أسباب ظلم المرأة
لقد دعا االقائد (حفظه الله) إلى البحث عن علل ظلم المرأة ومعالجة هذا الظلم فقال: "علينا أن نبحث عن علل هذا الظلم الذي وقع على المرأة طوال التاريخ".
أ- جهل البشر
"إني أعتقد أن الظلم قد لحق بالمرأة طوال التاريخ، وفي المجتمعات المختلفة. وقد أشرت إلى ذلك، وتحدثت عن منشأ ذلك الظلم، إنه بسبب جهل البشر، فطبيعة البشر الجهل، حيث القوي يظلم الضعيف، إلا إذا كانت هناك قوة خارجية تسيطر عليه وتمنعه من ذلك، كالقانون وسيف القانون وعصاه. وأن يكون هناك رادع داخل الإنسان، أي إيمان قوي وواع وصريح، وهذا الأمر نادر جدّ".
ب- استقواء الرجال
"...فالرجال لأنهم أضخم وصوتهم أعلى وأجسادهم أقوى وعظامهم أضخم يستقوون على النساء اللاتي عظامهن أدق وصوتهن أرق وأجسادهن أضعف. هذا هو الواقع، وأرى لو أنّكنّ بحثتن في الأمر لبدى لكنَّ أن هذا هو منشأ الاستقواء لديهم".
وبدوره الرجل الغربي يظلم المرأة أيضاً، بشكل أو بآخر. فمن علامات تسلّط الرجل الغربي أنه يعتبر المرأة وسيلة للرجل، لذلك يطلبون من المرأة أن تزيّن نفسها ليلتذ الرجل بها. ذلك تسلط للرجل، وليس حرية للمرأة، بل هي حرية للرجل في الحقيقة. يريدون أن يكون حرّاً حتى في اللذة البصرية، لذلك يشجعون المرأة على السفور والتبرّج أمام الرجال. إن أنانية الرجال تلك في المجتمعات التي لا تستفيد من دين اللَّه، كانت منذ العهود القديمة، واليوم موجودة أيضاً، والغربيون هم مظهرهم الأعلى....
ج- الاستغلال المادي
"إن موضوع المرأة أصبح كباقي الموضوعات سلعة بيد المستغلين والمتاجرين بالقيم الإنسانية، فأولئك الذين لا يقيمون وزناً للمرأة... إلا في حساباتهم المالية.. ويعتبرون قضية المرأة سلعة ورأسمالاً للتعامل في أسواقهم المختلفة، يتحدثون عنها، ويرسمون ثقافة وإعلاماً يناسبهم حولها، ويدفعون بأذهان الرجال والنساء في العالم كله نحو جادتي الوسوسة والضياع الكبير".
كيف تعالج حقوق المرأة
أ- عدم التقليد الأعمى
"للأسف إني أرى الذين يدافعون عن حقوق المرأة يقعون في فخ الأخطاء، فلا يعود دفاعهم عن المرأة بالنفع عليها. أي أنهم ينظرون إلى حال المرأة الغربية، ويتخذونها أسوة لهم! في حين أن ثقافتها تتفاوت أساساً مع الثقافة الإسلامية، فالثقافة الإسلامية أرقى من تلك الثقافة بمراتب وأنفع لوضع المرأة بمراتب".
ب- الحكمة وعدم الانفعال
"إن أي حركة اجتماعية ستكون حركة صحيحة وتكون نتائجها صحيحة عندما تكون مبنية على الحكمة والتأمل والتشخيص والمصلحة، وقائمة على قواعد صحيحة وعقلانية. وفي كل حركة تقصد إحقاق حقوق المرأة لا بد من ملاحظة هذا المعنى بالضبط، أي أنه أي حركة يجب أن تنطلق من نظرة حكيمة مبنية على حقائق الوجود، أي على معرفة طبيعة المرأة وفطرتها وطبيعة الرجل وفطرته، والمسؤوليات والمشاغل الخاصة بالمرأة، والمسؤوليات والمشاغل الخاصة بالرجل، وما يمكن أن يكون مشتركاً بينهما. وأن لا تكون الحركة منطلقة عن الانفعال والتقليد. لأنه إذا كانت الحركة منطلقة على أساس الانفعال والتقليد والقرارات العمياء فستكون حركة مضرة. فإذا كان في بلدنا ومجتمعنا الإيراني من يتحدث عن المرأة وحقوقها انطلاقاً من المجلات الغربية أو التقارير الغربية أو السياسيين الغربيين، حيث يتهمون إيران الإسلامية بعدم مراعاتها لحقوق المرأة، فإن تحركهم ذاك خطأ. لا ينبغي دخول هذه الساحة بهذا الهدف، لأنه ينتهي بالانحراف والخطأ. وإذا دخلنا ساحة الدفاع عن المرأة بقصد أن لا نتخلّف عن الغرب فسنكون مخطئين أيضاً. وإذا دخلنا هذه الساحة بقصد أن لا ينظر إلينا أولئك نظرة سلبية فسنكون مخطئين أيضاً. وإذا دخلنا هذه الساحة بتصور وتوهم أن أولئك قد ساروا في طريق الصواب ووجدوا الطريق الصحيح فسنكون مخطئين بشدة أيضاً. للأسف إنني أرى اليوم أن بعض المقالات التي تكتب تحت شعار الدفاع عن المرأة، وبعض الكلام الذي يطلق تحت شعار إحقاق حقوق النساء ينطلق بالكامل من الانفعال، لأن الغربيين قالوا كذا، ولأن الأوروبيين كتبوا كذا، ولأنهم نسبوا إلينا كذ، فإذا أخذنا موقع الدفاع وسرنا على أساسه، فإن ذلك سيحرفنا ويغوينا، علينا أن نرى ما هي حقائق عالم الوجود، وأكثر هذه الحقائق موجودة في التعاليم الإسلامية".
ج- تبيان حقوق المرأة بلغة العصر
"المسألة المهمّة الأخرى هي تبيان اراء الإسلام حول حقوق المرأة والرجل، وعلى النساء أن ينشطن في هذا المجال أيضاً. لكن النشاط الأساسي يقع على عاتق المطلعين على المعارف الإسلامية، ليتمكنوا من اظهار رأي الإسلام في الحالات التي تختلف فيها حقوق المرأة عن حقوق الرجل. ليطمئن الجميع إلى أن تلك الحقوق قد وضعت على أساس الطبيعة والفطرة الإنسانية للمرأة والرجل، وبناءً لمصالح المجتمع. طبعاً هناك أمور جرت حتى الان، لكن يجب أن تتم هذه الأمور اليوم بلغة العصر".
د- ضرورة تجنب البحوث المنحرفة
"فالبعض يحمل شعار الدفاع عن المرأة ويجر البحث إلى متاهات، كطرح البعض لمسائل من قبيل الديّة وأمثالها، تلك البحوث تحرف الموضوع، فرأي الإسلام واضح وبيّن، ومن يطرح مثل تلك القضايا لن يجيء سوى إطالة الطريق وتضليل الأذهان...".
هـ- إصلاح وتعديل القوانين
"فبعض القوانين تحتاج إلى تعديل في مجال التعامل مع المرأة والرجل، وعلى المتخصصين في هذا المجال أن يدرسوا الأمر، وأن يصححوا تلك القوانين...".
و- النيّة السليمة
"فإن هدفنا من هذه المواجهة (في الدفاع عن حقوق المرأة) ومن هذه الحكومة ومما لدينا الان هو كسب رضا اللَّه، ... إننا نعيش عدّة أيام هنا ونتنفّس، ثم نذهب إلى هناك، ولا ينفع الإنسان أولاً وأخيراً إلا رضا اللَّه... اجعلنَ رضا اللَّه هدفكن، اقصدن التقرب إلى اللَّه في أعمالكن وجهودكن، اعملن للَّه، وسيعينكن اللَّه، ولا تدخلن المؤشرات الغربية حول المرأة في عملكن".
*المرأة حقوق وحرية وحجاب, سلسلة في رحاب الولي الخامنئي, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية