إنّ منشأ زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم الأربعين، والقول باستحباب هذا الفعل ليس بدعةً ولا اختراعاً، بل هو أمر دلّت عليه النصوص الواردة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، حتى إنّ ثمّة روايات ذكرت نص الزيارة التي يستحب أن يزور بها المؤمن الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم، وذلك مثل النص الوارد في الزيارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) برواية صفوان بن مهران حيث فيها إشارة إلى تعليم الإمام (عليه السلام) لصفوان كيفية الزيارة.
وأمّا القول بأنّ زيارة الأربعين أصلها من اليهود وثقافتهم، فهو أمر غير صحيح، إذ أنّ اليهود بحسب بعض المصادر إنّما يعيدون الحداد على فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوماً، وبمرور تسعة أشهر، وعند تمام السنة.
على أنّه ليس بالضرورة أن يكون كل ما عند اليهود باطلاً، فقد تكون لديهم بعض الأمور الصحيحة التي بقيت من دين موسى (عليه السلام).. تماماً كما بقيت بعض اللمحات من دين الحنيفية في عرب الجاهلية.
وفي روايات أهل البيت (عليهم السلام) ما يشير إلى وجود خصوصية ليوم الأربعين في التشريع الإسلامي، ففي المرويات عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "إنّ الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً".
وقد روي نظير ذلك بالنسبة إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، كما في الرواية التي نقلناها سابقاً حيث بكت عليه السماء والأرض والشمس والملائكة أربعين صباحاً.
وفضلاً عن ذلك فقد وردت الروايات بزيارة الحسين (عليه السلام) في كلّ يوم فضلاً عن يوم الأربعين .