الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 12 جمادى الاولى 1446هـ

» قراءات ومـــراجعــات

قراءة علمية في كتاب "فلسفة الأخلاق"


بطاقة الكتاب:
- تصنيف الكتاب: فلسفة الأخلاق.
- اسم الكتاب: فلسفة الأخلاق.
- اسم المؤلّف: آية الله الشهيد مرتضى مطهّري(قده).
- اسم المترجم: الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني.
- بيانات النشر: ط2، بيروت، مؤسّسة البعثة، 1995م.
- قراءة: الشيخ لبنان الزين

مقدّمة:
يُعدّ علم فلسفة الأخلاق من العلوم التي ظهرت من رحم علوم أخرى – كما هو حال علوم أخرى غيره - بفعل التوسّع في بحث مسائل العلوم؛ حتى شكّلت  علوماً مستقلة بحدّ ذاتها؛ حيث كانت مسائل فلسفة الأخلاق – بأغلبها - تُطرَح ضمن مباحث بعض العلوم، منها: بحث قاعدة قبح العقاب بلا بيان؛ بوصفها مبنى للبراءة العقلية في علم أصول الفقه، وبحث الحسن والقبح الذاتيين والعقليين للأفعال، والدليل العقلي على الحكمة والعدل الإلهيين في علم الكلام، وبحث المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية؛ من حيث كونها ذات حقيقة واقعية أو اعتبارية في علم الفلسفة ونظرية المعرفة، وبحث التحديدات الواقعية لكلّ من الخير والشرّ في علم الأخلاق، وغيرها من البحوث التي كانت مطروحة في علوم مختلفة، ثمّ جُمِعَت تحت علم فلسفة الأخلاق؛ بفعل تطوّر العلوم والمعارف، ووضوح معياريّة اندراج المسائل المعرفية ضمن العلوم أو خروجها منها.
كما يُعدّ من مبرّرات نشوء علم فلسفة الأخلاق – كما هو واقع العلوم الأخرى – خصوص البحث عن أسس ومبادىء تصديقية يقوم عليها صرحه؛ فكان علم الأخلاق من هذه العلوم التي أخذت تبحث عن مبادىء تصديقية لها، حيث إنّه يُعنى بتحديد عدد من الأفعال والصفات الحسنة والقبيحة؛ بوصفها ممّا ينبغي فعلها أو لا ينبغي، ولا يُعنى بلزوم الدفاع عن مسائله، ولا يتكبّد عناء إثباتها، في حين أنّه يحتاج إليها لإثبات مبادئه التصديقية، ومن هذه المسائل: واقعية الحسن والقبح، وكيفية إثبات القواعد الأخلاقيّة وطرق تقويمها، ونسبية الأخلاق أو إطلاقها، وغيرها من المسائل التي لا ترتبط بعلم الأخلاق؛ لأنّه علم يستند إلى المعرفة المسبقة لمعنيي الحسن والقبح، ويرتكز على علم فلسفة الأخلاق في إثبات كبرياته.
وقد يتساءل البعض عن مدى أهمّيّة دراسة علم فلسفة الأخلاق، وتكمن الإجابة في حساسية بحث ملاكات القيم الأخلاقية؛ إذ لو لم تكن القيم الأخلاقيّة ذات ملاكات واقعيّة وثابتة لا تتغيّر، وكانت تابعة للاعتبارات العقلائية والعرفية الاجتماعية؛ فعندها سيفقد نظامنا القيمي أساسه الذي من خلاله يسعى لإيصال الفرد والمجتمع إلى كمالهما، ولن يكون بمقدوره أن يردّ القيم السلبيّة التي لا يتقبّلها، فضلاً عن إثبات قيمه. ومعه ستكون أي محاولة عملانية لحفظ القيم الخاصّة بنا ومواجهة القيم المضادّة محكومة بالفشل؛ لعدم ارتكازها على أساس واقعي ثابت.
أضف إلى ذلك أنّ عدم ثبات القيم سيؤدّي إلى تزلزل إيماننا بها، وبالتالي هجرانها شيئاً فشيئاً؛ تبعاً لاعتبارات العقلاء في كلّ زمان ومكان.
ومن الواضح أنّ المنهج المتّبع في بناء صرح هذا العلم سيكون منهجاً عقلياً؛ حيث إنّ

مسائل، من قبيل: "الحسن والقبح العقليين"، و"تحديدات القواعد الأخلاقيّة وكيفية تقويمها"، و"ثبات القواعد الأخلاقيّة أو عدمه"، و"نسبية الأخلاق أو إطلاقها"، وغيرها من المفاهيم؛ لا تندرج في إطار الأمور المحسوسة؛ ولذا فإنّ المنهج التجريبي لن يكون مؤثّراً بشكل مباشر في حلّ مسائل هذا العلم.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنّ فكرة الدفاع عن الدين وتقديمه للآخر وفق منطلق عقلي؛ بوصفه أيسر الطرق وأعمّها لإثبات حقانية الدين، وبالتالي تقديم النظام الأخلاقي الإسلامي من خلال منطلق عقلي بحت؛ هي فكرة جيّدة نسبياً، إلا أنّها غير كافية، ولا بدّ لها من معونة الوحي؛ في تكميل ما لا يدركه العقل من الحسن والقبح في الأوامر والنواهي الموجّهة إلى المكلّفين، وما لها من آثار في حياتهم الدنيوية والأخروية، وكيفية تحقيق الترقّي القيمي في المجتمع، تحويل القيم إلى سلوك؛ من منطلق كمال الدين الإسلامي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} ، وعالميّته وشموليّته الزمانية والمكانية: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} ، وكونه هدى للناس: {...هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...} ، {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} ، {هدى وذكرى لأولي الألباب} ، ومن أبرز أهدافه تتميم مكارم الأخلاق: >إنّما بُعِثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق< .
وقد رسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) معالم طريق الترقّي القيمي، من خلال ما ورد في خبر الدهقان، حيث قال لأمير المؤمنين(ع): ما رأيت أعلم منك، إلا أنّك ما أدركت علم الفلسفة، فقال(ع): >من صفي مزاجه؛ اعتدلت طبايعه، ومن اعتدلت طبايعه؛ قوي أثر النفس فيه، ومن قوي أثر النفس فيه؛ سما إلى ما يرتقيه، ومن سما إلى ما يرتقيه؛ تخلّق بالأخلاق النفسانية وأدرك العلوم اللاهوتية، ومن أدرك العلوم اللاهوتية؛ صار موجوداً بما هو إنسان دون أن يكون موجوداً بما هو حيوان، ودخل في الباب الملكي الصوري، وما له عن هذه الغاية معبر<، فسجد الدهقان وأسلم .
وعليه، إنّ الأخلاق ليست نسبيّة ولا توافقيّة ولا شخصيّة ولا اعتبارية، وإنّ لها واقعيّة وتحقّقاً خارجياً لا بدّ من البحث عنها في داخل الدين واستكشاف سبل تعلّمها وتطبيقها في المجتمع وآلية تحويلها إلى سلوك، وتحديد مسؤولية الإنسان تجاه الله ونفسه والآخرين.

عرض الكتاب:
صدّر الشهيد مطهّري بحثه بالسؤال عن >المعياريّة الأخلاقيّة< التي تميّز الفعل الإخلاقي من الفعل الطبيعي، وقد عرض لجملة من النظريّات المفسّرة للفعل الأخلاقي، شارحاً وناقداً ومقوّماً ومستنتجاً، ومن هذه النظريات:

1. النظريّة العاطفيّة:
أ. تعريف النظرية:
وهي تعدّ الفعل الأخلاقي فعلاً نابعاً من عاطفة تفوق الميول والرغبات الفردية؛ بهدف إيصال الخير للآخرين. بينما الفعل الطبيعي لا يكون خارجاً عن إطار الذات وعن حدود الأنا وهدف إيصال الخير لنفسه. ويرى هذا الاتّجاه في المحبة أصلاً أخلاقياً، ويشير إلى أنّ مبدأ المحبّة الذي تقوم عليه هذه النظرية هو أمر مشترك بين الأديان، وخصوصاً المسيحية، وكذلك أغلب المذاهب الفلسفية.
ب. نقد النظرية: وفي مقام الردّ على هذه النظرية، يمكن القول:
إنّ عدّ الأخلاق من مقولة المحبّة والعاطفة هو أمر فيه شيء من الصحّة بمكان، ولكنّه لا يكفي منطقيّاً لتبرير الفعل الإنساني الذي يتجاوز حدود الذات إلى الغير، ولا يوجد مبرّر لهذا التعدّي في المحبّة عن الذات، بحيث يصلح لأنّ يكون مبرّراً لهذا الفعل سوى الارتباط بالله تعالى والإيمان به، فيندفع بفعل هذه المحبّة إلى تحقيق فعله الأخلاقي تجاه الآخر؛ لأنّ الله تعالى يريد منه ذلك.
- لا يمكن عدّ كلّ محبّة أخلاقاً، وإن كانت قابلة للمدح والثناء، فليس كلّ ما يقبل المدح هو أخلاق. وفي الأخلاق يكمن عنصر الاختيار والاكتساب وكونه غير غريزي، فالأمر الفطري، كعواطف الأمّ بالنسبة لأطفالها تستحقّ المدح والثناء إلا أنّه لا يمكن عدّها أمراً أخلاقياً.
- إنّ نطاق الأخلاق ليس محصوراً في حبّ الغير، ففعل الإيثار والإحسان لا ينبعان من حبّ الغير ويقتصران على النفس.
- لم يرد في هذه النظرية تحديد للمراد من حبّ الإنسان، وهو بحاجة إلى تفسير لكي لا يتحوّل إلى عداوة للإنسان، فمحبة الإنسان ينبغي أن تتحدّد على ضوء معيار الأليقية بحسب ما يتمتّع به الآخر من قيم إنسانية. وبحسب ما يهدف إليه من إصلاح للآخرين وإنجاء لهم من فقدان القيم الإنسانية. وبعبارة موجزة إنّ هذا المعيار لا يبيّن سوى جانب واحد من الحقيقة ولا يصوّر كلّ الحقيقة؛ وذلك لأنّ نطاق الأخلاق أوسع من حبّ الغير.

2. نظريّة الإرادة:
تمثّل هذه النظرية رأي الفلاسفة والحكماء. وهي تنظر إلى الفعل الأخلاقي بوصفه فعلاً قائماً على أساس المقارنة بين المصالح، بفعل تحكيم الإرادة، وليس فعلاً ناشئاً من تسلّط الميول والرغبات. فمعيار الأخلاق - حسب هذه النظرية -  هو العقل، لا كلّ عقل، وإنّما العقل الحرّ أو الحرّيّة العقلية.
وتبتني هذه النظرية على أصل تجرّد الروح؛ حيث يعتقد أصحابها بأنّ جوهر الإنسان يكمن في عقله وقوّته العاقلة، وأنّ كماله وسعادته النهائية والواقعية تكون بسعادته العقلية، والسعادة العقلية عندهم ليست إلاّ المعارف؛ فعلى الإنسان أن يلمّ بالمعارف الإلهية إلى أقصى حدّ يتيسّر له ويطّلع على عالم الوجود كما هو متحقّق في الخارج.
ويعتقد أصحاب هذه النظرية أنّ جذور الأخلاق تعود إلى العدالة والتوازن؛ لغرض حرّيّة العقل.
والواقع أنّ الأخلاق من وجهة نظر هؤلاء الفلاسفة هي من مقولة الحرّيّة بأحد المعاني، ومن مقولة حاكميّة العقل وسيطرته بمعنى آخر. فالغاية هي الحرّيّة العقلية.
وأمّا نقد هذه النظرية فسيتّضح من خلال ما سيذكره الشهيد مطهّري(قده) من نقد عام للنظريّات التي طرحها، مع تقديمه لوجهة نظره في تفسير المعيارية الأخلاقية.

3. نظريّة الوجدان الأخلاقي:
أ. تعريف النظرية:
تتمحور هذه النظرية حول فكرة وجود قوّة في أعماق الإنسان قوّة غير قوّتي العقل والعاطفة، غرسها الله تعالى، بحيث تلهم الإنسان ما يجب عليه فعله أو تركه في مجال الفعل الأخلاقي، وهذه القوّة أمر فطري يسمّى الضمير والوجدان؛ فالأفعال الأخلاقية هي التي تتعلّق بوجدان الإنسان، والأفعال الطبيعية لا تكون متعلّقة بالوجدان، بل بالطبيعة كالأكل والشرب. من أصحاب هذا الاتّجاه الفيلسوف الألماني >كانت<، الذي يؤمن بأنّ الوجدان أو العقل العملي يتضمّن مجموعة من الأحكام القبلية؛ أي التي لم يحصل عليها الإنسان من طريق الحسّ والتجربة، وإنّما هي جزء من فطرته وكيانه، وأنّ الوجدان الأخلاقي يدعو إلى الكمال لا إلى السعادة، وأنّ الفعل غير الأخلاقي لا يخلو من عذاب الضمير لفاعله، وأنّ الإنسان موجود حرّ مختار بحكم وجدانه لا بالدليل الفلسفي. بالإضافة إلى إيمانه أيضاً ببقاء النفس وخلودها.
ب. نقد النظرية: وفي مقام نقد هذه النظرية يمكن القول:
-    الحطّ من مكانة الفلسفة؛ لجهة دحض إمكانية اختيارية الإنسان وحرّيّته، عن طريق العقل النظري؛ حيث إنّ الأوامر الأخلاقية نفسها يستطيع العقل النظري إدراكها وإصدارها، أو لا أقلّ من كونه مؤيّداً للوجدان في ذلك.
-    التفكيك بين الكمال والسعادة: فالكمال لا ينفك من السعادة، وإنّما كلّ كمال بنفسه لون من ألوان السعادة. والسعادة ليست محصورة في اللذات الحسّيّة - كما يزعم كانت-. كما أنّ الشعور بالمرارة عند مخالفة الضمير يقابله شعور بالسعادة عند الموافقة.
-    كلّ أحكام الوجدان ليست مطلقة؛ حيث إنّ هناك بعض الأفعال الأخلاقية، كالصدق، تفقد فلسفتها؛ فتغدو في بعض الموارد قبيحة.
-    إنّ مقولة أنّ جذور الأخلاق كامنة في ضمير الإنسان هي مقولة صحيحة نسبياً، ولكن لا ينبغي توهّم استقلال الوجدان الخُلُقي؛ بوصفه حسّاً مستقلاً عن معرفة الله تعالى والارتباط به. وهنا يكمن خطأ >كانت<؛ حيث عدّ التكليف الخُلُقي نابعاً من أعماق الضمير الإنساني، من دون أن يتوقّف في ذلك على شيء آخر. والصحيح أنّ الضمير يكتسب التكليف بالإلهام والفطرة؛ بالاستناد إلى الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْراتْ} .

4. نظرية الجمال الأفعالي:
أ. تعريف النظريّة:
وتذهب هذه النظريّة إلى عدّ الأخلاق من مقولة الجمال، فتركّز على مبدأ تنمية حسّ الجمال في نفس الإنسان؛ بواسطة التربية. فإذا تمكّن من إدراك جمال مكارم الأخلاق؛ فإنّه سوف لن يقدم على الكذب والغيبة والخيانة وأمثالهما من الأفعال، حتّى مع فرض جواز ارتكابها شرعاً؛ لقبحها. فالإنسان ينجذب نحو الجميل، وينفر من القبيح.
ويعدّ المتكلّمون من القائلين بهذه النظرية – ولاسيما العدليّة منهم - في باب الحسن والقبح العقليّين.
ب. نقد النظريّة: وفي مقام الردّ على هذه النظريّة، يمكن القول:
إنّ هذه النظريّة صحيحة نسبيّاً؛ لجهة عدّ روح الإنسان مدركة للجمال المعنوي الكامن في الصدق والأمانة والإيثار والعفّة.. إلاّ أنّها أغفلت منبع الجمال وأصله(الذات الإلهيّة المقدّسة) ودورها في حصول هذا الإدراك للإنسان؛ فإنّ الإنسان يتّصل بهذا المنبع بصورة غير واعية؛ فيرى كلّ ما هو صادر عن الله تعالى من تكاليف بعين الجمال؛ لأنّه صادر عن منبع الجمال الأصيل.

5. نظرية الجمال الروحي:
ومفادها أنّ الأخلاق تتعلّق أساساً بالروح الجميلة، لا أنّ الفعل في حدّ ذاته جميل؛ فيغدو الفعل جميلاً تبعاً للروح. أمّا في النظرية السابقة فقد كان الفعل في حدّ ذاته جميلاً والروح تكتسب جمالها من جمال أفعالها.
ويعدّ أفلاطون من القائلين بهذه النظريّة؛ حيث يذهب إلى أنّ أساس الأخلاق يقوم على العدالة، فيجعل الأخلاق مساوية للعدالة، والعدالة مساوية للجمال والحقيقة.

6. نظرية الجمال العقلي:
وترى هذه النظريّة أنّ الجمال يكمن في ما يراه العقل ويدركه؛ استناداً إلى الحسن والقبح الذاتيين للأفعال، فحسب هذه النظرية يكون معيار الفعل الأخلاقي هو جماله العقلي الذي يدركه العقل مستقلاً، وبصورة مباشرة. وتختلف هذه النظرية عن ما سبق في أنّها تعدّ الأخلاق من مقولة الجمال العقلي، لا من مقولة المحبّة كما في نظريتي الجمال الأفعالي والجمال الروحي، ولا من مقولة التكليف كما يعتبر كانت.

7. النظرية الماركسية:
أ. تعريف النظريّة:
ويرى أصحاب هذه النظريّة أنّ معيار الأخلاق يكمن في التكامل؛ بمعنى أنّ كلّ عمل يدفع المجتمع نحو التقدّم والتحوّل ويهديه إلى الكمال فهو فعل أخلاقي، مهما كانت صورته وكيفيته، وكلّ فعل يحول دون تكامل المجتمع فهو غير أخلاقي.
إلا أنّ هذا المذهب ينظر إلى التكامل وفق رؤية خاصّة به، فالتكامل عنده ليس سوى الثورة الناشئة من التضادّ الباطني في المجتمع. فمعيار الأخلاق في هذا المذهب – حقيقة - هو الثورة وليس التكامل. وبهذا تتغيّر جميع المعايير الأخلاقية؛ حيث إنّ المذهب أحادي القيمة، فلا يطرح بالنسبة إليه موضوع تعارض القيم.
كما إنّ رؤيتهم ناشئة من وجهة نظرهم الخاصّة في مجال علم الاجتماع وفلسفة التاريخ، فالتكامل عندهم متوقّف على الثورة، وكلّ شيء عداها فهو مضاد للتكامل، وبالتالي مضادّ للأخلاق.
فلا بدّ إذن، لبحث معيارية الأخلاق في هذا المذهب من بحث مسألة أصالة الفرد أم المجتمع؛ فقد يكون هناك شخص لا يعترف بأنّ التكامل هو المعيار الوحيد للفعل الأخلاقي، ويؤمن بوجود تكامل للفرد وتكامل للمجتمع، وفي بعض الأحيان يقع تزاحم بين هذين التكاملين.
ب. نقد النظرية:
- إنّنا لا نسلّم بأنّ تكامل المجتمع هو المعيار الوحيدن؛ فهذا مبني على أساس أصالة المجتمع واعتبارية الفرد، وهو موضوع ليس علمياً ولا تؤيّده الحقائق. وحتى لو اعتبرنا التكامل معياراً؛ فلسنا أحاديي القيمة، بل نعترف بوجود المعايير الفردية أيضاً.
- على فرض اعتبار التكامل هو المعيار الوحيد، لكنّنا لا نسلّم بأنّ التكامل لا يحدث دائماً إلا عن طريق الثورة، وأمّا ذكر بعض الشواهد الاستثنائية – على ضوء معطيات على الاجتماع وفلسفة التاريخ -  فهو لا يصلح دليلاً على أنّ الطبيعة بأسرها تنهج هذا النهج، ولا سيما إذا التفتنا إلى أنّ المشاهدات الخارجية تثبت خلاف هذه القضية.

8. نظرية برتراند راسل:
أ. تعريف النظريّة:
وهي تبتني على القول بالأخلاق العقلية وأخلاق الذكاء، حيث يؤكّد صاحبها أنّ الإنسان خلق طالباً لمصالحه بصورة جبرية؛ فهو لا يبحث عن شيء سوى منافعه، وهو دائماً يريد ذاته ويبحث عن مصالحه. والأخلاق - وفق نظر راسل – نوع من التركيب بين الذكاء وبعد النظر مع البحث عن المصالح.
ويذهب راسل إلى أنّ دفع الضرر المتأتّي من فعل الإنسان نفسه تجاه الآخر يُعدّ مانعاً له عن ارتكاب الفعل غير الأخلاقي بحقّ غيره.

ب. نقد النظرية:
- ما ينسب إلى الأخلاق لا يرتفع على المصلحة، بل هو عين المصلحة. وهذا ما يعارض فلسفته التي يدّعي أنّها قائمة على أساس الحبّ للإنسانية والدفاع عن حقوق المظلومين.
- أخلاق راسل لا تنفع إلا في حالة تساوي القوى والقدرات، وأمّا إذا اختلفت القوى، فللقوي أن يستخدم قدرته ضدّ الضعيف؛ وهكذا تخرج هذه الأخلاق عن كونها أخلاقاً؛ لأنّها لا تنظر إلى القيم، وتنظر إلى المصلحة فقط.

9. نظريّة العبادة:
وهي تعبّر عن وجهة نظر الشهيد مطهّري(قده) في صدد تفسير المعيارية الأخلاقية؛ حيث وجد في بعض النظريّات المتقدّمة ما يصلح لأن يشكّل معياراً أخلاقياً، ولكن على نحو جزئي ونسبي – كما تقدّم في نقد هذه النظريات -. فكلّ واحدة منها، تضمّ جانباً من الحقيقة، في حين أنّ الحقيقة الكاملة تكمن في عدّ الأخلاق من >مقولة العبادة< لا غير.
ويشير إلى نقد عامّ يوجَّه إلى تلك النظريّات، يتمثَّل في فقدانها المبرّر المنطقي الداعي إلى السلوك الأخلاقي، فهي لن تجد مبرّرها الكافي إلا في ظلّ الدين والإيمان بالله تعالى والارتباط به، وعلى ضوء الثواب والعقاب؛ والسبب في ذلك أنّ مستوى العلاقة التي تربط الإنسان بالله تعالى قد تتجاوز حدود النفعيّة المتمثّلة في الإتيان بالفعل العبادي خوفاً من النار أو طمعاً بالجنّة، لتتوجّه نحو هدف العبادة الحقيقي المتمثِّل بحالة الشكر والامتنان لله تعالى؛ بما يصيّر  الفعل فعلاً أخلاقياً راقياً.
فالأخلاق عند الشهيد مطهّري(قده) من مقولة العبادة، والمراد من العبادة هو حقيقة من الحقائق التي لا تمثّل الصلاة والصوم والحج وغيرهما من العبادات سوى جسم تلك الحقيقة وقالبها؛ سواء كنّا مدركين لتلك الحقيقة أم لا، وسواء كنّا ملتفتين شعورياً لها أم لا، فإنّ تلك الحقيقة موجودة في أعماق الإنسان على كلّ حال بطريق اللاشعور.
وتوضيح ذلك: إنّ الإنسان عندما يعبد الله تعالى بصورة غير واعية، فإنّه يكون خاضعاً في عبادته لمقتضى الفطرة الإلهية المنغرسة فيه، ومتّبعاً للأوامر الإلهيّة الكامنة في وجود هذا الإنسان وكيانه الداخلي. وبمجرّد أن يتحوّل شعوره اللاواعي إلى الشعور الواعي – كما هو هدف بعثة الأنبياء(عله) – فإنّ جميع أفعاله وسلوكياته تصبح ذات صبغة أخلاقية؛ بمعنى أنّه إذا جعل الإنسان من تكليف الحقّ تعالى ورضاه منطلقاً ينطلق منه في تنظيم غرائزه وميوله على أساس الواجبات الإلهية؛ فإنّ أفعاله كلّها تصبح حينئذ عملاً أخلاقياً ومقدّساً، بلا فرق بين فعل وآخر : {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العَالَمِين} . وعليه فلا يمكن تبرير الأخلاق إلا في ظلّ عبادة الله تعالى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الله تعالى أودع في وجود الإنسان قابليّات واستعدادات مختلفة، فأي مذهب أخلاقي يمكنه أن يستثمر جميع تلك الاستعدادات والقابليات الكامنة في وجود الإنسان من غير إفراط ولا تفريط؛ يكون بذلك هو المذهب الجامع الكامل. وعند مراجعة المذاهب الأخلاقية المختلفة نجد أنّ بعضاً منها قد أصاب جزءاً من الواقع – على تقدّم بيانه -؛ حيث لم تبنِ نظرتها إلى معيارية الأخلاق على أساس الالتفات إلى روح الإنسان ونفسه، في حين أنّ المذهب الأخلاقي الإسلامي يقوم على مراعاة هذه الخصيصة في طرح المعيارية الأخلاقية؛ فالنفس التي تنهض الأخلاق على أساسها  - في نظر الإسلام - هي الذات الحقيقيّة الأصيلة؛ بوصفها نفحة قدسية إلهية  أودعها الله تعالى في الإنسان، وأمّا الذات الحيوانية فهي ذات متوهّمة ومتخيّلة؛ قد يحسبها الإنسان ذاتاً حقيقيّة، وهذا هو معنى >نسيان الذات<. والإسلام حين يدعو إلى محاربة النفس وإماتتها؛ فإنّه يقصد بها الذات المتوهّمة والمتخيّلة. وعليه فلا بد من إماتة الذات المتوهّمة حتى تظهر الذات الحقيقيّة الأصيلة المستترة.
ويشير الشهيد مطهّري(قده) إلى أنّ >هيجل< كان أوّل من تناول موضوع الغربة عن الذات والإنفصال عنها في الفلسفة الغربيّة، كما تعرّض له الفيلسوف المادي >هايدغر<؛ حين جعل الذات الإنسانيّة على قسمين: إحداهما الذات الشخصيّة، والأخرى الذات الكليّة المغروسة في أعماق كلّ واحد منا. ومع ذلك فإنّ القرآن الكريم كان قد سبّاقاً – ولأسباب متعلّقة بالهداية – إلى تناول موضوع ثنائيّة الذات، حيث أشار إلى وجود ذات حيوانيّة طفيليّة في الإنسان، وفي الوقت نفسه يوجد فيه نفخة من الروح الإلهية؛ تمثّل الذات الحقيقيّة في الإنسان.
ويرى الشهيد مطهّري(قده) أنّه واقعاً لا يوجد أكثر من ذات واحدة للإنسان، إلا أنّ لها درجات؛ ويظهر ذلك من خلال ملاحظة الصراع الكامن داخل الإنسان بين رغباته الطبيعية وإرادته الأخلاقيّة، والذي يمثّل حقيقة الصراع الدائر بين الذات الطفيليّة والذات الأصيلة؛ فإذا تغلّبت الذات الأصيلة على الذات الطفيليّة يشعر الإنسان حينها بنشوة النصر، بينما إذا انتصرت الذات الطفيليّة على الذات الحقيقيّة يشعر بمرارة الهزيمة. وهذا الشعور بالنصر أو بالهزيمة مؤشّر يكشف عن الذات الأصيلة في الإنسان.
وعليه، إذا ما أدرك الإنسان ذاته الحقيقيّة التي هي نفحة من عالم الملكوت؛ فإنّه لا ينحطّ إلى المستويات الدانية. وهذا هو السرّ في أنّ انجذاب الإنسان نحو العلم ونفوره من الجهل، حيث إنّ ذاته الحقيقية هي من سنخ العلم ولا تتناسب مع الجهل. وهكذا يلتذّ الإنسان بالقدرة وينفر من الضعف؛ لأنّه يدرك بإدراك حضوري أنّ ذاته تنتمي الى عالم القدرة والعظمة. ومن هنا، كانت جميع المشاعر الأخلاقيّة ناشئة من الظفر بالذات وإدراك حقيقتها. ولهذا تميّزت الأخلاق الإسلاميّة بكونها متمحورة حول معرفة النفس والإحساس بكرامتها وعظمة مصدرها.

ضرورة معرفة النفس الإنسانية:
يؤكّد الشهيد مطهّري(قده) على خاصّيّة معرفة النفس الإنسانية؛ باعتبار أنّ أساس جميع القيم الخلقية هو الإحساس بالكرامة والشرف والقدرة والعظمة والعزّة. وهذه هي التي تشكّل الذات الواقعية للإنسان؛ حيث يقول الله تعالى: {ونفخت فيه من روحي} .
ثمّ يشير إلى أنّ هاجس سقوط المادية ومجيء الله والدين هو الذي أدّى إلى ظهور نظريات عدّة في صدد تفسير الفعل الأخلاقي الإنساني، حيث عزاه البعض إلى الروح الاجتماعية؛ فقسّموا الذات إلى قسمين: ذات شخصية؛ جزئية ومحدودة، تشعر بها بأنّك فرد. وذات كلّية؛ هي الكلّي الطبيعي الموجود في جميع الأفراد.
ويردّها: أنّ الإنسان الكلّي في الفرد هو عين الفرد وليس شيئاً سواه.
 وعزاه آخرون؛ ومنهم سارتر، إلى الحديث عن الذات الواقعية؛ وهي أنّ الإنسان حرّ ولا ذات له ولا ماهيّة، فهو عين الحرّيّة؛ ولمّا كان كذلك فإنّ الله غير موجود؛ فلو كان موجوداً لما أصبح الإنسان حرّاً.
وهذا الاستدلال واضح البطلان؛ إذ من أين أتت هذه الحرية والإرادة، فلو كانت الإرادة والفكر الإنسانيين من الخواص الجبرية للطبيعة والمادة، فماذا تعني الحرّيّة عندئذ؟

معيار قيمة العقيدة:
يرى الشهيد مطهّري(قده) أنّ تحديد معيار قيمة العقيدة يكمن بمدى انطباق تلك العقيدة مع الحقيقة والواقع. ولذا ينبغي على ضوء ذلك أن نقوم بدراسة الدين من ناحيتين: نظرية وعملية، ولا نكتفي بمجرّد البحث النظري. ويخلص إلى أنّ حقّانيّة العقيدة تساوق كونها مفيدة للبشر.

الأزمة الأخلاقيّة المعاصرة:
يرى الشهيد مطهّري(قده) أنّ مشكلة العصر الحاضر تكمن في الاضطرابات المعنوية؛ بفعل إهمال التأمّل في النفس ومعرفة خصائصها التكوينية، ومن هذه المشاكل: تزايد عمليات الانتحار، وازدياد نسبة الأمراض العصبية والاختلالات النفسية، وحالة التمرّد لدى الشباب وظاهرة الهيبيّة المعرِضَة عن مظاهر الحضارة الغربية المعاصرة واعتبارها محض عبث وضياع، وكذلك جفاف العواطف، ومشكلة الجوع، وتلوّث البيئة.

أصالة العلم البشري:
استعرض الشهيد مطهّري(قده) مسألة أصالة العلم البشري؛ حيث أشار إلى أنّ البعض يعدّ العلم بمثابة كلّ شيء للإنسان؛ فإذا أعطي الإنسان العلم والمعرفة والوعي فقد أُنقِذَ من أمّ الأمراض. ويردّه بأنّ ذلك صحيح جزئياً؛ فالعلم حقيقة مقدّسة، إلا أنّهم قد فصلوه عن توأمه وهو الإيمان. فأساس جميع المشاكل يكمن في فقدان الإيمان القائم على أساس معرفة الله تعالى المقرونة بالخضوع والاستسلام أمام الحقّ، ومهما حاولوا من إيجاد حلولٍ للإنسان والمجتمع، فلا بدّ من الاستناد إلى الإيمان؛ بوصفه مقوِّماً للإنسان ومآلاً لحركته.

هل الأخلاق نسبيّة أم مطلقة وثابتة؟
وسوف نتجاوز هاتين النظريتين؛ لنقف على الرأي الأهم والأعمق في موضوع نسبيّة الأخلاق. وهو الموضوع الذي عالجه الشهيد مطهّري على ضوء نظريّة الإدراكات الاعتبارية >للسيد الطباطبائي<.

تقويم الكتاب:
يُعدّ هذا الكتاب كما الكتب الأخرى للشهيد مطهرّي(قده) في مجال الأخلاق(كتاب ثبات الأخلاق – كتاب تحقيق نظرية نسبية الأخلاق) من الكتب المهمّة في صدد دراسة فلسفة الأخلاق، فضلاً عن مباحثه الأخلاقية التي أدرجها ضمن مؤلّفاته ونتاجاته العلمية الأخرى؛ بحيث يجد الباحث فيها غنى في الطرح، وعمقاً في المعالجة والنقد، إلا أنّه توجد بعض النقاط التي ينبغي ذكرها في صدد تقويم الكتاب، منها:
1- عنوان الكتاب غير جامع؛ حيث إنّ فلسفة الأخلاق تشتمل على مسائل أخرى لم يطرحها الكتاب، من قبيل: تاريخ علم الأخلاق، وتطوّراته، وتقسيماته، وغايته، وفائدته، وأعلامه، ومسائل: إطلاق الأخلاق أم نسبيّتها؟ وكيفية استنباط النظام الأخلاقي وقواعده؟ ومصادر القواعد الأخلاقية؟ وهل القضية الأخلاقية إخبارية أم إنشائية؟ وخصائص النظام الأخلاقي؟ وغيرها من المسائل التي لم يشرِ الكتاب إليها مفصّلاً. فكان من المناسب عنونة الكتاب بـ >النظريات المطروحة في المعياريّة الأخلاقية<.
2- لم يشر الكتاب إلى بعض النظريات المطروحة في المعيارية الأخلاقية – وإن أشار لبعضها ضمناً في طرحه دون تحديد لهويتها ومرتكزاتها الفكرية-، من قبيل: المذهب الأشعري الذي يربط حسن الأفعال وقبحها بالأوامر والنواهي الإلهية، والمذهب الانفعالي – ومن القائلين به دايفيد هيوم - الذي يعتقد بأنّ الفعل الأخلاقي مجرّد بيان كاشف عن أحاسيس وعواطف من يطلقها لا إلى العقل ومدركاته، والمذهب الاجتماعي - ومن القائلين به أميل دوركهايم – الذي يذهب إلى عدم وجود أخلاق من دون وجود المجتمع الذي يمتلك شخصية واقعية وحقيقية مستقلّة عن الأفراد ويعدّ معياراً في تحديد الحسن والقبح، ومذهب اللذة الأبيقورية الذي يرجع الأخلاق إلى منشأ اللذة الإنسانية بوصفها مبدأ الحياة السعيدة وغايتها، ومذهب المنفعة - ومن القائلين به جون ستيوارت مل – الذي يرى يرى معيار الفعل الأخلاقي كامناً في كونه محقّقاً لمنفعة المجتمع، ومذهب القوّة - ومن القائلين به فردريك نيتشه – الذي يرى في القوّة والسلطة أساس الأخلاق الفاضلة كلّها، ومذهب الضمير عند جان جاك روسو، ومذهب الضمير عند عمانوئيل كانط، ومذاهب الزهد الواردة في الفلسفات الشرقية، وغيرها من المذاهب الأخلاقية التي تصدّت لتحديد المعيارية الأخلاقية للفعل الإنساني. هذا فضلاً عن المذاهب الأخلاقية المطروحة عند المتصوّفة والعرفاء المسلمين.
3- طرح النظريات في الكتاب جاء بنحو غير منتظم ومنهجي، وفيه شيء من التكرار، وقد حاولت في عرض الكتاب إعادة ترتيب النظريات المطروحة في الكتاب، وإيراد نقد الشهيد مطهّري(قده) عليها، ومن ثمّ طرح رؤيته في المعيارية الأخلاقية للفعل الإنساني؛ لأنّ ذلك أنسب منهجياً.
في الختام، نعود ونؤكّد على أهمّيّة البحث الوارد في هذا الكتاب، مع التأكيد على ضرورة بحث مسائل علم فلسفة الأخلاق كما يراها الشهيد مطهّري(قده)، من خلال محاولة جمع نتاجاته العلمية في هذا الصدد ضمن كتاب جامع لمسائل علكم فلسفة الأخلاق؛ وذلك بالاستفادة من ما جُمِعَ له من كتب( كتاب فلسفة الأخلاق/ كتاب تحقيق نظرية نسبية الأخلاق/ كتاب ثبات الأخلاق...)، وما أورده الشهيد مطهّري(قده) من أبحاث في نتاجاته الأخرى، مع الإضاءة على أرائه(قده) في هذا العلم وإبداعاته فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  منشورة في مجلة الحياة الطيبة، العدد 24، شتاء 2012م.
[2]  كاتب وباحث من الحوزة العلمية، في لبنان.
[3]  المائدة: 3.
[4]  الأنبياء: 107.
[5]  الفرقان: 1.
[6]  البقرة: 185.
[7]  البقرة: 2.
[8]  غافر: 54.
[9]  المجلسي، محمد باقر: بحار الأنوار، تحقيق عبد الرحيم الرباني الشيرازي، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي،1403هـ.ق/ 1983م، ج16، باب مكارم أخلاقه(ص) وسيرته...، ص210.
[10]  العاملي، علي بن يونس: الصراط المستقيم، تحقيق تصحيح وتعليق محمد الباقر البهبودي، ط1، لام، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية؛ مطبعة حيدري، 1384هـ.ش، ج1، ص214.
[11]   الأنبياء: 73.
[12]   الانعام: 162.
[13]  الحجر: 29.


3908 مشاهدة | 04-01-2017
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة