء . .
الثانية : إننا نعلم قبول المعتزلة ، و تسليمهم بالمهدية ، حتى إن أحمد أمين لم يستطع أن يجد منهم أية بادرة ، أو أي تساؤل حول هذا الموضوع . . بل لقد وجدنا أن شيوخهم ، و رؤساءهم كعمرو بن عبيد ، و واصل بن عطاء ، و غيرهما كانوا دعاة لمحمد بن عبد الله ، و هو لا يزال شاباً ، و قد جاؤا ليحاجوا الإمام الصادق ( عليه السلام ) في أمره حسبما أشرنا إليه . و كان ادّعاء « المهدية » له هو الذي يزيد دعوته قوة و اتساعاً ، ولم ينسوا بعد ادّعاء المهدية لابن الحنفية ، و موسى بن طلحة ، و عمر بن العزيز ، و غيرهم نعم لقد كانوا من أعوان محمد و أنصاره ، و عرضوا أنفسهم للأخطار الجسام في سبيل دعوته .
قال القاضي عبد الجبار : فأما إبراهيم بن عبد الله ، فقد كان في العلم و الفضل إلى حدّ ، فخرج على أبي جعفر المنصور ، و الذي معه هم وجوه المعتزلة ، فلو لم يكن فيهم و هم خلق إلا بشير الرحال مع زهده و عبادته لكفى 55 و معلوم أن ثورة إبراهيم كانت امتداداً لثورة أخيه محمد ، و بأمر منه ، و نصراً له . و كان المنصور يقول : « ما خرجت عليّ المعتزلة حتى مات عمرو بن عبيد» 56 .
نعم . . و إن قبول المعتزلة لهذا الأمر ، بل و تحمسهم له ، ليدل دلالة قاطعة على أن هذا الأمر هو من صميم الإسلام ، و أنه كان شائعاً و مشهوراً منذ القرن الأول ، الذي عاش فيه الصحابة و التابعون . . و قد بلغ ذلك من القطعية و الوضوح بين العلماء و المفكرين حداً لم يمكن معه حتى لهؤلاء الذين كانوا كما يعتبرهم أحمد أمين و غيره عمالقة الفكر و العقل ، و الذين ناقشوا أدق المسائل ، و أعطوا رأيهم فيها بكل حرية و قوة لم يمكن لهم أن يسجلوا و لو تساؤلاً واحداً حتى ولو نادراً حولها ، رغم نزعتهم العقلية القوية ، و إخضاعهم النصوص الدينية للمقاييس العقلية كما ألمحنا إليه .
بل لقد تجاوزوا ذلك إلى تأييد مدّعي المهدية ، و كانوا من الدعاة إليه على أعلى مستوى فيهم . كما تقدم .
السياسيون . . و المهدية
هذا . . و لا بد من الإشارة أخيراً : إلى أنه لم يكن يسعد الحكام و السياسيين :أن يلتزم الناس بعقيدة كهذه ، و لو كان بوسعهم إنكارها لبادروا إليه ، لأنهم إنما يحكمون الأمة باسم الدين ، و لأن إيمان الأمة بهذه القضية :
1 ـ يعطى الحق في الحكم و السلطة لغيرهم . . و
2 ـ يشير بأصابع الاتهام إليهم ، على أنهم غاصبون ظالمون .
و قد رأينا : أن معاوية قد حاول إنكار ذلك ؛ فاصطدم بجواب ابن عباس ، الذي أفهمه: أن محاولته هذه لن يكون حصادها إلا الفضيحة له ، وتعريته أمام الناس ، لأن الكل يشهد : أن لأهل البيت ملكاً لو لم يبق إلا يوم واحد ملكه الله فيه ، بحيث يكون الإقدام على المساس بها مجازفة مجنونة ، لا مبرر لها ، و لا منطق يساعدها على الإطلاق . .
كما أن المنصور لم يستطع مقاومة هذا الأمر فاحتال لذلك بادعائه المهدية لابنه . و حسبنا ما ذكرناه هنا . . و الحمد لله و صلاته و سلامه على عباده الذين اصطفى محمد و آله الطاهرين .

1. القران الكريم : سورة التغابن ( 64 ) ، الآية : 7 ، الصفحة : 556 .
2. قاموس الرجال : 6 / 83 ، عن الملاحم لابن طاووس ، عن كتاب عيون أخبار بني هاشم للطبري ، الذي صنفه للوزير علي بن عيسى بن جرّاح . . .
3. لقد احتمل البعض : أن يكون المراد به ابن الحنفية لا الإمام الباقر . . و يرده : أن نفس الرواية تصرح : بأن هذا السؤال قد كان في خلافة عمر بن عبد العزيز ، ولم يعش ابن الحنفية إلى هذا الوقت ، كما هو معلوم . .
4. طبقات ابن سعد : 5 / 245 .
5. مقاتل الطالبين : 143 .
6. النجوم الزاهرة : 1 / 221 .
7. وفيات الأعيان : 1 / 450 طبعة سنة 1310هـ . و أنساب الأشراف : 3 / 283 و 289 بتحقيق المحمودي و : 2 / 201 و 202 و مروج الذهب : 3 / 71 و الحور العين : 182 ، ويرى بعض المحققين : أن المختار إنما قال : المهدي بن المهدي الوصي بن الوصي ، و في الطبقات : 5 / 73 أنه كتب إليه : لمحمد بن علي المهدي من المختار الخ . .
و ليس ذلك ظاهراً في ادّعاء المهدية له ، و لكن المؤرخين قد فهموا ذلك و في طبقات ابن سعد : 5 / 68 ـ 69 بسنده عن أبي حمزة قال : كانوا يسلمون على محمد بن علي: سلام عليك يا مهدي فقال: أجل أنا مهدي أهدي إلى الرشد والخير ، اسمي اسم نبي الله وكنيتي كنية نبي الله ، فإذا سلم أحدكم فليقل : سلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا أبا القاسم . و في الطبقات : 5 / 69 حديث آخر أيضاً فليراجع .
8. طبقات ابن سعد : 5 / 120 ـ 121 .
9. فرق الشيعة : 48 .
10. فرق الشيعة : 50 و راجع : المقالات و الفرق : 37 .
11. البداية و النهاية : 9 /200 و تاريخ الخلفاء : 233 .
12. البداية و النهاية : 9 / 200 و كلمة طاووس في تاريخ الخلفاء : 235 .
13. تاريخ الخلفاء : 234 .
14. راجع : طبقات ابن سعد : 5 / 243 و 245 .
15. كنز العمال : 17 / 27 و رمز له بـ ( كر ) أي عن ابن عساكر .
16. فقد ذكر بعض المحققين : أنه قد اشتبه عليهم لفظ الحرث بغيره : الحربية و الخربية و الحزنية و عبد الله بن الحرث معنون في كتب رجال الشيعة و معروف بالانحراف و الغلو . .
17. الحور العين : 161 و راجع : الفصل لابن حزم : 4 / 18 .
18. فرق الشيعة : 79 ، و الفصل لابن حزم : 4 / 18 .
19. راجع : مقاتل الطالبيين : 243 ـ 245 و ليراجع أنساب الأشراف : 3 / 76 و 79 متناً و هامشاً .
20. راجع الوسائل : 11 / 28 ـ 29 .
21. راجع : مقاتل الطالبيين : 256 .
22. مروج الذهب : 3 / 254 ـ 255 .
23. مقاتل الطالبيين : 233 و هامش أنساب الأشراف : 3 / 79 عنه بتحقيق المحمودي .
24. مقاتل الطالبيين : 256 ، و هناك مصادر كثيرة لهذا الأمر ، فراجع كتابنا : حياة الإمام الرضا ( السياسة ) : 39 ـ 40 .
25. مقاتل الطالبين : 240 ـ 249 ، و المهدية في الإسلام : 116 عنه ، و جعفر بن محمد لعبد العزيز سيد الأهل : 116 .
26. مقاتل الطالبيين : 292 و 383 .
27. مقاتل الطالبيين : 289 .
28. مقاتل الطالبيين : 366 .
29. تاريخ الطبري : 3 / 200 طبعة أوروبا ، و مقاتل الطالبيين : 364 .
30. مقاتل الطالبيين : 368 .
31. تاريخ الطبري : 3 / 200 طبعة أوروبا ، و مقاتل الطالبيين : 283 و البداية و النهاية : 10 / 84 .
32. مقاتل الطالبيين : 291 .
33. البداية و النهاية : 10 / 84 و القليل هذا ليس هو إلا الصادق عليه السلام ، و بعض أتباعه . .
34. تاريخ الطبري طبعة ليدن : 10 / 317 ، و تاريخ اليعقوبي : 3 / 113 طبعة النجف ، و مرآة الجنان : 1 / 299 ، و شرح ميمية أبي فراس : 116 ، و فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم : 210 ، و البدء و التاريخ : 6 / 86 ، و نقل عن : تجارب الأمم لابن مسكويه : 4 .
35. مقاتل الطالبيين : 240 ، و المهدية في الإسلام : 117عنه .
36. تجد بعض هذه الأحاديث في : البداية و النهاية : 6 / 246 و 247 ، و الصواعق المحرقة : 98 ـ 99 ، و تاريخ الخلفاء للسيوطي : 259 ـ260 و 272 و غير ذلك . .
37. الأرجوزة المختارة : 31 .
38. ضحى الإسلام : 3 / 241 ، و المهدية في الإسلام : 180 .
39. طبقات الشعراء لابن المعتز : 104 .
40. الأغاني طبعة دار الفكر : 21 / 187 .
41. راجع بعض أفعال المهدي في كتابنا : حياة الإمام الرضا ( السياسية ) .
42. أخبار السيد الحميري للمرزباني ( المستدرك ) : 58 و ديوان السيد الحميري : 438 عن أعيان الشيعة : 12 / 178 .
43. مقاتل الطالبيين : 247 ، و المهدية في الإسلام : 117 عنه .
44. الوزراء و الكتاب : 127 .
45. فرق الشيعة للنوبختي : 78 ، و الحور العين : 162 ، و الفصل لابن حزم : 4 /180 .
46. فرق الشيعة للنوبختي : 90 ـ 93 و الحور العين : 164 و الفصل : 4 / 179 .
47. الحور العين : 162 ـ 163 .
48. مقاتل الطالبيين : 539 .
49. a. b. الفصل ، لابن حزم : 4 / 179 و الحور العين : 156 .
50. الحور العين : 157 .
51. a. b. ضحى الإسلام : 3 / 244 .
52. ضحى الإسلام : 3 / 243 .
53. الحور العين : 156 .
54. راجع في ذلك : الفصل لابن حزم : 4 / 179 ، و الفرق بين الفرق للبغدادي : 31 و 32 ، و راجع : الملل و النحل : 1 / 159 ، و الحور العين : 156 ـ 157 .
55. فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : 226 وراجع مروج الذهب : 3 / 296 و في مقاتل الطالبيين : 293 أن واصلاً ، و عمرو بن عبيد ، و جماعة من المعتزلة قد بايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن أيضاً . .
56. فضل الاعتزال و طبقات المعتزلة : 228 .


1951 مشاهدة | 09-05-2017
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة